قال خبير أمني إسرائيلي إن “شكوكا كبيرة تحيط بإمكانية أن تحقق قمة البحرين الاقتصادية نتائج مهمة، حتى أن أوساط رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو يدركون ذلك جيدا، رغم أنهم يهيئون الرأي العام الإسرائيلي إلى حقيقة أن هذه القمة ستشهد مشاركة علنية لرجال أعمال إسرائيليين، وفي حال حصل ذلك فليس في الأمر معجزة كبيرة”.

وأضاف يوسي ميلمان في مقاله بصحيفة معاريف، ترجمته “عربي21” أن “البحرين هي إحدى الدول العربية التي تمتلك علاقات وثيقة وقوية مع إسرائيل، حتى لو كانت سرية، فالبحرين مملكة بحرية ترتبط بجسر بري مع السعودية، مساحتها 778 كم2، أي ضعف مساحة قطاع غزة، وعدد سكانها مليون ونصف، وترتبط بعداء محكم مع إيران”.

وبدأ الكاتب بسرد التسلسل التاريخي للعلاقات الإسرائيلية البحرينية قائلا إنها “بدأت في أعقاب اتفاق أوسلو مع الفلسطينيين، حيث قام وفد إسرائيلي رسمي بزيارة البحرين في أيلول/ سبتمبر 1994، ثم زارها وزير البيئة الإسرائيلي الراحل يوسي سريد للمشاركة في محادثات إقليمية حول البيئة في العاصمة المنامة، والتقى بوزير الخارجية البحريني”.

وأشار ميلمان، وثيق الصلة بأجهزة الأمن الإسرائيلية، أنه “في 2005 ألغت البحرين مشاركتها في لجنة المقاطعة العربية لإسرائيل، وفي 2011 نشر موقع التسريبات الأمنية ويكيليكس تفاصيل محادثة حصلت في 2005 بين السفير الأمريكي في المنامة وملك البحرين، تبين منها أن جهاز الموساد الإسرائيلي لديه وفد مقيم في المنامة”.

وأوضح أن “السنوات الأخيرة شهدت زيادة في مستوى الدفء في العلاقات الثنائية بين المنامة وتل أبيب، ففي 2013 كانت البحرين هي الدولة العربية الأولى التي أعلنت عن حزب الله اللبناني منظمة إرهابية، وبعد ثلاث سنوات في 2016 أرسلت وفدا للمشاركة في تعزية إسرائيل بوفاة رئيسها شمعون بيريس، وفي خريف 2017 أدان ملك البحرين حمد بن عيسى آل خليفة المقاطعة على إسرائيل، وأعلن أن الإسرائيليين مسموح لهم بزيارة بلاده”.

وأكد أنه “في أيار/ مايو 2018 أوضح وزير الخارجية البحريني خالد بن أحمد آل خليفة أنه لا يرى مشكلة في أن ينقل الرئيس الأمريكي دونالد ترامب سفارة بلاده إلى القدس، لأن مكان السفارة ليس مقاما على أراضي عاصمة الدولة الفلسطينية المستقبلية”.

وأضاف أنه “في ذات الشهر، وفي أعقاب مهاجمة سلاح الطيران الإسرائيلي لأهداف إيرانية في سوريا كتب الوزير البحريني على حسابه في تويتر أن من حق أي دولة، بما فيها إسرائيل، أن تدافع عن نفسها، وتدمر مكامن الخطر المحيطة بها، وفي مارس 2019 امتنعت البحرين للمرة الأولى عن التصويت ضد إسرائيل في مجلس حقوق الإنسان”.

وأشار أنه “قبل شهرين من الانتخابات الإسرائيلية الأخيرة في نيسان/ أبريل الماضي، بذل رئيس مجلس الأمن القومي مائير بن شبات ورئيس جهاز الموساد يوسي كوهين جهودا حثيثة لدى المنامة لإقناع ملكها وكبار مسؤوليها بإقامة علاقات دبلوماسية مع إسرئيل، حتى لو كنت على نطاق منخفض، لكن جهودهم لم تكلل بالنجاح”.

وختم بالقول أن “نتنياهو ألمح حينها إلى ازدهار علاقات إسرائيل مع البحرين، لكن زعماء المملكة أكدوا أنه رغم رغبتهم الجدية باستمرار علاقتهم مع إسرائيل في جانبها السري، لكن الأوان لم يحن بعد لإعلانها رسميا وعلنياً”.