منذ ثماني سنوات في هذا اليوم 26 مارس من عام 2015 أعلنت عدة دول على رأسها السعودية والإمارات القيام بعاصفة الحزم وتدخلت عسكريًا في الأراضي اليمنية بحجة دحر ميليشيا أنصار الله الحوثي.

قامت قوات التحالف بتوجيه الضربة الأولى تجاه اليمن لكنها لم تنل من قوات الحوثي على قد ما نالت من المدنيين والأطفال من أبناء الشعب اليمني، أحدث ذلك التدخل انقساما في البلاد وتسبب بشكل مباشر في مقتل الآلاف وتشريد ما يقرب من 4.5 مليون شخص داخليًا.

وبعد 8 سنوات يتعجب البعض من حديث ولي العهد السعودي آنذاك الذي كان يحمل حقيبة وزارة الدفاع في أكبر دول المنطقة العربية والقائد لقوات التحالف عندما قال أننا سنجتث الحوثي في سويعات قليلة لكن تلك السويعات لم تمض على ولي العهد حتى أصبحت سنوات مديدة.

تلك السنوات جعلت ولي العهد المتحمس للحرب يسعى بكل جهده للتخلص من ذلك الكابوس الذي استنزف موارد المملكة ليس لقوة العدو ولكن لخلو ولي العهد ذاته من الفطنة والتسرع المعروف به الذي تسبب في اهتزاز صورة المملكة.

خسائر فادحة 

شن كل من السعودية والإمارات حربًا على اليمن فتسببت في مقتل ما يقرب من نصف مليون يمني علاوة عن نزوح 4.5 مليون نازح داخلياً وطالت الحرب الغادرة حياة أكثر من 11 ألف طفل طبقًا لإحصائيات الأمم المتحدة.

لكن على الجانب الآخر فلم تنل تلك القوة من جماعة أنصار الله الحوثي التي استفحلت قواها يوماً بعد يوم حتى أنها تحولت من مركز المدافع المختبئ في الخنادق إلى مركز المهاجم الذي يوجه الضربات لقوات التحالف.

هاجمت ميليشيا الحوثي القوات السعودية والإماراتية حتى أن الأمر تطور واستهدفت منشآت حيوية أحرجت الحكومات الكبرى وعلى رأسها حكومة بن سلمان عندما استهدفت مطار الملك خالد علاوة عن قواعد عسكرية ومنشآت نفطية.

 

هدية للعدو 

تلك السنوات كانت حافلة بالهزائم لمحمد بن سلمان وممتلئة بحالات فشله ولكن الأكثر فشلاً يكمن في إعلان المملكة العربية السعودية تدمير 80% من بنك أهداف قوات الحوثي ظنًا منها أنه وصلت لأهدافها لكن ما حدث كان مغايرًا لرؤية ولي العهد.

قدمت المملكة العربية السعودية صواريخ بالستية هدية إلى جماعة أنصار الله الحوثي بشكل غير مباشر عندما قامت الثورة اليمنية وتقدم حزب الإصلاح اليمني النابع من جماعة الإخوان المسلمين صفوف السياسة في اليمن.

لكن السعودية لم ترض للربيع العربي أن يدوم فقامت بتقديم الدعم الكامل لقوات الحوثي مقابل الإطاحة بالإخوان المسلمين لكن الأخيرة انقلبت عليهم فيما بعد ورفضت تسليم الصواريخ للحكومة الجديدة برئاسة عبد ربه منصور.

فقامت السعودية بقصف الجبل التي تخبئ فيه الحوثي الصواريخ البالستية المسمى بجبل عطان لكن بن سلمان لم يكن يعلم أنه الصواريخ محمية بطبقات الصخور فظن أنه دمرها لكن الحوثي استغلها وقصف بها المنشآت الحيوية في المملكة.

والآن بعد 8 سنوات يحاول محمد بن سلمان أن يخرج منها يجر خيبات الهزيمة بعد أن تسبب في مقتل اليمنيين المدنيين وتسبب في مجاعات لأبنائه وهو يتكبد يومياً 200 مليون دولار جراء تلك الحرب التي أصبحت سجلاً أسودًا في تاريخ بلاد الحرمين.

 

اقرأ أيضًا : كيف سلمت السعودية الصواريخ الباليستية المتطورة لميليشيا الحوثي بالخطأ؟!