العدسة – ياسين وجدي :
“كوهين بن زايد”، قد يكون الاسم العبري اللائق لولي عهد أبو ظبي محمد بن زايد ، في ظل تصاعد التطبيع الصهيوني في دولة الإمارات التي لازال رئيسها خليفة بن زايد رهن الإبعاد والإقصاء.
رئيس المنظمات اليهودية الأمريكية “مالكوم هوين” أسقط الستار الذي يختبئ خلفه فريق “بن زايد” وتحدث بوضوح عن مخطط الإمارات لتعزيز التطبيع مع الكيان الصهيوني ، وكشف حقائق قديمة تحاول الإمارات التهرب منها ، وهو ما نرصده ونسلط الضوء عليه في ظل الحديث الرائج عن قرب إقرار صفقة القرن المشبوهة.
فضيحة مدوية
فضيحة جديدة انضمت لفضائح ولي عهد أبو ظبي محمد بن زايد مع الكيان الصهيوني ، كشفها رئيس المنظمات اليهودية في الولايات المتحدة الأمريكية ، الذي ترأس وفدا صهيونيا يهوديا مكون من 70 شخصا ، زار أبوظبي مؤخرا ، واجتمع مع كبار المسئولين الإماراتيين مرتديا القلنصوة اليهودية دون اعتراض ، يبحث في تسريع خطى التطبيع ومخططات الإمارات لذلك .
رئيس المنظمات اليهودية الأمريكية “مالكوم هوين” أوضح في مداخلة هاتفية أجراها مع برنامج تبثه قناة “جويش برودكاستين سيرفس” اليهودية، أن هناك العديد من الأمور التي سمعوها من الأشخاص الذين قابلوها ، فهم كانوا مستعدين للتواصل علنا مع 70 شخصا ، وحتى ردود أفعال الناس في الشارع كانت لافتة للانتباه، خاصة أن أعضاء الوفد لم يقوموا بنزع القلنسوة اليهودية، أثناء تواجهم لتناول الطعام، ورغم ذلك لم تواجههم أي ردة فعل سلبية من مرتادي الفندق العرب وعلى العكس تماما كانوا يعتنون بالوفد.
“هوين” الذي التقى وزير التسامح نهيان بن مبارك ، في قصره بأبو ظبي ،كشف عن أن الوزراء الإماراتيين – الذين لم يسميهم- كانوا يذكرون علنا اسم (إسرائيل) أثناء حديثهم تأكيدا على التسامح.
النشطاء والمغردون ، علقوا رافضين بشدة اللقاء المشبوه ، معتبرين أن الإمارات تواصل خيانة العرب والمسلمين والتواطؤ مع المحتلين ، على حساب الثوابت العربية والاسلامية ، في ظل رعاية مشبوهة من ولي عهد أبو ظبي محمد بن زايد الذي بات بحسب آرائهم صهيونيا أكثر من الصهاينة أنفسهم.
لافتة التسامح ، تلك ، مازالت حاضرة في واقعة قريبة للغاية ، كانت بطلتها عدوة للعرب والمسلمين ، تحمل لقب وزيرة بالحكومة الصهيونية ، وتدعي ميري ريغيف، والتي وصلت إلى التجول داخل مسجد الشيخ زايد، أكبر مساجد الإمارات ضمن زيارتها التطبيعية لمؤازرة فريق الجودو الصهيوني الذي شارك في بطولة “جراند سلام” الدولية، واحتفى الموقع الإلكتروني لصحيفة “جيروزاليم بوست” الصهيونية بالانتهاك الذي حدث ، مؤكدة أن الوزيرة ريغيف “أجرت زيارة رسمية لثالث أكبر مسجد في العالم بعد مسجدي مكة والمدينة، وهو مسجد الشيخ زايد الكبير في أبو ظبي”!!
وفي هذا الإطار كذلك وثقت تقارير عربية وعبرية صفحة سوداء جديدة من صفحات التطبيع بين أبوظبي والكيان الصهيوني ، وصلت إلى حد تمويل مشروع صهيوني لتصدير الغاز من دولة الاحتلال إلى أوروبا مما سيكون له آثاره الاقتصادية السلبية على الدول العربية المصدرة للغاز وعلى رأسها الجزائر وقطر ومصر.
خطة ثلاثية للتطبيع !
بحسب المعلومات التي كشفها رئيس المنظمات اليهودية الأمريكية مالكولم هوين، فإن الإمارات في عهد “محمد بن زايد” تتبني خطة ثلاثية لتعزيز التطبيع في الإمارات ومحيطها العربي والاسلامي.
“هوين” حدد الثلاث بنود الرئيسية في الخطة بكل وضوح ، قائلا في حديث تلفازي بثته قناة “جويش برودكاستين سيرفس” اليهودية:” أكد لنا المسؤولون الإماراتيون أنهم يقومون بتغيير مناهجهم الدراسية، ويعملون حالياً على تحرير نسائهم وتغيير مجتمعهم من الداخل”، مضيفا أن هناك تدابير تراكمية أيضا يأملون – أي مسئولو الإمارات – تحقيقها لتغيير مجتمعهم من الداخل”.
حديث “هوين” يتوافق مع مضامين الخطاب الإماراتي الرائج في المنصات الإعلامية الإماراتية، حيث رفعت الأخيرة شعار” المرأة الإماراتية الاستثنائية” وفق صحيفة البيان الإماراتية الرسمية ، التي أكدت أن فاطمة بنت مبارك رئيسة الاتحاد النسائي العام في البلاد هي كلمة السر في رعاية مخطط استهداف وعي المرأة الإماراتية لصالح التقارب والتطبيع مع الكيان الصهيوني، حتي سجلت دراسة محلية أجريت مؤخرا في الإمارات تعرض واحدة من كل 5 نساء في الإمارات العربية المتحدة للتحرش في العمل.
يأتي هذا في ظل استمرار اعتقال النساء واستهداف المرأة الرافضة للتطبيع، وهو ما رصدته تقارير حقوقية عديدة ، بصورة توضح واقع حقوق المرأة في الإمارات في ظل الصورة التي تسعى الجهات الرسمية في الدولة الترويج لها عن تمكين المرأة في الإمارات ، والتي تعكس حقيقة الأجندة الرسمية.
تغيير المناهج ، البند الثاني في المخطط الإماراتي ، وفي 24 مايو من العام الجاري ، وقعت وزارة التربية والتعليم الإماراتية اتفاقية تعاون مع مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية، لتطوير المناهج الدراسية في مدارس الدولة كلها ، لتكون بحسب نص ما أعلن مواكبة لـ” فكر ورؤى وطموح القيادة الإماراتية” ومنهم ولي عهد أبو ظبي ” محمد بن زايد ” .
وبجانب تغيير المناهج ، يأتي تغيير المجتمع الإماراتي نحو القبول بثقافة القمع والتطبيع ، وهو ما رصدته دراسة حديثة لمركز “ايماسك” للدراسات والاعلام جاءت تحت عنوان ” تعديل المناهج الدراسية.. تلويث للتعليم وخروج عن الأهداف الوطنية ” ، حيث أكدت انحراف ولي العهد الإماراتي بالتعليم إلى الخروج عن الثوابت العربية والاسلامية واستهداف التدين وتضخيم الفزاعة من الإرهاب وربطها بالإ=سلام والالتزام الديني وتغييب الوعي عبر تشجيع ثقافة الخنوع والتنظير للهزيمة الداخلية والعجز والتواكل مع تمييع ” المصالح الوطنية” وتعزيز دعم ثقافة “عسكرة المستقبل” الإماراتي.
وتحدث صراحة عن تغيير المجتمع وأهداف النظام الحالي ، السفير الإماراتي في واشنطن يوسف العتيبة مؤكدا في تصريحات حديثة أن الخلاف مع قطر ليس دبلوماسيا بقدر ما هو خلاف فلسفي حول رؤية الإمارات والسعودية ومصر والأردن والبحرين لمستقبل الشرق الأوسط ، فما تريد الدول الخمس للشرق الأوسط بعد عشر سنوات هو حكومات علمانية مستقرة ومزدهرة، وذلك يتعارض مع ما تريده دولة قطر، حسب تعبيره، مشددا على أن هذه الوجهة التي تعتقد تلك الدول بأنظمتها الحالية أن المنطقة بحاجة إلى الاتجاه إليها في السنوات القادمة.
أحضان “تل أبيب” !
وتعتبر الإمارات في العهد الحالي الذي يسيطر عليه ولي عهد أبو ظبي محمد بن زايد بعد أن أطاح بالشيخ خليفة بن زايد ، كل من قطر وتركيا وفلسطين وإيران مصانع للإرهاب ، وتفضل الارتماء في أحضان “تل أبيب” وفق ما أكده رئيس المنظمات اليهودية الأمريكية “مالكوم هوين”.
“هوين ” نقل عن المسئولين في الإمارات أنهم شددوا على محاربتهم للتطرف، موضحا أن إيران كانت رمزا لذلك لكنهم أيضا تحدثوا عن التطرف داخل الإسلام، مؤكدا أن هذا التشديد لم نره منهم في السابق، كما أكدوا على العلاقة مع أمريكا وكانت مخاوفهم حيال تركيا وإيران بشكل أكثر صراحة، واعترفوا بوجود خطر مشترك علينا ، وتناولوا ذلك في إطار سياق إقليمي، وليس فقط كتهديد مباشر للأمن الإماراتي، كما رصد اهتمامهم بدفع العلاقات مع السعودية إلى الأمام وأيضا مع أمريكا، وعلى ضرورة الوقوف بوجه “قوى الشر”، قطر وتركيا وإيران وحماس في فلسطين.
هذا التعبير استخدامه رائج في أحاديث ولي العهد السعودي، الأمير محمد بن سلمان، كذلك ، ووصف تركيا مؤخرا قبل جريمة اغتيال الصحفي “جمال خاشقجي” بأنها جزء من “مثلث الشر” في المنطقة إلى جانب إيران والجماعات الإسلامية المتشددة، وأوضحت سفارة المملكة العربية السعودية لدى تركيا، في وقت لاحق أن قصد الأمير محمد بن سلمان، ب”قوى الشر في المنطقة” هم ” جماعة الإخوان المسلمين والجماعات الراديكالية”، فيما كرر مسئولو الإمارات اتهاماتهم لقطر بتمويل الإرهاب في محاولة للتشويش عليها ، والتستر على قيادة أبو ظبي للإرهاب في المنطقة، وتعزيز التعاون مع دولة الاحتلال وملاحقة المقاومين.
اضف تعليقا