العدسة – باسم الشجاعي:

كشف المغرد الشهير على موقع التدوينات المصغرة “مجتهد”  مفاجآت جديدة عن السياسة السعودية في عهد الأمير الطامح للسلطة؛ ولي العهد “محمد بن سلمان”.

وأوضح- في سلسلة تغريدات عبر “تويتر”- أن “التغيير الذي حصل بعد استلام محمد بن سلمان المسؤولية، شمل كل شيء من شؤون البلد، كما شمل كل ما له علاقة باتخاذ القرار، بدءا من الهيكلية الإدارية إلى آلية القرار إلى المنهجية والمرجعية والأهداف المستحضرة في الذهن عند اتخاذ القرار”.

وقال “مجتهد” إن السياسة الخارجية في عهد الملوك السابقين للمملكة كانت تهدف إلى تثبيت سلطة أسرة “آل سعود” بصفتهم الكلية، واستمرار امتيازاتهم المطلقة، وتأكيد سمعتهم في الخارج كأسرة متماسكة وقادرة على حفظ التوازنات الحساسة دينيا واجتماعيا، وتقديمهم كقادة لدولة فخورة بالتميز الثقافي المزعوم.

ومع تولي الأمير “محمد بن سلمان” زمام الأمور بعد تتويجه بمنصب ولي العهد، أشار “مجتهد” إلى أن هدف السياسة الخارجية  أصبح تثبيت سلطة “ابن سلمان” فقط وتحسين صورته دون بقية الأسرة، بل والتقليل من أهمية الأسرة ككيان حاكم.

وأضاف: “كما تهدف السياسة إلى البراءة مما التصق بالدولة من تراكمات اجتماعية ودينية وإنكار التميز الثقافي بل والترويج لفكرة الذوبان في الثقافة الغربية”.

وفيما يخص إدارة السعودية قبل سيطرة “ابن سلمان” على مفاصل الحكم، ذكر “مجتهد” أن الخارجية سابقا كانت مقسمة لملفات كل ملف بيد أمير، ولا يتخذ أي قرار بخصوص أي بلد إلا بالتنسيق معه، موضحا: “فاليمن بيد الأمير “سلطان” والخليج (الفارسي) والعراق بيد الأمير “نايف” وباكستان وأفغانستان وإيران بيد “سلمان” ومصر وأوربا وأمريكا بيد الملك وربما شارك تركي الفيصل وبندر بن سلطان في بعض التفاصيل”.

وتابع المغرد الشهير الذي يتابعه أكثر من 2 مليون شخص: “في العهد الحالي ترسم السياسة الخارجية وتتخذ القرارات بالتنسيق المباشر مع ولي عهد أبو ظبي الأمير “محمد بن زايد” ثم تسلم كل التفاصيل لسعود القحطاني (دليم) وأما “عادل الجبير” فليس إلا متحدث لا يمكن من رسم السياسة شيئا وليس مخولا بأي قرار أو تفاوض بل يملي عليه دليم حتى صيغة التصريحات”.

وشدد “مجتهد” على أن العلاقة مع أمريكا كانت مبنية على تبعية المؤسسات السعودية للمؤسسات الأمريكية، فالديوان تابع للبيت الأبيض ووزارة الدفاع تابعة للبنتاجون والداخلية تابعة للإف بي آي والاستخبارات تابعة للسي آي إي، وكانت السعودية بكل قدراتها تتعامل مع أمريكا خادمة لها كدولة وليس كرئيس.

وفي العهد الحالي لا تزال تبعية المؤسسات لأمريكا موجودة، لكنها لم تعد تساوي شيئا أمام العلاقة الشخصية الوثيقة والخاصة والمليئة بالترتيبات السرية بين “ابن سلمان” و”ترامب” وزوج ابنته “كوشنر”.

وبحسب “مجتهد”، فإن  سبب تعيين “ابن سلمان” شقيقه الأمير “خالد” سفيرا بأمريكا هو “التخفيف من ثقل التفاصيل الخاصة عن نفسه”.

وأوضح  أن السياسة الخارجية قديما بالمملكة كانت مليئة بنماذج التدخل في الدول الأخرى والتحريش والتآمر ضد العرب والمسلمين، لكن ذلك كان ينفذ بدهاء يبعدها عن الدخول في حروب معلنة أو تصريحات مكشوفة أو استخدام لغة سوقية صبيانية، وكانت السياسة ناجحة في إخفاء هذه الحقائق بسبب التعقل الظاهري.

 

أما في العهد الحالي وبحسب “مجتهد” صار هذا التدخل والتحريش والتآمر معلنا وصريحا بل ويفتخر به المتحدثون باسم السياسة السعودية، وتورط النظام في حرب حسم قرارها في يوم واحد دون تفكير بالعواقب وصار النظام يتحرك في محور صهيوني معلن بتنسيق مكشوف وسادت لغة الأطفال على لغة النضج والتعقل الشكلي.

وأشار “مجتهد” أيضا إلى أن وزير الخارجية السعودية الراحل الأمير “سعود الفيصل” كان هو المسؤول عن الجانب التتنفيذي في السياسة الخارجية مع التأكيد على الملفات المذكورة بيد كبار الأمراء، لافتا إلى أنه “لم يكن أحد يتدخل في اللغة التي يستخدمها سعود الفيصل ولم يكن يلقن كيف يتكلم وكان حريصا على استخدام أفضل لغة دبلوماسية راقية لتغطية أي فشل سعودي”.

ومقارنة بما سبق يشير “مجتهد” إلى دور مستشار “ابن سلمان”، “سعود القحطاني”، الذي صار المسؤول الحقيقي عن الوزارة (إضافة لمسؤوليته عن وزارة الإعلام وأجزاء من العمل الأمني).

مضيفا أن “القحطاني” أصبح بمثابة المشرف على “عادل الجبير”؛ حيث يلقنه ما يقول وما لا يقول، بل ويلزم “الجبير” بعبارات محددة هو يصيغها، لافتا إلى أن هذا ما جعل الجبير يبدو كالطفل في كثير من الأحيان.

واختتم “مجتهد” تغريداته مشيرا إلى أن الرئيس الأمريكي السابق “باراك أوباما”، منع “ابن سلمان” من إزاحة الأمير “محمد بن نايف” ولي العهد السابق ومنعه من تنفيذ الحملة على قطر ومنعه من أمور أخرى.

مضيفا: “كما كان يرفض بناء القرارات على علاقة شخصية ويصر على علاقة مؤسساتية ولذلك لوحظ على “ابن سلمان” جرأته في انتقاد أوباما في الصحافة الأمريكية بلغة غاضبة وحاقدة”.