أفادت القناة 12 الإسرائيلية أن رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، أصدر أوامر للجيش بالاستعداد لاحتمالية تولي مسؤولية توزيع المساعدات الإنسانية في قطاع غزة، وهو الدور الذي تتولاه حاليًا منظمات الإغاثة الدولية. 

تأتي هذه التعليمات وسط استمرار العمليات العسكرية الإسرائيلية في القطاع وتزامنًا مع سعي إسرائيل لتغيير الوضع القائم في غزة.

أعلن نتنياهو خلال مؤتمر صحفي، أن إسرائيل “قريبة جدا” من تفكيك القدرات العسكرية لحماس، إلا أن هناك حاجة لإيجاد بديل لحكم حماس في غزة، بما في ذلك السيطرة على توزيع المساعدات الإنسانية. وأوضح نتنياهو أن تولي الجيش الإسرائيلي لهذه المهمة هو جزء من “خطة اليوم التالي” بعد إنهاء قدرات حماس العسكرية.

ورغم توجيهات نتنياهو، أبدى رئيس أركان الجيش الإسرائيلي، هرتسي هاليفي، معارضته لتحمل الجيش مسؤولية توزيع المساعدات، مشيراً إلى أن هذه المهمة لا تناسب الجيش وتعرض الجنود لمخاطر غير ضرورية. ونقل التقرير عن هاليفي قوله إن هذه المهمة هي من اختصاص المنظمات الدولية، وأنها تأسست لهذا الغرض.

أثار التقرير مخاوف من أن تولي الجيش الإسرائيلي مسؤولية توزيع المساعدات قد يحمل تداعيات خطيرة على إسرائيل على صعيد القانون الدولي. ففي حال تولي الجيش لهذه المهام، ستصبح إسرائيل “مسؤولة بشكل أكبر عن قطاع غزة”، وهو ما قد يؤدي إلى تعقيد الأوضاع القانونية والسياسية للبلاد في المستقبل. كما أشار التقرير إلى أن تحرك نتنياهو الأخير حول الاستمرار في السيطرة على محور فيلادلفيا بين غزة ومصر يعزز احتمال فرض حكم عسكري في غزة.

وأكدت تقديرات الجيش أن فرض حكم عسكري كامل على قطاع غزة سيكلف إسرائيل حوالي 11 مليار دولار سنويًا، وهو عبء مالي ضخم يتطلب دراسة جادة.

تجنب الجيش الإسرائيلي التعليق على المناقشات المغلقة المتعلقة بهذه التوجيهات، إلا أنه أكد عبر المتحدث الرسمي أن الجيش سينفذ أي قرار تتخذه القيادة السياسية. وتجدر الإشارة إلى أن المقترح بتولي الجيش مسؤولية توزيع المساعدات قد تم طرحه في أوقات سابقة، ولكن تم التخلي عنه بسبب معارضة قيادات عسكرية وقانونية.

هذا التطور الجديد يأتي في ظل استمرار العمليات العسكرية في قطاع غزة، ويثير تساؤلات حول مستقبل القطاع بعد انتهاء العمليات، ودور الجيش الإسرائيلي في إدارة شؤونه اليومية.

اقرأ أيضًا : الاحتلال الإسرائيلي يرتكب مجزرة بحق نازحين في كلية نماء شمال غزة