إبراهيم سمعان

قالت مجلة “نيوزويك” الأمريكية، إن مصر باتت تفتقد لمعارضة فعلية، مشيرة إلى أن عبد الفتاح السيسي وبعد 5 سنوات على الانقلاب استطاع إحكام قبضته على الأمة وأسكت جميع المعارضين.

ولفتت إلى أنه فاز في الانتخابات الرئاسية لهذا العام بنسبة 97 % من الأصوات.

ونقلت عن يحيى حامد، وزير الاستثمار السابق لحكومة حزب الحرية والعدالة، قوله: “إن الانقلاب، والقمع اللاحق، أوقع الجماعة في حالة من الفوضى”.

وأضاف: “أنا لا أؤمن بأن الإخوان المسلمين فعّالون بالطريقة التي اعتادوا عليها. على الرغم من عدم وجود قيادة ثابتة، ستجدون أشخاصًا هنا وهناك ممن ينتمون إلى الجماعة ومدرستها الفكرية، يحاولون الحفاظ على الزخم للحركة، لكن القوة التنفيذية لجماعة الإخوان قد انهارت”.

ولفتت المجلة إلى أنّ الجماعة من القيادة العليا وصولًا إلى الكوادر العادية، تم تصنيفهم كإرهابيين ودفعوا للعمل تحت الأرض.

ونقلت عن كيلو تيفان، منسقة برنامج الشرق الأوسط وشمال إفريقيا بالمجلس الأوروبي للعلاقات الخارجية، قولها: “الصف الأول، الصف الثاني، الصف الثالث، الصف الرابع… تم تعقبهم جميعًا”.

وأشارت “كلوي تيفان” إلى أنَّ موقف الإخوان الصعب ليس من المرجّح أن يتحسن في أي وقت قريب.

وأضافت: “بالنسبة للنظام، لا يزال ينظر إلى الجماعة على أنها تمثل تهديدًا ضخمًا له، وهو ما ينعكس في قمعها بشكل قاسٍ تحت إدارة السيسي. هناك بالفعل شعور بأن هذا يشكل تهديدًا وجوديًا لمصر، ونظامه، ولا أرى أنه سيصبح أكثر ليونة أو ينظر إليهم على أنهم أقل تهديدًا”.

وتابعت المجلة: “في الوقت الذي شكّل فيه القمع تاريخيًا جبهة موحدة داخل جماعة الإخوان المسلمين، إلا أنّه تسبب الآن في تجزئتها، فالقيادة العليا في السجن أو في الخارج، والباقون منقسمون بين من الحذر والتسوية مع الحكومة، والأصغر سنًا والأكثر ثورية يريدون القضاء النظام.. جماعة الإخوان كسيحة ومفككة من الداخل”.

وأضافت: “لقد شجعت السياسة الجيوسياسية المتغيرة في المنطقة السيسي، على الرغم من أن النموذج التقليدي لحكومات الشرق الأوسط ينقسم تقليديًا حول دعم الجماعة، إلا أنّ الثقل يبدو الآن مع المعسكر المناهض للإخوان المسلمين”.

وأردفت: “في الأشهر الأخيرة، قام ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان بتطهير الأكاديميين المنتمين إلى جماعة الإخوان المسلمين. وبينما ينسجم السيسي مع المحور الإسرائيلي-السعودي- الأمريكي الناشئ، فإنّ الدعم الخارجي يمنحه يدًا أكثر حرية في الوطن”.

لكن حامد يعتقد أن سيطرة السيسي ليست قوية كما تبدو، ويقول: “لا تزال هناك ثورة مستمرة”.

وتابعت المجلة: “على الرغم من عدم وجود معارضة حقيقية لحكومة السيسي، إلا أنّ الظروف الاقتصادية السيئة في مصر تركت العديد من مواطنيها مستاءين ويائسين وهم يقفون في طوابير طويلة للوقود ومواجهة تضخم أسعار الطعام. وفي الشهر الماضي، أعلنت الحكومة عن ارتفاع الأسعار بنسبة 45 % لمياه الشرب و 26 % للكهرباء. ومن المرجح أن يعقبها المزيد من الزيادات”.

وأضافت: “كما قد قبلت الحكومة قرضًا بقيمة 12 مليار دولار من صندوق النقد الدولي في محاولة لترسيخ أسسها، لكن الاقتصاد لا يزال يعاني، وتبلغ نسبة البطالة نحو 12 %، وبلغ معدل التضخم رقمًا قياسيًا حيث وصل إلى 33 % العام الماضي”.

وقالت تيفان: “إذا كانت الأمور سيئة للغاية من حيث نقص الغذاء أو شعور الناس بأنهم لا يستطيعون تلبية احتياجاتهم، فقد أتمكن من رؤيتهم يتحولون إلى أعمال شغب أو عنف. لكن بغضّ النظر عن مدى غضب المصريين، لا يوجد أحد لقيادة المعارضة فعليًا. من الصعب جدًا معرفة من أين سيأتي بديل من الواقع إن لم يكن من داخل الجيش. وحتى ذلك الحين، كما كانت الحالة لا يزال سامي عنان، المنافس من داخل المؤسسة، يواجه معركة شاقة”.

وأضافت المجلة: “مع هزيمة الإخوان المسلمين فعليًا، يتجه السيسي نحو المعارضين الآخرين، فأصبح الليبراليون واليساريون والعاملون في المنظمات غير الحكومية في مرمى قمع النظام، بمن فيهم بعض الذين دعموا الحكومة العسكرية ذات يوم. ويستعد السيسي لتغيير الدستور للسماح لنفسه بولاية ثالثة كرئيس، ومن الواضح أنه بالمرصاد لأي شخص قد يحاول منعه”.