العدسة ـ ربى الطاهر
لا يخلو منها منزل سواء كان بالريف أو بالمدينة، لكن غالباً ما يتم كنسها أو جمعها في جانب من أجل دفن بعض الأشياء الحادة أو الثمينة، كما يحدث في عدد من قرى مصر.
يحدث هذا رغم الفوائد الصحية القصوى المتحققة من ورائها، إنها “نخالة القمح” أو كما يطلق عليها “الردة”، هذه المادة المنثورة الناتجة عن خبز العيش أو حتى حفظه في مكان ما، هى الناتجة عن “الدقيق الأسود” كما يطلق عليه تجارياً، والذي يتم استخدامه في صناعة الخبز الداكن (العيش البلدي).
وحسب التعريف العلمي فنخالة القمح أو الردة هي عبارة عن القشرة الخارجية الخاصة بحبوب القمح، والتي تمثل ما نسبته 9% من وزنها، وعادةً ما يتم التخلص منها باعتبارها نفايات، فيما زاد الوعي مؤخراً حول فوائدها واستخدماتها المتعددة، فصارت تُطحن على شكل بودرة خشنة تستخدم غذاءً صحياً للإنسان والحيوان ودواءً شافيا في عدد من الأمراض.
أما الفائدة فنتحدث عن مادة ذات خصائص مميزة تساعد الإنسان على إدارة الجهاز الهضمي بشكل صحيح، فمعها يمكنك التحكم فى كل تلك الأوجاع التي يتسبب بها القولون العصبي والإمساك والانتفاخ، علاوة على دورها في عملية التخسيس.
يقول بعض خبراء الحمية الغذائية: إن “رجيم الردة” هو الحل المثالي إذا كنت تبحث عن إستراتيجية لفقدان الوزن بسهولة حيث يمكنك ببساطة استبدال الحبوب المعتادة في طعامك بالردة؛ لأنها غنية بالألياف المفيدة لصحتك.
يمتد هذا النظام من الحمية لمدة 4 أسابيع، ويشمل إضافة “الردة” إلى كوب لبن في الصباح والمساء، مع ثمرة فاكهة وقليل من التمر في وجبتي الإفطار والعشاء، أما الغداء فيشمل خلط الردة مع أطباق السلطة و شوربة العدس والاستغناء الكامل عن باقي أنواع البقوليات إضافة إلى الأرز والمكرونة، و ليس غريباً أن تكون كل أنواع الحمية تعتمد عى الخبز الداكن جدا (العيش السن) والذي يعتمد في خلطته على قليل من القمح وكثير من نخالته أي “الردة”.
ويكمن السر في خصائص “الردة” كمادة مساعدة على حرق الدهون وإسراع عملية “الحرق” عقب تناول أي وجبة خلال عملية التمثيل الغذائي التي يقوم بها الجسم، فالردة من الأطعمة عالية الألياف، ومنخفضة الدهون، وتوفر 190 سعرة حرارية لكل كوب.
وحسب المتحمسين لهذا النوع من الحمية، فهي تحقق فقدان 6 كيلو خلال شهر واحد مع الالتزام بعدم تناول أي حلويات خلال تلك الفترة، وأن تكون الألبان منزوعة الدسم.
هذا، بينما يحذر أطباء التغذية من أن نظم الحمية الحادة التي يتم اتباعها دون استشارة طبيب قد تؤدي إلى تكرار حالات الإغماء أو الهبوط العام، علاوة على أن تكون الكيلووات المفقودة مصدرها العضلات لا الدهون المتراكمة بالجسم.
ومن الحمية لأوجاع الجهاز الهضمي فيقول أخصائيو التغذية العلاجية: إن هناك نسبة كبيرة من المرضى بالقولون العصبي تقل لديهم الأعراض، من حيث الإمساك والانتفاخات والغازات الكثيرة والآلام في البطن، وذلك عندما يتناول هذا المريض “الردة الطبيعية” القادمة من الدقيق الغامق، فتأتى بمفعول جيد جدا فى تنظيم حركة القولون لديه، كما أن ملعقة أو ملعقتين مع المواظبة عليهما تقلل لدى المريض حالة الإمساك، وتقلل من تكون الغازات، وكذلك الانتفاخ المؤذى وغير المريح.
ولذا ينصح بتناول طبق من السلطة الخضراء المخلوطة بـ “الردة” قبل تناول وجبة الغذاء أو كوب من الزبادي مخلوط بها قبل النوم.
“لا شىء يخرج من باطن الأرض”، لا يمكن الاستفادة منه”، هكذا تقول الحكمة، وهو ما تثبته تلك الخصائص التي تم اكتشافها بتلك المادة البسيطة التي يمكنها أن تحل بديلاً لعشرات الأنواع من الأدوية والملينات والمكملات الغذائية الكيمائية المرهقة للجسد.
اضف تعليقا