بات مستقبل مشروع مدينة “نيوم” السعودي، في مهب الريح عقب الأزمة التي أثيرت أخيرًا بسبب التطورات العالمية والمحلية الأخيرة والتي على رأسها قتل السلطات السعودية لمعارضي المشروع، وعلى رأسهم”عبد الرحيم الحويطي” أحد أبناء قبيلة الحويطات، الذي أردته قوات الأمن السعودي قتيلا، في قرية الخريبة بمنطقة تبوك شمال غربي السعودية يوم 13 أبريل/نيسان الجاري.

نيوم

نيوم

نيوم “مدينة المستقبل”، يبدو أنها لن تكون كذلك، بعد إقرار جهاز أمن الدولة بالسعودية، الأربعاء الماضي، بتصفية “عبد الرحيم الحويطي” إثر رفضه تسليم منزله للسلطات في إطار مخطط لتهجير السكان من أجل إقامة مشروع “نيوم” على البحر الأحمر شمال غربي السعودية، وهو ما حرك المجتمع الدولي ضد المشروع.

وأعاد حادث قتل “الحويطي”، عملية اغتيال الصحفي السعودي “جمال خاشقجي” في قنصلية بلاده باسطنبول، إلى الأذهان، ليدلل على أن نظام “بن سلمان” الجديد لا يعرف إلا لغة القتل والتهديد وهو ما أصبح يدركه المجتمع الدولي.

وكان “الحويطي” قد تمكن قبل مقتله من توثيق تواجد قوات الأمن السعودية حول منزله، قائلاً إنّ أي مواطن لا يسلم بيته لهم تأتيه قوات المباحث والطوارئ للتصرف معه بالقوة.

والمشروع الذي أعلن عنه ولي العهد السعودي الأمير “محمد بن سلمان” بتكلفة 500 مليار دولار ضمن رؤية 2030، بات في أزمة كبيرة بسبب التطورات الأخيرة، مع وجود شكوك وجدل كبير حول جدوى “نيوم” الطامح لجمع السياحة بالتكنولوجيا المتقدمة والبيئة الخضراء والروبوتات والسيارات الطائرة.

ولعل من أهم أسباب تلك الشكوك هو حرب الأسعار بين السعودية ومنافساتها روسيا والولايات المتحدة والتي أدت لانهيار أسعار النفط العالمية، كما أدى انتشار وباء كورونا إلى هبوط الطلب على النفط الخام الذي تعتمد المملكة عليه بشكل كامل.

ويأتي قتل “الحويطي” بعد شهر من الاعتقالات لأميرين بارزين رفضا دعم خطط ولي العهد ليخلف والده الملك “سلمان بن عبد العزيز”.\

والمشروع الذي يتربع على مساحة إجمالية تصل إلى 26500 كم2، ويمتد 460 كيلومتراً على ساحل البحر الأحمر، تأمل المملكة أن يحل محل وادي السيليكون في مجال التكنولوجيا، وهوليوود في مجال الترفيه، والريفيرا الفرنسية في مجال السياحة.

وسبق أن قال تقرير لصحيفة “وول ستريت جورنال”، إنه من أجل تطوير “نيوم”، تخطط الحكومة السعودية لنقل أكثر من 20 ألف شخص بالقوة، وكان العديد منهم قد سكنوا في المنطقة لعدة أجيال.