في تصريح جديد يكشف عن تحولات كبرى في خارطة التحالفات الإقليمية، أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو خلال مقابلة مع شبكة “فوكس نيوز” الأميركية أن السعودية لم تعد تشترط قيام دولة فلسطينية كجزء من أي اتفاق تطبيع مع إسرائيل، مشددًا على أن هذا الشرط قد انتهى ولن يتحقق. 

تصريحات نتنياهو تأتي في وقت تتزايد فيه المؤشرات على قرب إعلان اتفاق رسمي بين تل أبيب والرياض، وهو ما يعكس تغيرًا جذريًا في مواقف المملكة تجاه القضية الفلسطينية.

نتنياهو: لا مزيد من العوائق أمام التطبيع مع السعودية

خلال المقابلة، أكد نتنياهو أن “العالم العربي يدرك الآن أن السلام مع إسرائيل أكثر أهمية من القضية الفلسطينية”، معتبرًا أن الموقف العربي التقليدي الذي كان يربط أي اتفاق سلام بحل القضية الفلسطينية قد تبدد عمليًا. وأضاف أن العقبة الفلسطينية التي كانت تعرقل مسار التطبيع لم تعد موجودة، مشيرًا إلى أن التوجهات الجديدة في المنطقة تركز على المصالح المشتركة بين إسرائيل والدول العربية، بما في ذلك التعاون في مجالات الأمن والاقتصاد والتكنولوجيا.

وتابع رئيس الوزراء الإسرائيلي بالقول إن “المملكة العربية السعودية ودولًا أخرى بدأت تفهم أن العلاقة مع إسرائيل ليست عبئًا، بل فرصة لتعزيز الاستقرار والازدهار في المنطقة”، موضحًا أن السعودية تدرك أهمية بناء تحالفات جديدة لمواجهة التحديات الإقليمية، وعلى رأسها التهديد الإيراني وتصاعد النفوذ الصيني والروسي في المنطقة.

ترامب: السعودية تريد السلام وليس إقامة دولة فلسطينية

تصريحات نتنياهو تزامنت مع حديث الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب، الذي أكد في وقت سابق أن “السعودية تريد السلام، لكنها لا تريد إقامة دولة فلسطينية”، وهو ما يعزز فكرة أن الرياض لم تعد تعتبر حل القضية الفلسطينية شرطًا أساسيًا في أي اتفاق محتمل مع إسرائيل. 

تصريحات ترامب ونتنياهو تعزز من التكهنات حول أن المملكة ربما تكون على وشك إبرام اتفاق تاريخي مع تل أبيب، مشابه لاتفاقيات “أبراهام” التي وقعتها الإمارات والبحرين في 2020.

وعلى الرغم من أن السعودية لم تعلن رسميًا عن موقف واضح تجاه التطبيع، إلا أن العديد من التقارير تشير إلى أن المفاوضات بين الطرفين مستمرة، مدفوعة بضغوط أميركية مكثفة لإتمام الصفقة قبل الانتخابات الرئاسية الأميركية المقبلة.

هل باعت السعودية القضية الفلسطينية؟

مع تزايد المؤشرات على قرب اتفاق التطبيع، يرى محللون أن السعودية قد تخلت فعليًا عن القضية الفلسطينية مقابل تحقيق مكاسب سياسية واقتصادية وأمنية مع إسرائيل. فالتقارب العلني بين الرياض وتل أبيب، والزيارات غير الرسمية، والتنسيق الأمني المتزايد، كلها تؤكد أن المملكة تتجه نحو إنهاء حالة العداء مع إسرائيل دون اشتراط أي حلول ملموسة للقضية الفلسطينية.

ويرى البعض أن الموقف السعودي يعكس تحولًا استراتيجيًا عميقًا في سياسات المملكة الخارجية، حيث أصبحت الأولوية اليوم لمصالحها الخاصة وتعزيز شراكاتها مع القوى الكبرى، بما في ذلك الولايات المتحدة وإسرائيل، دون الالتزام بمواقف تقليدية تجاه القضية الفلسطينية.

ومع تسارع هذه التطورات، بات واضحًا أن المشهد الإقليمي يشهد تغييرات غير مسبوقة، حيث أصبحت التحالفات قائمة على المصالح لا المبادئ، في ظل ما يبدو أنه “صفقة كبرى” تعيد رسم العلاقة بين الرياض وتل أبيب، بغض النظر عن أي التزامات تاريخية تجاه الفلسطينيين.