نتنياهو ينتقد دعوة ماكرون لحظر السلاح: "إهانة لكل الدول المتحضرة"

أثار رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو جدلاً واسعًا بعد رده على دعوة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون لحظر توريد الأسلحة إلى إسرائيل كخطوة لوقف التصعيد العسكري في غزة وجنوب لبنان.

واعتبر نتنياهو أن مثل هذه الدعوات تمثل “إهانة لكل الدول المتحضرة”، مؤكدًا أن إسرائيل تواجه تهديدات كبيرة من قوى إرهابية تدعمها إيران.

جاءت تصريحات نتنياهو بعد أيام قليلة من تصريح ماكرون في مؤتمر صحفي، حيث شدد على أهمية فرض حظر دولي على الأسلحة لدول متورطة في الصراع، بما في ذلك إسرائيل. ماكرون رأى أن الحل الأمثل للأزمة هو الدبلوماسية والسياسة، مؤكدًا أن فرنسا ليست من الدول التي تمد إسرائيل بالأسلحة، لكن الأولوية الآن هي للحل السياسي.

لكن نتنياهو لم يتراجع عن موقفه، وأشار إلى أن إسرائيل لن تتراجع وستنتصر كما فعلت في حرب 1967 بعد حظر ديغول على توريد الأسلحة.

تأتي هذه الدعوات من الجانب الفرنسي في وقت تشير فيه التقارير إلى استمرار تدفق الأسلحة إلى إسرائيل من عدة دول أوروبية، بما فيها فرنسا.

ورغم التصريحات الرسمية التي تؤكد عدم توريد أسلحة هجومية لإسرائيل، إلا أن تقارير استقصائية كشفت عن تزويد شركات فرنسية بمعدات عسكرية استخدمها الجيش الإسرائيلي في هجماته على غزة.

بحسب تحقيق أجرته منصة “ديسكلوز” الفرنسية، فإن شركة “تاليس” الفرنسية قد زودت إسرائيل بمعدات اتصال متقدمة للطائرات المسيّرة، التي استخدمت في تنفيذ غارات جوية على غزة.

هذه الطائرات كانت جزءًا من الهجمات التي خلفت خسائر كبيرة في الأرواح والممتلكات.

كما أشار التحقيق إلى أن شركة “يورولينكس”، التي تتخذ من مرسيليا مقرًا لها، قد باعت روابط معدنية تستخدم في تسليح البنادق الرشاشة التي قد تكون استخدمت ضد المدنيين.

تواجه الحكومة الفرنسية ضغوطًا متزايدة من منظمات حقوقية فرنسية ودولية لوقف تصدير الأسلحة إلى إسرائيل. في أبريل الماضي، تقدمت 11 منظمة غير حكومية، بما في ذلك منظمة العفو الدولية، بدعوى قضائية تطالب بوقف مبيعات الأسلحة لإسرائيل، مشيرة إلى أن هذه الأسلحة تستخدم في هجمات على المدنيين في غزة، مما يمثل خرقًا واضحًا للقوانين الدولية وحقوق الإنسان.

في الوقت الذي تصر فيه الحكومة الفرنسية على أن هذه المبيعات تتم وفقًا للقوانين الأوروبية التي تسمح بتصدير “أسلحة دفاعية”، تتزايد الانتقادات محليًا ودوليًا حول دور فرنسا في تأجيج الصراع عبر توريد الأسلحة. ومع ذلك، أكدت الرئاسة الفرنسية أن باريس ستواصل دعم إسرائيل من خلال تزويدها بمكونات لنظام الدفاع

الصاروخي “القبة الحديدية”.