قضت محكمة الاستئناف في لندن يوم الجمعة بضرورة نشر حكمين في المعركة القانونية الدائرة بين حاكم دبي، الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، وبين زوجته السابقة بشأن حضانة طفليهما.

وكان الشيخ محمد بن راشد قد قال إن أحكام أندرو مكفارلين، رئيس دائرة الأسرة بالمحكمة العليا بلندن، في القضية المتعلقة بالأميرة هيا بنت الحسين، الأخت غير الشقيقة للملك عبد الله عاهل الأردن، كانت أحكاماً خاطئة مخالفة للقانون ويجب عدم نشرها.

من ناحية أخرى، علق نائب رئيس محكمة الاستئناف- القاضي نيكولاس أندرهيل على طلب الشيخ محمد بالاستئناف بأن “يجب أن يتم رفض هذه الطعون بالإجماع من قبل المحكمة”، مضيفاً أنه هذا “مرهوناً بشرط واحد مهم، أنه يمكن نشر كل من الأحكام، وكذلك مسألة النشر”.

قضاة محكمة الاستئناف الثلاثة رفضوا الإذن لفريق محمد بن راشد القانوني بالاستئناف أمام المحكمة العليا، قائلين إن أسبابهم سيتم نشرها الأسبوع المقبل.

ومع ذلك، اتفقوا على أن قرارات “مكفارلين” يجب ألا تُنشر على الملأ حتى الساعة 4 عصر الثلاثاء على الأقل بتوقيت غرينتش للسماح بتقديم الطلب مباشرة إلى أعلى هيئة قضائية في المملكة المتحدة.

المعركة القضائية بين الزوجين بدأت في المحكمة البريطانية في مايو/أيار الماضي، وكان هناك عدد من جلسات الاستماع الخاصة في المحكمة العليا بلندن أمام ماكفارلين والتي خضعت لقيود صارمة فيما يتعلق بالنشر.

وكان محمد بن راشد (70 عامًا) قد استأنف نشر حكمين من جانب مكفارلين بشأن “تقصي الحقائق” و “التأكيدات والإعفاءات”، بعد أن قرر الشهر الماضي نشر هذه الأحكام.

يُذكر أن نشر الأحكام تم تأييده من قبل الأميرة هيا، ابنة الملك حسين- ملك الأردن الراحل، والبالغة من العمر 45 عامًا، وهي أيضاً الوصي الذي تم تعيننها من قبل المحكمة على الطفلين.

الوصاية والسُلطة

يوم الأربعاء، صرح أندرهيل بأن الأحكام “تثير مسائل تهم الجمهور بما يتجاوز القضية الخاصة”، كما ذكر الأسباب وراء ذلك، قائلاً أن “السبب الأول يتعلق ببعض القضايا المشابهة المتنازع عليها من قبل أشخاص آخرين؛ والسبب الثاني يتعلق بالقضايا الناشئة عن الوضع الخاص للأب بصفته صاحب السيادة ورئيس حكومة دولة أجنبية”.
وتابع أندرهيل إن إجراءات الحراسة لا تزال جارية وستعقد “جلسة استماع” في نهاية الشهر المقبل.

من ناحيتهما، علق الطرفان في بيان صدر في يوليو/تموز إن القضية لا تتعلق بالطلاق أو الشؤون المالية ولكنها تقتصر على حضانة أطفالهما ورعايتهما.

وكان الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم قد تقدم بطلب للمحكمة من أجل الحكم بالعودة السريعة لأبنائه إلى دبي، ومن الناحية الأخرى طلبت الأميرة هيا من المحكمة حماية أحد الأطفال من الزواج القسري ومنح أمر بعدم التحرش الجنسي، وهو نوع من الإجراءات الوقائية التي تحمي الزوجة وتحمي الأبناء من المضايقة أو التهديدات.

لم يحضر الشيخ محمد، نائب رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة ورئيس الوزراء، المحاكمة بنفسه مع محاميه ديفيد بانيك، وهو محامي شهير كان قد مثل الناجحين المناهضين لخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي في انتصارين قضائيين رفيعي المستوى على الحكومة العام الماضي.

أما الأميرة هيا، التي تلقت تعليمها في بريطانيا، قد حضرت جميع جلسات الاستماع برفقة فيونا شاكلتون، المحامية التي مثلت الأمير تشارلز، وريث العرش البريطاني، في قضية طلاقه من زوجته الأولى -الراحلة- الأميرة ديانا.

يُذكر أن الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم لديه أكثر من 20 ابن وابنة من زوجات مختلفة، وتزوج من الأميرة هيا في عام 2004، التي يقال أنها زوجته السادسة.

من بين الشهود في القضية المحقق البريطاني الذي قاد تحقيقًا في اختفاء شمسة، ابنة الشيخ من زواج آخر، في كامبريدغ عام 2000، من بين الشهود أيضاً تينا جواهينين، التي تقول إنها حاولت مساعدة صديقتها لطيفة، شقيقة شمسة الصغرى، على الفرار دبي في 2018.

للاطلاع على النص الأصلي من المصدر اضغط هنا