العدسة – معتز أشرف:
خضوعًا لأجنداتهم الخاصة، لم يتحملوا نتائج الديمقراطية وصوت الصناديق، وانطلقوا في استكمال حملة التربص والتشويه للتجربة الديمقراطية الرائدة في تركيا.
نسلط الضوء على أبرز المتربصين بالرئيس التركي رجب الطيب أردوغان وتركيا بعد فوز الأول ونجاح الثانية الرائد في التجربة الديمقراطية أمس الأحد.
تربص أوروبي!
في الاتحاد الأوروبي، لم تخفِ وسائل إعلام أوروبية سياسياتها السلبية وتربصها الفج بنتائج الانتخابات الرئاسية والبرلمانية التركية، التي جاءت لصالح الرئيس رجب طيب أردوغان، وحزبه “العدالة والتنمية”، خاصة أنها راقبت التصويت ونتائج الانتخابات التركية عن كثب، وواصل بعضها موقفه الداعم للمعارضة والذي بلغ- قبل الانتخابات- حد الدعوة للتوحّد ضد أردوغان.
ففي بريطانيا حفلت منصاتها بازدواجية مفضوحة وبصورة مباشرة؛ حيث عمَدت وسائل إعلام بريطانية بارزة إلى تضليل الرأي العام العالمي حول الانتخابات الرئاسية والبرلمانية قبل انطلاقها من خلال التحريض الصريح ضد رئيس البلاد رجب طيب أردوغان، والانحياز لمنافسيه، ضاربة عرض الحائط بكل أخلاقيات المهنة، وجاءت افتتاحية صحيفة “التايمز” جاءت بعنوان “كبح جماح السلطان”، وقالت: إنَّ لدى الناخبين فرصة الأحد لإيقاف “القائد التركي وسلطتِه الاستبدادية”، بحسب النسخة العربية لـ”هيئة الإذاعة البريطانية” (BBC).
ونشرت مجلة “إيكونوميست” البريطانية، أيضًا مقالًا يتضمن معلومات مغلوطة ضد أردوغان، وركزت بشكل رئيس على النتائج السياسية المحتملة في الانتخابات التركية أكثر من التحليلات الاقتصادية المتخصصة فيها، وعقب إعلان النتائج الأولية حرصت هيئة الإذاعة البريطانية “بي بي سي” على تضخيم مزاعم المعارضة التركية حيال عدم فرز كافة الأصوات، وفي نفس الإطار كانت متابعة صحيفة” الجارديان”، أما قناة “سكاي نيوز” فقد تعمّدت على موقعها الإلكتروني تنصيص كلمة فوز في عرضها لتقدم أردوغان وقالت في سياق الخبر: إن “الانتخابات ستنقل تركيا من النظام البرلماني إلى الرئاسي”.
ولم تخفِ وسائل إعلام ألمانية من بينها صحيفة “بيلد” (خاصة واسعة الانتشار) عدم رضاها عن نتائج الانتخابات، وقالت الصحيفة: إن “أردوغان يتصدر، ولكن يترنح بخصوص الأغلبية في البرلمان، والمعارضة تزعم حدوث تلاعب”.
مجلة دير شبيجل تناولت الانتخابات التركية تحت عنوان “أردوغان يعلن فوزه والمعارضة تشكك بالأرقام”، فيما اختارت صحيفة “تاغستسايتونغ”، عنوان: “أردوغان في المقدمة، ادعاءات تلاعب”.
واستمرَّت التغطية السلبية المتربصة في فرنسا، وعنونت صحيفة “لو فيجرو” عنوان: “أردوغان يدّعي الفوز بالانتخابات الرئاسية”، وذكرت شبكة إذاعة “فرانس إنفو”، أنَّ أردوغان “يدّعي فوزه بالجولة الأولى من الانتخابات الرئاسية، وأفردت مساحة لمزاعم حزب الشعب الجمهوري بأن أردوغان حصل على أصوات أقل من 50 %.
الصهاينة العرب
وسط نجاح لافت في خوض معركته إلى سدة الرئاسة، خرجت الصحف العربية المحسوبة علي دول حصار قطر والتحالف الصهيوني بعناوين تظهر “امتعاضها” من فوز السيد رجب طيب أردوغان بأول اقتراع رئاسي بالتصويت المباشر في تركيا، ورغم فوزه بانتخابات ديمقراطية، وهو ما وصفه الإعلامي المصري معتز مطر بأنها الليلة التي بكى فيها الصهاينة العرب.
صحيفة (عكاظ) السعودية الرسمية جاءت تغطيتها سلبية ومنحازة ضد أردوغان، وقالت تحت عنوان: “مرشح المعارضة التركية: الانتخابات غير نزيهة والنظام يقوم على حكم الفرد”، رغم أنها أثبتت إقرار محرم إنجه بنتيجة الانتخابات الرئاسية التركية، أما الصحيفة الرسمية في الإمارات “البيان” فلم تخالف جارتها السعودية؛ حيث أبرزت امتعاضًا من النتائج، وقالت: أردوغان يعلن فوزه بالرئاسة ومنافسه يشكّك في النتائج حزب العدالة التركي يفقد الأغلبية البرلمانية”، وزعمت أنّ العملية الانتخابية شابها أعمال عنف وخروقات، لم تذكرها !!.
صحيفة (الحياة) اللندنية المحسوبة علي السعودية اعتبرت أن ما جرى يكرّس “سيطرة” أردوغان على مقاليد الحكم في تركيا إن كان كرئيس للوزراء في السابق أو كرئيس للجمهورية حاليًا… وقد عنونت موضوع صفحتها الأولى: (مؤشرات إلى استكمال أردوغان هيمنته على تركيا)!
أما صحيفة (الشرق الأوسط) اللندنية فقد ركزت على ما قالت إنها “خلافات” داخل الحزب الحاكم (حزب العدالة والتنمية) حول خليفة أردوغان في منصب رئيس الوزراء) وقالت في هذا السياق: (يؤجل موضوع خلافته حتى اللحظات الأخيرة لتجنب المشكلات داخل الحزب.. الفوز التاسع لأردوغان يحمله إلى رئاسة تركيا).
أما صحيفة (الأهرام) المصرية، عبرت بشكل لافتٍ عن توتر العلاقات المصرية التركية في طريقة تعاطيها مع فوز السيد أردوغان، فركزت في تقريرها، على قصة (مضحكة)وغير موثقة، نشرها أحد الناشطين- بحسب زعمها- على موقع التواصل الاجتماعي تشير إلى مخطط يعدّه (حزب العدالة والتنمية) لمحاولة اغتيال وهمية للسيد أردوغان لكي تلصق التهمة بجماعة الداعية (فتح الله جولن) في محاولة منه للاقتصاص من خصمه. وركزت في عنوان الخبر على تصريح لأوغلو “يؤكد” فيه وجود انتهاكات، وأخفت تهنئة أوغلو نفسه لأردوغان بمناسبة الفوز فعنونت: (أردوغان يقترب من الرئاسة.. وإحسان أوغلو يؤكد وجود انتهاكات)..
فيما قاد أحمد موسى الإعلامي المقرب من الرئيس المصري الحالي عبد الفتاح السيسي حملة تشويه واسعة علي الانتخابات، وزعم أن “محرم إنجة هو الرئيس الشرعي لتركيا ” وهو ما فجّر سخرية واسعة ضده على مواقع التواصل الاجتماعي خاصة أن “محرم” أعلن قبول نتيجة الانتخابات.
من جانبها أظهرت صحيفة (الوطن) السورية (شبه الحكومية) والمملوكة لـ(رامي مخلوف) ابن خال بشار الأسد، استياء وعدوانية واضحين وهي تتعاطى مع فوز السيد أردوغان، فتحدث عنوانها الرئيس عن وجود فضائح تلاحق (الطيّب) لم ترد تفاصيلها- على ما يبدو- إلا لصحيفة الوطن السورية! وكتبت: (النتائج الأولية تشير إلى احتمال فوزه وسط تفاقم فضائح أردوغان.. الأتراك ينتخبون رئيسًا جديدًا للبلاد بالاقتراع المباشر)، فيما حاولت صحف أخرى تهميش الخبر، ونشره بطريقة تظهر موقفًا ضمنيًا من النجاح الذي حققه أردوغان.
“كارثة سي ان ان “
وفي الولايات المتحدة الامريكية، التي يحاول مجلس الشيوخ فيها محاصرة أردوغان، كشفت شبكة “سي.إن.إن” الإخبارية الأمريكية عن التربص الأمريكي الجمهوري واللوبي الصهيوني بأمريكا من الفوز الذي حققه الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، وتحالفه بالانتخابات الرئاسية والبرلمانية، التي جرت الأحد، ووصفتها بأنها كارثة على المجتمع الدولي.
وادعت الشبكة الأمريكية في تقرير نشرته، الاثنين، أن فوز أردوغان سيمهّد له الطريق بتنفيذ سياسات أكثر تشددًا على المستوى الداخلي والخارجي، خاصة الملف السوري، مشيرةً إلى أن السلطة الممنوحة للرئيس التركي أصبحت الآن قوية للغاية مقارنة بأي وقت مضى، وزعمت أنّه “على مدار الخمسة عشر عامًا الماضية، عكف أردوغان من خلال رئاسة الوزراء ورئاسة الجمهورية على تقويض الديموقراطية داخل تركيا، فضلًا عن تضييق الخناق على حرية الرأي والصحافة والنظام القضائي، كما أن حالة الطوارئ كانت بمثابة تفويض مطلق له لسحق المعارضة، وحكم البلاد بصورة ديكتاتورية متسلطة”، مؤكدة أنه “يجب على الولايات المتحدة أن تحذر من أردوغان بعد فوزه وتعزيز سلطته، وذلك أكثر من أي وقت مضى”.
مؤامرة مستمرة
موقع اليوم السابع المصري المحسوب على النظام والجهات الأمنية استخدم باحثًا مغمورًا للحديث على نتائج الانتخابات التركية علي المستوى الاستراتيجي، وتوقع الموقع بحسب تقريره ” أن أردوغان قد لا يحكم كثيرًا، وكل الأمور واردة بعد أن فصّل هذا النظام الرئاسى على مقاسه؛ لأن الصلاحيات التي أقرها استفتاء العام الماضي كبيرة وواسعة”، في إشارة إلى السيناريو المصري الذي تمّ عقب فوز الدكتور محمد مرسي بأول انتخابات نزيهة في تاريخ مصر في 2012؛ حيث جرى الإطاحة به بعد عام واحد في قصر الرئاسة فقط.
وزعم أنّ فوز الرئيس التركى رجب طيب أردوغان بانتخابات الرئاسة يدعم استمرار حالة الاستقطاب بالداخل التركى، معتبرًا أن العثمانية الجديدة بدأت بشكل رسمي، وأن أردوغان سيتحرك دون قيود فى سياساته، كما يدعم تحركات جيشه خارج الحدود، فضلًا عن أن الخلاف مع الاتحاد الأوروبى بشأن انضمام تركيا سيظل قائمًا، وكذلك ملف اللاجئين، واستمرار أنقرة كمنصة معادية لدول الجوار؛ سوريا، ومصر، والعراق.
اضف تعليقا