قالت صحيفة “نيويورك تايمز” الأمريكية، إن من شأن العقوبات الموسعة والصراع الدبلوماسي مع إيران وانتشار مزيد من القوات الأمريكية في الخليج العربي أن تقود إلى الحرب، مؤكدة أنه ليس هناك ما يشير إلى أن الزعماء الإيرانيين يمكن أن يقبلوا بتقليص نفوذهم في منطقة الشرق الأوسط والتخلي عن طموحاتهم الأخرى.

وكانت التوترات بين إيران وأمريكا قد ارتفعت خلال الأسبوعين الماضيين، بسبب الشكوك الأمريكية بشأن النشاط العسكري الإيراني، حيث قررت الولايات المتحدة تكثيف وجودها العسكري في الخليج العربي.

وأمس الأربعاء، أكد جون بولتون مستشار الأمن القومي بالبيت الأبيض، أن الألغام البحرية التي انفجرت بسفن قبالة ميناء الفجيرة الإماراتي هي على الأغلب إيرانية، دون أن يقدم أية أدلة على ذلك.

بالمقابل، قال مسؤولون إيرانيون إن هذا الاتهام “سخيف”، وأعلن علي خامنئي، المرشد الأعلى للجمهورية في إيران، أن حكومته لن تتفاوض مع الولايات المتحدة.

وقال إنه حتى في المحادثات مع الأوروبيين أو غيرهم، كانت بعض القضايا خارج الحدود: “لن نتفاوض على قدرتنا العسكرية”.

بولتون ووزير الخارجية مايك بومبيو، وكلاهما من الصقور المناهضين لإيران، دفعا بقوة وبشكل متزايد صوب مواجهة سياسة طهران الخارجية منذ العام الماضي، فلقد أثار النفوذ الإيراني المتزايد والمتمثل بدعم المليشيات العربية والأحزاب السياسية التي تضم حزب الله في لبنان ومتمردي الحوثيين باليمن ومجموعة من الجماعات الشيعية في العراق، غضب إسرائيل والمملكة العربية السعودية، وكلتاهما من الحلفاء الأمريكيين الرئيسين في المنطقة.

يقول النائب روبن غاليغو، وهو ديمقراطي من أريزونا ومارينز سابق خدم في العراق: “يمكن أن نشهد حرباً مع إيران، هذا هو الخطر مما يفعله بولتون وما تفعله الإدارة الآن”.

وتابع أنه اطلع على معلومات استخباراتية عن إيران، ويمكن القول إن مسؤولي إدارة ترامب كانوا يسمعون لما يريدون سماعه، وكل ذلك من أجل دفعنا إلى الحرب.

لقد أدى التركيز الذي لا هوادة فيه، على مدى نمو إيران المتزايد، إلى خلافات داخل إدارة ترامب؛ حيث قال مسؤولون عسكريون وبالاستخبارات إن تنظيمي “الدولة” و”القاعدة” يمثلان تهديدات أكبر للولايات المتحدة ومصالحها.

ووصف بعض المحللين اللغة المعادية لإيران والتي استخدمها بولتون وبومبيو، بأنها لغة محارَبة ومثيرة للقلق، وفي الواقع مفارقة.

يؤكد كبير مستشاري السياسة الخارجية للرئيس أن الحكومة الإيرانية قد أضعفتها العقوبات بالكامل، حتى في الوقت الذي يتهمان فيه طهران بأنها أقوى ممثل سيئ في الشرق الأوسط.

يقول علي فايز ، خبير إيراني في المجموعة الدولية لمعالجة الأزمات: “لقد خضعت إيران للعقوبات والاحتواء الأمريكي أربعة عقود، ومع ذلك يعتقد المسؤولون الأمريكيون أن نفوذ إيران قد نما بشكل خطير خلال الفترة الزمنية نفسها، وربما حان الوقت لواشنطن لإعادة التفكير في سياستها تجاه طهران بدلاً من مضاعفة سياسات الماضي الفاشلة”.

ويرى بعض منتقدي سياسة ترامب أن هناك احتمالات قائمة لاندلاع الحرب مع إيران، فلقد استفزت إدارة ترامب إيران بالانسحاب من الاتفاق النووي الموقع عام 2015، وإعادة فرض العقوبات القاسية، وتصنيف الحرس الثوري الإيراني على أنه منظمة إرهابية.

ويقول المسؤولون الأمريكيون السابقون إنه منذ عام 2011، عندما غادر الجيش الأمريكي العراق، حتى عام 2018، عندما انسحب ترامب من الصفقة النووية، لم تكن هناك هجمات موجهة من إيران ضد المصالح الأمريكية، وهو ما أظهر أن الدبلوماسية بقيادة الرئيس باراك أوباما قد نجحت.

وبالمثل، عند إعلان العقوبات الاقتصادية الجديدة التي تستهدف طهران، شدد المسؤولون الأمريكيون على ضرورة كبح السياسة الخارجية لإيران.