وصف الرئيس السابق لدولة تونس المنصف المرزوقي وضع بلاده بأنها “حافلة بلا فرامل يقودها سكران” مشككاً في قوى الرئيس التونسي الحالي قيس سعيّد العقلية، كما دعا في أكثر من مناسبة الشعب التونسي لاستكمال ثورته وخلع الرئيس.

وبعيداً عن وصف “المرزوقي” الذي يتحمل مسؤوليته، لكن القاصي والداني يستطيع رؤية التخبط السياسي والإداري في تونس بكل سهولة، غير أنها تخطت تلك المرحلة وأصبحت تمس حياة المواطن بشكل مباشر.

فتارة ينقص الخبز والدقيق من بلد بحجم تونس وتارة أخرى تختفي سلعة السكر من البلاد، ويشحن الوقود في أحيان وأحياناً أخرى تغلق شركة الحليب الوحيدة في تونس، وتتعدد الأزمات الواحدة تلو الاخرى بينما يقف الرئيس عاجزاً عن إيجاد حلول لتلك الأزمات غير أنه يتهم المعارضة والذين يعملون في الخفاء على حد تعبيره من تأجيج الأزمات في تونس.. فهل أصبح قيس سعيد عاجزاً عن إيجاد حلول للأزمات الاقتصادية في البلاد؟!.

كرة الثلج 

انغمس الرئيس التونسي في أزماته مع أعداء الوطن غير معروفين، وانشغل في حروبه السياسية من أجل السيطرة على مجريات الأمور في تونس بشكل كامل بينما ترك الشعب في معترك آخر وهو قوت اليوم والعيش.

ظن الرئيس أن الأزمات عارضة وتنتهي مع الوقت وهذا يدل على قصر نظره وضعف خبرته السياسية، لكنها تشبه كثيراً كرة الثلج التي تتضاعف وتكبر مع الوقت.

وأصبح التونسيين الذين اشتكوا بالأمس غلاء أسعار السلع، يصرخون كون أنها اختفت من الأسواق، وبدأوا يشعرون بضعف اقتصادهم، وذلك مع تباطؤ صندوق النقد الدولي في إقراض دولة تونس.

تونس الخضراء فرضت قيوداً على بيع بعض السلع الأساسية، حيث أنها أبقت لكل عائلة عبوة واحدة من كل سلعة وذلك وسط نقص كبير للسلع الأساسية مثل ” الزيت والسكر والأرز والدقيق.

ليس ذلك فحسب فقد تسببت تلك الأزمات في إغلاق المصانع التونسية وتسريح العاملين وبالتالي ارتفعت نسبة البطالة في البلاد، وتأثر قطاع كبير كقطاع السكر والذي ينتجه القطاع الحكومي، وبناء عليه أغلقت مصانع المشروبات التي تعتمد عليه بشكل كامل.

انتقلت الأزمة إلى مصانع الشوكولاتة والسلع الغذائية والبسكويت وهو ما تأثرت به بشكل كامل البقالات الصغيرة والمقاهي التي أغلقت بسبب شح السكر وانعدام البن في البلاد، مع إغلاق شركة الحليب الوحيدة في البلاد متأثرة بنفس الأزمة.

ومن الأغذية والسلع الأساسية إلى الوقود حيث أغلقت محطات كبرى في البلاد بسبب شح الوقود وعدم كفاية الشعب التونسي، كما شوهد طوابير طويلة في المحطات القليلة التي مازالت تعمل، وقد أصبح من غير المعروف هل تستطيع الاستمرار أم لا.

من المسؤول؟!

يحمل الرئيس التونسي قيس سعيّد المعارضة والقوى الخفية التي تريد إسقاط تونس المسؤولية حول الأحداث التي تمر بها البلاد والتي سحقت المواطن بشكل كبير، لكن الشعب التونسي بات يسأل من المسؤول عما هم فيه؟!.

الإجابة عن هذا السؤال تكمن في مراقبة سلوك الرئيس وتصرفاته الذي غيّب المواطن واهتم بالصراعات السياسية و بالاستحواذ على كل مفاصل الدولة سواء القضاء الذي نكل بالعاملين به أو حتى مجلس النواب الذي أغلقه بالمدرعات.

الخلاصة أن الرئيس التونسي هو المسؤول عن الأزمات التي يمر بها الشعب التونسي وقد أصبح غارقاً في صراعاته السياسية وبات مشغولاً بالاستحواذ على مفاصل الدولة على حساب المواطن التونسي المطحون.

اقرأ أيضاً : كيف تلاعب الرئيس التونسي بآمال البسطاء من الشعب لفرض سيطرته على الحكم؟