اعتبرت صحيفة “هاآرتس” الإسرائيلية أن الاستقالة التي تقدمت بها “دينا باول” مستشارة الرئيس الأمريكي “دونالد ترامب”، لشؤون الشرق الأوسط، ونائبة مستشار الأمن القومي الأميركي، سوف تجعل من الصعب على الإدارة الأمريكية إعادة عملية السلام إلى مسارها.

وقالت الصحيفة الإسرائيلية إن استقالة “باول” التي كانت توصف بأنها “السلاح السري” لعائلة “ترامب” في الشرق الأوسط، تأتي بعد يومين فقط من خطوة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل.

وذكرت الصحيفة الإسرائيلية في تقرير منشور على موقعها، لمراسلها في واشنطن “أمير طيبون” أن “باول” شاركت في الجهود الرامية إلى دفع عجلة السلام بين الفلسطنيين والإسرائيليين إلى الأمام.

وكان أول إعلان عن الاستقالة نشرته صحيفة واشنطن بوست الأمريكية أمس الجمعة، والتي صرحت أن “باول” على علاقة طيبة مع البيت الأبيض، وستواصل تقديم المشورة من خارج الحكومة.

وأشارت الصحيفة الإسرائيلية إلى أن “باول” انضمت إلى البيت الأبيض للعمل في منصب نائب مستشار الأمن القومي في مارس، بعدما قدمت استشارات لصهر الرئيس الأمريكي ومستشاره الشخصي جاريد كوشنر خلال الفترة الانتقالية للرئاسة الأمريكية، وعملت في الماضي كمتحدثة باسم وزارة الخارجية الأمريكية في عهد جورج بوش الابن، وهي متخصصة في التواصل مع العالم العربي.

ولفتت الصحيفة الإسرائيلية إلى أن “باول” تتحدث العربية بطلاقة وكان لها دور كبير فيما يتعلق بسياسة ترامب في الشرق الأوسط، وقد انضمت إلى العديد من اللقاءات التي عقدت بين “ترامب” والقادة العرب، وكان لها دور مهم في العمل والتأثير في محاولات إعادة الفلسطينيين والإسرائيليين إلى طاولة المفاوضات .

ووصف كوشنر يوم الأحد الماضي “باول” بأنها ذات تأثير فعال في المساعدة في تطوير خطة اقتصادية إقليمية لما يمكن أن يحدث حال التوصل إلى اتفاق سلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين، حسبما نقلت “هاآرتس”.

وبعد الإعلان عن استقالتها قال “كوشنر” في بيان: إن “باول” “ستواصل القيام بدور رئيسي في جهود السلام، وسوف نتشارك في المزيد من التفاصيل حول ذلك في المستقبل “، وفقا للصحيفة الإسرائيلية.

وأوضحت “هاآرتس” أنه مع تصاعد العنف في الضفة الغربية وقطاع غزة والقدس، في أعقاب إعلان “ترامب” نقل السفارة الإسرائيلية إلى القدس، فإن مغادرة “باول” للبيت الأبيض تجعل من الصعب على الإدارة الأمريكية إعادة عملية السلام إلى مسارها.

 

سلاح سري

وكانت صحيفة “صنداي تايمز” البريطانية قد سلطت الضوء على “باول”، في تقرير نشر الشهر الماضي، اعتبرت فيه المستشارة المستقيلة بأنها السلاح السري للعائلة في الشرق الأوسط.

وأضافت الصحيفة البريطانية أن “باول”، التي تتحدث اللغة العربية، رافقت جاريد كوشنر صهر الرئيس “ترامب” المكلف بالملف الإسرائيلي الفلسطيني في رحلاته الأخيرة إلى الشرق الأوسط.

وبينت أن وجود “باول” في فريق الشرق الأوسط كان يكتسب أهمية؛ لأن الآخرين، وهم جيسون غرينبلات والسفير الأمريكي إلى القدس ديفيد فريدمان، و”كوشنر”، كلهم يهود متدينون.

وأوضحت “صنداي تايمز” أن السفير يقيم علاقات مع اليمين الإسرائيلي المتشدد، ولا يؤمن بحل الدولتين، وليس لأي منهم خبرة سياسية، إذ إنهم جميعا من خلفية حقوقية، فيما تعد “باول” في المقابل براجماتية تؤمن بحل الدولتين، ولديها خبرة سياسية، بحسب التقرير.

وأوردت تفاصيل عن حياتها قائلة: “إن “دينا” مصرية قبطية، ولدت في مصر، ثم انتقلت مع والديها إلى الولايات المتحدة، وكان والدها ضابطا في الجيش المصري، ثم عمل سائق حافلة في الولايات المتحدة، قبل أن يفتح مع زوجته محلا للبقالة”.

وأشارت إلى أن “دينا” قد وصلت إلى البيت الأبيض في مرحلة مبكرة، أثناء فترة حكم الرئيس جورج بوش الابن، وعملت مع وزيرة الخارجية آنذاك كوندوليزا رايس، وأثناء فترة إدارة الرئيس السابق باراك أوباما عملت دينا في مركز مهم في بنك جولدمان ساكس.

 

موعد الاستقالة

قال البيت الأبيض الجمعة، إن دينا باول نائبة مستشار الأمن القومي بالإدارة الأمريكية تعتزم الاستقالة من منصبها مطلع العام الجديد، وفقا لوكالة رويترز.

وقالت “سارة ساندرز” المتحدثة باسم البيت الأبيض، إن دينا باول كانت تخطط دوما للبقاء لمدة عام قبل العودة إلى بلدها نيويورك، وأنها ستستمر “في دعم برنامج الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وشؤون الشرق الأوسط”.

ولم تذكر المتحدثة أية تفاصيل إضافية عن كيفية استمرار “باول” في مساعدتها للرئيس الأمريكي “ترامب” في هذا الصدد.