وصفت صحيفة “نيويورك تايمز” الأمريكية، تغطية الإعلام السعودي لجريمة مقتل الصحفي “جمال خاشقجي” بـ”البالية”.

وقالت الصحيفة، في افتتاحيتها، “السبت” 9 فبراير، إنّ “وريث العرش السعودي، وأصدقاءه في البيت الأبيض، ظنوا أنّ الاحتجاج على القتل الوحشي لجمال خاشقجي سيتلاشى مع الوقت، وأنّ محمد بن سلمان سيكون مطلق اليدين في مواصلة نهجه الاستبدادي وقمع النقّاد والمعارضين، من دون عقاب. لقد كانوا مخطئين في حساباتهم”.

وأضافت: “على الرغم من مرور أكثر من أربعة أشهر، على خنق خاشقجي بوحشية وتقطيع أوصاله في القنصلية السعودية في إسطنبول، والتخلّص من جثته، إلا أنّ “الأكاذيب الصريحة” من السلطات السعودية لتحييد وليّ العهد، و”الحجج الواهية” التي أطلقها ترامب بأنّ “السخاء السعودي أكثر أهمية من العدالة”، عزّزت المطالب المكثفة لتحقيق محاسبة كاملة في القضية”.”

وأكدت الصحيفة الأمريكية أنّ “على وليّ العهد السعودي أن يعلم بأنّ كل ثروته النفطية وأصدقاءه الأقوياء لن يغسلوا دماء الصحافي المقتول”.

كما وجهت الصحيفة الاتهامات لابن سلمان ، مشيرةً إلى أنه أبلغ أحد مساعديه قبل عام، أنّه سيستخدم “رصاصة” ضد خاشقجي إذا لم يعد للوطن ويتوقف عن انتقاده للحكومة.

ونقلت الصحيفة عن مسؤولين أمريكيين وأجانب حاليين وسابقين مطّلعين على تقارير مخابرات، قولهم إنّ تصريحات وليّ العهد لمساعد بارز في 2017 كانت قبل مقتل “خاشقجي” في أكتوبر الماضي، في “القنصلية السعودية” بإسطنبول.

وعلقت الصحيفة: “إنّ وكالات مخابرات أمريكية رصدت هذه التصريحات، وإنّ خبراء المخابرات فسّروها تفسيراً مجازياً، يعني أنّ ولي العهد لم يكن يقصد بالضرورة إطلاق النار على “خاشقجي”، لكنهم يعتقدون أنّ التصريحات أظهرت نيته في الأمر بقتل الصحافي إذا لم يعد إلى المملكة”.

ولفتت “نيويورك تايمز” إلى أنّ تقييم وكالة الاستخبارات المركزية “سي آي إيه”، جاء على الرغم من الجهود التي يبذلها “ترامب” لتقويض الاتهامات ضد وليّ العهد، الذي كان قد أقام علاقة وثيقة مع الرئيس، و”جاريد كوشنر” صهره وكبير مستشاريه.

وأشارت الصحيفة، إلى أنّ المقررة الخاصّة للأمم المتحدة حول عمليات الإعدام من دون محاكمة، أغنيس كالامار، أكدت أنها تملك “أدلّة” تظهر أن جريمة قتل خاشقجي “قام ممثلون لدولة المملكة العربية السعودية بالتخطيط لها وتنفيذها”.

وشددت الصحيفة على أهمية مواصلة الضغط على السلطات السعودية ، معتبرة أنه يجب على الكونجرس الأمريكي أن يواصل مطالبة “سي آي إيه” بكشف تسجيلاتها المتعلقة بجريمة قتل “خاشقجي”، مع تحديد هويات جميع المسؤولين عنها.

وختمت بالقول: إنّ تحقيق كالامار “ينبغي أن يحظى بالدعم الكامل من الحكومات التركية والسعودية والأمريكية وغيرها، ويجب على جميع متأسفين على مصير “خاشقجي”، أن يطالبوا الرياض بوقف قمع السعوديين الذين كان يتحدث باسمهم”.