تحدث الخبير في شؤون دول الخليج، جوناثان فينتون، عن الدور الذي تلعبه دولة الإمارات العربية المتحدة في شرق أفريقيا، وأشار إلى أن الدولة الخليجية أصبحت لاعبا رئيسيا في المنطقة، واصفا ذلك بأنه “مشكلة”.
من جانبه، ذكر فينتون، في تحليل نشره موقع “وورلد بوليتيكس ريفيو” أن منطقة شرق أفريقيا كانت لفترة طويلة منطقة ذات أهمية جيوسياسية عظيمة، ونتيجة لذلك أصبحت هدفاً لمنافسة شرسة، فهي تقع على حدود البحر الأحمر، وتعد ممرا حيويا للتجارة العالمية، كما يتضح من الرد الأخير الذي قادته الولايات المتحدة لمواجهة هجمات الحوثيين على سفن الشحن المتجهة إلى إسرائيل.
وتابع أن المنطقة غنية بالموارد، بما في ذلك المعادن والثروة الحيوانية والأراضي الزراعية والنفط والغاز الطبيعي، وهي تاريخياً بمثابة جسر بين القارة الأفريقية وشبه الجزيرة العربية، من حيث الروابط التجارية والثقافية.
يذكر أنه لم تتضاءل هذه الأهمية في القرن الحادي والعشرين، مع احتدام المنافسة الجيوسياسية في عالم متعدد الأقطاب على نحو متزايد، وفي حين قامت قوى شرق أوسطية وعالمية أخرى ببناء علاقات مع شرق أفريقيا بدرجات متفاوتة، تبرز الإمارات كلاعب رئيسي.
كما سلطت التطورات الأخيرة، بما في ذلك الحرب الأهلية الوحشية في السودان واتفاق الوصول إلى الموانئ بين إثيوبيا وأرض الصومال، الضوء على الدور المؤثر للإمارات في الشؤون الإقليمية، فقد تجاوز تأثيرها في المنطقة على مجرد الموارد، وخاصة مناجم الذهب في السودان، ليشمل الموانئ والخدمات اللوجستية والاتصالات التجارية، في محاولة لتعزيز الطرق التجارية.
وبدأت الإمارات غزوها الأولي لهذا الساحة بالاستثمار في ميناء جيبوتي عام 2008 عبر هيئة موانئ دبي العالمية، المملوكة للدولة، وبات الميناء أداة حيوية في المجموعة الجيوسياسية لأبوظبي.
يشار إلى أن هذه الخطوة كانت جزءًا من استراتيجية أوسع شملت الجهود المبذولة لإدارة ميناء عدن في جنوب اليمن، وهي خطوة حاسمة في السيطرة على طرق التجارة الممتدة من البحر الأحمر وخليج عدن إلى المحيط الهندي.
فيما تحولت هذه الرؤية، التي كانت مدفوعة في البداية بالسرديات الأيديولوجية لتعزيز “الاستقرار الاستبدادي” في الشرق الأوسط وأفريقيا في أعقاب الانتفاضات العربية عام 2011، لاحقا إلى التركيز على الشبكات التجارية الحيوية.
وهنا يشير فينتون إلى أن الإمارات غالبًا ما تعمل بطريقة “خفية”، وعززت استثماراتها ونجاحاتها الدبلوماسية بشكل كبير مكانتها في المنطقة، وساعدتها في اكتساب نفوذ على الجهات الإقليمية الفاعلة.
جدير بالذكر أنه إزاء ذلك، أصبح نفوذ الإمارات متجذرًا بعمق لدرجة أن مسؤولًا سابقًا في إدارة الرئيس الأمريكي السابق، دونالد ترامب، قال ذات مرة: “إذا تقلب أي صخرة في القرن الأفريقي، تجد الإمارات هناك”.
اضف تعليقا