العدسة – ياسين وجدي:
مشايخ البلاط الجديد ، يمجدون في العاهل السعودي وولي عهده آناء الليل والنهار، ويستحبون القصر الملكي على ما عداه ، كما رفعوا لواء الانضمام للبلاط السلطاني دون قيد أو شرط حتى ولو كان انصاف من كان سببا في رفعة المملكة في وقت سابق .
“العدسة” يرصد أبرز هؤلاء المشايخ الذين حرضوا علي قتل علماء السعودية الموقوفين وتشويه سيرتهم والتي كانت دوما بحسب مراقبين سيرة لنشر الاعتدال والوسطية في مواجهة التطرف وجر السعودية إلى وحل الدم والدمار.
عبد الرحمن السديس !
يتصدر الشيخ عبد الرحمن السديس قائمة المحرضين على علماء الأمة الموقوفين في السعودية، وفي مقدمتهم الشيخ سلمان العودة والشيخ عوض القرني ورئيس جامعة مكة المكرمة الدكتور علي العمري ، حيث حاز على انتقادات واسعة وخسر جزءا كبيرا من مكانته التي تبوأها كأشهر مرتلي القرآن الكريم في العالم.
السديس ( 58 سنة)، الذي يتولي منصب الرئيس العام لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي وإمام وخطيب المسجد الحرام بمكة المكرمة، قدم المنصب على الانصاف بحسب ما يقول معارضيه ، وفي 8 سبتمبر الجاري هاجم معتقلي الرأي بالمملكة السعودية ضمنيا في خطبة الجمعة واصفا إياهم بـ “المتنكرين لدينهم وهويتهم، الخائنين لأوطانهم وبلادهم، الخارجين على ولاة أمرهم وأئمتهم” في اشارة الى معارضتهم السلمية لولي العهد السعودي محمد بن سلمان.
كلمات السديس من بيت الله الحرام بمكة المكرمة اتسمت بالبلاغة والحدة ضد المعتقلين ، حيص وصفهم بأنهم ” قذفوا بأنفسهم في مراجل الفتن العمياء” ، بعد أن جدد البيعة لمن اسماهم “ولاة الأمر والقادة” مؤكدا أهمية المضي في خدمة ولاة الأمر دون التفات إلى ” نفثات حاقد، ولا نقد حاسد، ولا تغريدات مأزوم ولا نعيق مهزوم”!!، معاهدا إياهم بأن يكون سندا وظهيرا في مواجهة الفتن والتحديات!!.
نشطاء ومراقبون ربطوا بين هذا الخطاب وبين أحكام الاعدام التي صدرت بحق بعض العلماء ، حيث أن الخطبة أعقبت الأحكام الجائرة بحسب وصف الحقوقيين، وقالت الكاتبة “احسان الفقيه“: ” يا شيخهم السعودية تُفقد بسبب تصرفات القوى الليبرالية ودعاة الحداثة، واستهداف العلماء ومحاكمتهم، وتغيير المنهج الذي تأسست عليه المملكة، والذي أكسبها مكانتها وعمقها الديني والاستراتيجي، فقبل أن تتجدد لديك”الثقة”، قُمْ لولاة الأمر بالنصح والعِظة!، لن تنفعكم خُطب السجع وهدير المواعظ”.
وقال معالي الربراري في حسابه على تويتر : ” خطبة السديس في المسجد الحرام ، كانت خطبة سياسية بامتياز، واتهام للآخرين وتخوينهم بغير حق، خصوصاً أنها جاءت بالتزامن مع تحريض النيابة على دعاة الوسطية والاعتدال، ومطالبتها بقتلهم!”.
صالح الفوزان !
صالح بن فوزان بن عبد الله الفوزان (28 سبتمبر 1935م_) رغم أنه عضو في هيئة كبار العلماء، ورفيق درب عدد من العلماء الموقوفين ، إلا أنه سقط في أحضان بلاط السلطان ودعا لقتل معارضيه ، وشن هجوما كاسحا ضد المطالبين بالحفاظ على هوية المملكة العربية ، وعدم المضي في طريق العلمنة بعد ساعات من دعوة النيابة السعودية لاعدام بعض العلماء ، حيث أفتى بقتلهم في مقطع فيديو بـ”أن الخروج على ولي الأمر يُعَد كبيرة تستحق قتل صاحبها ولو كان مسلماً؛ عقوبة وتعزيراً وردعاً لأمثاله “.
وزعم الفوزان أن ” هذا من باب دفع الشر الأعظم الذي يحصل ضد المسلمين بالشرالأقل الذي هو قتل هذا الشخص؛ لما في ذلك من القضاء على دابر الفتنة ” مضيفا : ” إن كان مسلماً يُقتل ولو كان مسلماً؛ لأنه يريد شق عصاالطاعة وتفريق الجماعة والإخلال بالأمن، ويترتب على ذلك مفاسد كثيرة “.
الفوزان الذي باع زملائه، بحسب وصفه معارضيه ، لم ينس في الفتوى التي يرى مراقبون أن نسخة مكررة لفتاوى أخرى في الأنظمة المستبدة أن يقدم دعمه المطلق لولى العهد ، قائلا :” ليست المصلحة لولي الأمر أن يصبح سلطاناً أو أميراً؛ بل المصلحة لنا أكثر من ولي الأمر ، فولاة الأمور بشر، يقعون في أخطاء ومخالفات ونقص؛ ولكن ما داموا على الإسلام لم يكفروا ولم يخرجوا عن الإسلام فتجب طاعتهم ومناصرتهم “بحسب زعمه!!.
عبد العزيز الريس!
وينافس د.عبد العزيز الريس على المقدمة في قائمة المحرضين على معتقلي الرأي والعلماء الموقوفين في السعودية وهو صاحب فيديو شهير “وجوب طاعة الحاكم الفاسق بالأدلة” !!، ويصنف على أنه أبرز علماء السلفية السعودية ، ويعرف نفسه على حسابه الرسمي على موقع تويتر بأنه “المشرف العام على شبكة الإسلام العتيق”.
الريس الذي اهتم في تغريدة في 7 سبتمبر الجاري بالتأكيد على حرمة الغناء بحسب ما يرى ، كتب خطبة بعنوان: “إخماد الفتنة وأهلها واجب شرعي” في سياق الحملة الدائرة ضد العلماء الاصلاحيين ، نال من العلامة الشيخ الموقوف سلمان العودة ، وزعم في تغريدة له تحت وسم ” سلمان العوده ارهابيا” أن العودة ينشر مقالات “معتمدا على شبهات يستقيها من مقالات أعداء الإسلام معرضا عن أدلة الكتاب والسنة “! في تناقض واضح لما هو معروف عن “العودة”.
الريس وصل به التحريض والهجوم على المعتقلين إلى ابداء سعادة بالغة بالتوقيفات التى تجرى للعلماء وقادة الرأي العام في السعودية ، قائلا: ” التضييق علي الحركيين كل يوم يزداد ، وفي المقابل التمكين لأهل السنة كل يوم يقوى ” بحسب زعمه فيما لم يوضح معني أهل السنة في السعودية ، وهو ما أثار ضده موجة واسعة من الهجوم.
“أبا” الخيل يزاحم !
وزاحم الشيخ سليمان أبا الخيل مدير جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية شيوخ البلاط ، في قائمة المحرضين على العلماء الموقوفين ، وادعى أبا الخيل أن ما ذكره الشيخ صالح الفوزان في شأن وجوب قتل من يشقّ عصا طاعة ولي العهد السعودي “تقرير شرعي يدرأ الفتن، ويقطع دابر الخوارج”بحسب زعمه!.
مدير جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية ، أصدر بيانا في يوليو الماضي أكد فيه أن”جامعة الإمام تتشرف بدعم وتأييد من ولاة الأمر في بلد الإسلام وعلى رأسهم خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي العهد -حفظهما الله- والعمل على تحقيق توجيهاتهما وتطلعاتهما” ، فيما تجاهل بحسب معارضيه الأزمات التي ورط فيها الملك ونجله السعودية في اليمن فضلا عن الداخل من فقر وانتشار للفساد والتوجه الجديد لعلمنة “بلد الاسلام” كما وصف السعودية.
المفارقة أن أبا الخيل ، يجرى ملاحقته بتهم متصلة بالفساد ، وقال صاحب حساب “مجتهد ” على تويتر” :” فساد أبا الخيل أبعد مما تظنون بكثير” ، وأرفق تقريرا لأحد منسوبي الجامعة ، وذكرت صحيفة “الحياة” السعودية في أبريل 2017 أن الهيئة الوطنية لمكافحة الفساد في السعودية “نزاهة” بصدد تحويل قضية الدكتور سليمان أبا الخيل ، إلى الملك ، بتهمة استغلاله لنفوذه في توظيف أقربائه وأزواج بناته في مناصب قيادية بالجامعة، وتدوال البعض وقتها وثيقة تؤكد توظيف ابا الخيل لزوج ابنته في منصب مهم بالجامعة.
وزير محاربة الدعاة !
عبد اللطيف آل الشيخ ، وزير الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد، الذي يحب أن يخاطب الملك سلمان مسبوقا بوصف ” مولاي الملك الصالح والإمام العادل “، أما نجله محمد ، فهو يسبق خطابه له بعبارة ” سيدي ولي العهد “،بينما عمليا يواصل دوره في إيقاف بعض الدعاة والخطباء عن عملهم والتحريض ضد العلماء الموقوفين.
وبعد يومين فقط من إعلان حسابات سعودية إيقاف الشيخ محمد العريفي عن الخطابة هدد آل الشيخ في مقابلة ببرنامج “بالمختصر” على أحد الفضائيات الخطباء والدعاة الذين سبق لهم ما وصفه بـ”الطرح اللامحمود، أو من تجاوز في السابق في الإساءة أو التحريض أو التهييج”، بالمنع التام من أي نشاط دعوي للوزارة، كخطب الجمعة، وبلغة أمنية واضحة أضاف آل الشيخ “أن جميع الدعاة الذين سبق لهم التحريض أو طرح أفكار “لامحمودة”، معروفون وتم رصدهم”!!.
التهديد لم يشمل العلماء الاصلاحيين فقط ، بل طال ملتقى المؤسسات الدعوية الذي كان من المفترض أن يقام الأحد 9 سبتمبر تحت رعاية حكومية مباشرة، بزعم إعادة دراسة الملتقيات المماثلة وأوضاع المشاركين فيها والتدقيق في سيرهم وأفكارهم !!.
اضف تعليقا