هجمات المستوطنين لا تتوقف في ظل دعم كامل من قوات جيش الاحتلال.

نشرت منظمة “بتسليم” الإسرائيلية لحقوق الإنسان تقريراً حول الانتهاكات الحقوقية والإنسانية التي قام بها المستوطنون الإسرائيليين ضد المواطنين الفلسطينيين في الضفة الغربية خلال شهر يونيو/حزيران الماضي، من تخريب للممتلكات العامة والخاصة، وحرق المزارع والدونمات والمحاصيل الزراعية مع الاعتداءات الجسدية واللفظية الأخرى.

وبحسب المنظمة فإن شهر يونيو/حزيران الماضي شهد مئات الهجمات من المستوطنين الإسرائيليين على عشر قرى فلسطينية على الأقل، مؤكدة أن هذه الانتهاكات التي وصفتها بـ “الروتينية”، في إشارة لكثرة تكرارها، تمت بدعم كامل من قوات جيش الاحتلال.

 

ودعمت المنظمة تقريرها بعشرات الشهادات من المواطنين الفلسطينيين الذين وصفوا كم المعاناة التي يلاقونها بسبب تضييقات جيش الاحتلال عليهم من جهة، وهجمات المستوطنين العنيفة والعنصرية من جهة الأخرى، والتي يعززها اطمئنان هؤلاء المستوطنين لإفلاتهم من العقاب والمساءلة القانونية والجنائية.

وقال التقرير أن المستوطنين خلال الفترة المشار إليها قاموا بتخريب الممتلكات (منازل ومحال تجارية) في عشرة تجمعات سكنية في جميع أنحاء الضفة الغربية، كما قاموا بحرق حوالي 1800 شجرة وعشرات الدونمات من الحقول الزراعية (الدونم = 1000 متر مربع)، واقتلاع أكثر من 700 شتلة من الخضراوات وإتلاف 55 سيارة على الأقل، بالإضافة إلى كتابة عبارات تؤجج من الكراهية على واجهات المباني.

وتحدث التقرير عن الأضرار التي لحقت ببعض القرى والمناطق وفقاً لشهادات المواطنين الفلسطينيين للباحثة بالمنظمة سلمى أدابعي، ”  Salma a-Deb’i“:

في نابلس، ذكر التقرير أن المستوطنين قاموا فيها “بإلقاء الحجارة على منازل عدد من العائلات في قرية ياسوف، ما أدى إلى تحطيم النوافذ، وثقب إطارات السيارات الخاصة بالعائلة”.

وفي قرية جالود “أحرق المستوطنون أكثر من ألف شجرة في أراضي مملوكة لنحو 21 مزارعاً، ورشقوا إحدى المدارس بالحجارة”.

أما في قرية ماداما، فقام المستوطنون بإحراق الأراضي الزراعية، وقد انتشر الحريق في القرى المجاورة حيث طال أرض زراعية في قرية بورين ما أدى إلى حرق 180 شجرة فاكهة.

وفي قرية عينبوس ، قام المستوطنون بثقب إطارات ثلاث سيارات، وكتبوا شعارات مسيئة على جدران أحد المساجد.

في مناطق وقرى وسط الضفة الغربية، كمنطقة رام الله قام المستوطنون بخرق إطارات 22 سيارة، كما قاموا بإضرام النيران النار في الحقول وأحرقوا حوالي 200 شجرة زيتون وغيرها من أشجار الفاكهة” في البرقه، بينما في قرية “المغير”، أحرق المستوطنون حوالي 50 دونم من حقول القمح والقش وحوالي 370 شجرة زيتون.

في منطقة سلفيت، قام المستوطنون بخرق إطارات 23 سيارة في قرية دير استيا، وكتبوا عبارات مسيئة على جدران المنازل.

التقرير وثق أيضاً شهادات مع سكان بيت لحم، والذين قالوا إن المستوطنين قاموا بتخريب المعدات الزراعية في قرية وادي فوكين واقتلعوا أكثر من 700 شتلة وأربعة أشجار زيتون”.

وأشارت المنظمة إلى المستوطنات التي قامت قوات الاحتلال ببنائها داخل الأراضي الفلسطينية المحتلة خلال شهر يونيو/حزيران، حيث ذكرت أنه تم بناء ست مستوطنات حول قرية جالود، على مسافات تتراوح بين 500 متر إلى 2.5 كيلومتر من منازل أهل القرية.

واشتمل التقرير على بعض حوادث الاعتداءات التي قام بها مستوطنون إسرائيليون ضد الفلسطينيين، والتي سردتها بالتفصيل حيث قالت إنه في يوم الأربعاء 5 يونيو/حزيران 2019، في حوالي الساعة 10:30 صباحًا، سجلت بعض كاميرات المراقبة  قيام حوالي عشرة مستوطنين ملثمين بإلقاء الحجارة على مدرسة في الجزء الجنوبي من قرية جالود، حيث دخل بعضهم فناء المدرسة، وقاموا بالاعتداء على بعض الطلاب بالمدرسة

كما قام المستوطنون بتحطيم اثنين من نوافذ الكافيتيريا، ثم ذهبوا إلى بستان الزيتون عبر المدرسة وأضرموا النيران فيه، وأحرقوا أكثر من ألف شجرة تخص العديد من سكان القرية، بعدها استقل المستوطنون سيارة كانت تنتظرهم على جانب الطريق وتوجهوا نحو موقع مستوطنة ” Adei Ad”.

ولفتت المنظمة أن النيران التي تم إشعالها من قبل المستوطنين في الواقعة السابق ذكرها لم يتم السيطرة عليها بسهولة نظرًا لأن جيش الاحتلال يمنع الفلسطينيين معظم الوقت من الوصول إلى المنطقة التي انتشرت فيها النيران، حيث يسمح لهم فقط بالوصول إليها مرتين في العام لبضعة أيام في كل مرة، وعليه لم يتمكن رجال الإطفاء الفلسطينيين من إطفاء الحريق، ولم يتدخل رجال الإطفاء الإسرائيليين إلا بعد أن امتدت الحرائق لتشمل مناطق يزرعها المستوطنون، حيث تم تنبيه طائرتي هليكوبتر إسرائيليتين من إدارة الإطفاء، وتم إطفاء الحريق أخيرًا في الساعة 5:00 من مساء ذلك اليوم.

الحريق الذي أشعله المستوطنون أدى إلى إلحاق الضرر بأكثر من ألف شجرة زيتون وأشجار فواكه أخرى يملكها 21 مزارعًا مختلفًا، فضلاً عن دونم واحد من القمح.

وأكدت المنظمة أن الممارسات الغير قانونية التي يقوم بها المستوطنون الإسرائيليون ضد الفلسطينيين ما هي إلا جزء من سياسات الحكومة الإسرائيلية، وتنفيذاً لأجندتها، مشيرة إلى أنها ممارسات متكررة لا يكاد يمر شهر منذ سنوات إلا ويتم تسجيل عشرات الانتهاكات ضد الفلسطينيين.

وأضافت المنظمة أن سياسة الحكومة الإسرائيلية مع المواطنين الفلسطينيين سياسة قمعية من الدرجة الأولى، تقوم فيها الحكومة بالتضييق عليهم في كافة مناح الحياة، حيث تسن قوانين وقرارات تمنع فيها الفلسطينيين من الزراعة من جهة، ومن جهة أخرى تجبرهم على الرحيل تدريجياً من أماكنهم بسبب الخوف من عنف المستوطنين الذين لا تحاسبهم الحكومة الإسرائيلية.

وبينت المنظمة أن السلطات الإسرائيلية نادراً ما تحقق في الجرائم والانتهاكات التي يقوم بها المستوطنون ضد الفلسطينيين، على الرغم من أنها جرائم يعاقب عليها القانون الإسرائيلي، لذلك يتمادى المستوطنون في ارتكاب مزيد من الانتهاكات، لإدراكهم التام أن الفلسطينيين لا حول لهم ولا قوة، وهي ذات القناعة المرسخة داخل الفلسطينيين أنفسهم.

للاطلاع على التقرير اضغط هنا