أبرزت صحيفة “هآرتس” الإسرائيلية أن ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان بات يعيش مؤخرا أوقاتا عصيبة، لافتة إلى أن ظلال مقتل الصحفي جمال خاشقجي تحوم حوله في كل زاوية.
وبحسب تقرير للصحيفة الإسرائيلية، فإن أحدث ضربة تلقاها ولي العهد السعودي كان قرار وكالة المواهب المرموقة “ويليام موريس انديفور” بإعادة مبلغ الاستثمار الذي قدمه بن سلمان لها وهو 400 مليون دولار، وذلك بحسب تقرير نشرته صحيفة “نيويورك تايمز” الأمريكية الأسبوع الماضي.
وتابعت الصحيفة “كان من شأن هذا التمويل أن يوسّع من نطاق أعمال الوكالة بشكل كبير، وكان سيخلق مصدرًا جديداً للدخل للسعودية في إطار جهودها لتنويع مصادر دخلها”.
وأشارت الصحيفة الإسرائيلية إلى أن قرار العدول عن استثمار كبير كهذا من جانب “آري إيمانويل” الرئيس التنفيذي للوكالة، والذي يحظى بسمعة كمدير تنفيذي لا مجال لديه للعواطف، فهذا يرجح أن لديه فهم شامل للأضرار التي قد تلحق بالوكالة جراء العلاقة مع ولي العهد السعودي.
ولفتت الصحيفة إلى أن “ريتشارد برانسون”، المؤسس والرئيس التنفيذي لمجموعة “فيرجن جروب”، هو الرائد في مسألة تجنب محمد بن سلمان ، حيث علّق خطته للاستثمار في مدينة العلا السعودية التاريخية.
ومضت “هاآرتس” تقول: “في الأسبوع الماضي ، وقعت 36 دولة ، بينها 28 دولة عضو في الاتحاد الأوروبي ، إعلانًا يدين المملكة بسبب انتهاكاتها لحقوق الإنسان واعتقال نشطاء حقوق الإنسان. ودعا البيان القيادة السعودية إلى التعاون مع لجنة الأمم المتحدة التي تحقق في مقتل خاشقجي”.
كما بينت الصحيفة أن الأمور لا تقف عند هذا الحد، موضحة أن مجلس إدارة أوبرا “لا سكالا” في ميلانو، ألغى أيضا قرارا بتعيين الرئيس التنفيذي بتعيين وزير الثقافة السعودي الأمير بدر بن عبد الله بن فرحان آل سعود في مجلس الإدارة.
وأشارت إلى أن القرار يأتي بعد أن كان ألكساندر بيريرا، الرئيس التنفيذي للأوبرا قد دعا الوزير السعودي للانضمام إلى المجلس، لأن الأخير تعهد “بمساهمة” قدرها 15 مليون دولار على مدى 5 سنوات.
وكان “بيريرا” وصف قراره بأنه “فرصة عظيمة”، مضيفًا أن مثل هذه الفرص لا تأتي كل يوم.
لكن التفسير لم يقنع المجلس. وكان نفس وزير الثقافة هو الذي اشترى لوحة ليونارد دافنشي “Salvator Mundi” مقابل مبلغ مذهل قدره 450 مليون دولار ، على ما يبدو لصالح ولي العهد السعودي، على الرغم من أنه تم الإعلان عن أن الشراء كان لصالح متحف لوفر أبو ظبي.
وأكدت الصحيفة أن الأمر لا يتعلق فقط بكونه إهانة شخصية لولي العهد، موضحة أن وضع شخصيته غير المرغوب فيها ترك أثره أيضا على بلاده.
وأشارت “هآرتس” إلى أن السعودية تواجه احتمال تمرير تشريع فيدرالي أمريكي قد يقيد مبيعات الأسلحة الأمريكية إلى المملكة، على أساس أنها تستخدم في القتال في اليمن.
ويأتي ذلك بعد إعلان ألمانيا أنها ستمدد الحظر على بيع الأسلحة إلى المملكة العربية السعودية حتى نهاية الشهر.
ولفتت الصحيفة الإسرائيلية إلى أن “بن سلمان” بات تهديدا حتى لوطنه، مضيفة “بحسب صحيفة جارديان البريطانية، هناك خلاف بينه وبين والده الملك سلمان اندلع عقب شكوك بأن ولي العهد يخطط لخلع والده.
وقالت “جارديان” إن الابن كان ينوي التحرك ضد والده أثناء زيارة الملك لمصر في الشهر الماضي ، حيث قيل أن هذا دفع الملك سلمان إلى اصطحاب قوة أمنية خاصة لمرافقته في الزيارة، إلى جانب استبدال الحراس الشخصيين المصريين. وعندما عاد سلمان إلى المملكة، لم يكن ابنه جزءًا من وفد الترحيب، وهو مؤشر آخر على أن العلاقات داخل البلاط الملكي ليست مثالية”.
ومضت الصحيفة تقول “غضب الملك أيضا من قرار ولي العهد الأمير محمد بتعيين الأميرة ريما بنت بندر بن سلطان سفيرة للسعودية لدى الولايات المتحدة، وأخوه الأصغر محمد خالد نائبا لوزير الدفاع”.
ولفتت الصحيفة إلى أن ولي العهد قام بالتعيينات في غياب الملك، الذي اكتشفها من خلال وسائل الإعلام.
وأردفت “من الناحية الرسمية ، يمتلك ولي العهد سلطة التعيينات بصفته نائب الملك، ولكن مثل هذه التعيينات الرفيعة المستوى تتم عادة بموجب مرسوم ملكي وبالتأكيد بمعرفة الملك”.
وتابعت “كما يواجه الأمير محمد أيضا الفخاخ التي وضعها أعضاء الكونغرس أمام الرئيس دونالد ترامب ، الذي ما يزال يتهرب من المطالبة بإجراء تحقيق جدي في مقتل خاشقجي”.
طالع النص الأصلي للتقرير من المصدر عبر الضغط هنا
اضف تعليقا