العدسة – غراس غزوان

تسريبات خطيرة للمغرد السعودي الشهير “مجتهد” ربما تتسبب في أزمة كبيرة في العلاقات بين السعودية ولبنان خلال الأيام القادمة، وربما يصل مداها إلى أبعد من ذلك.

التغريدات الجديدة التي كشف عنها “مجتهد” تتحدث عن أسباب احتجاز رئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري في الرياض من قبل ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، الذي أجبر الأول على الاستقالة من منصبه وساومه على جزء كبير من أمواله.

ربما يشكك البعض في تلك التسريبات، إلا أن الأسابيع الأخيرة شهدت خروج العشرات من التغريدات على حساب مجتهد أثبتت الأيام صدق هذه الروايات، حتى إنه كان أول من تحدث عن احتجاز “الحريري” في الرياض قبل أن توثقه بعد ذلك وزارة الخارجية الأمريكية ووكالات الأنباء.

احتجاز الحريري

ومن أخطر ما قاله “مجتهد” هو أسباب احتجاز “الحريري” من قبل “بن سلمان” حيث أكد أن السبب هو إجباره على التنازل لولي العهد عن ملياراته المسجلة باسمه واسم العائلة في حسابات خارج المملكة ، وليست باسم شركة سعودي أوجيه.

وبحسب المغرد “مجتهد” فإن رئيس الوزراء اللبناني لديه عدة مليارات في الخارج، كانت حصيلة عمل شركته في المملكة “سعودي أوجيه” لعقود في مشاريع كبيرة في السعودية.

كما تحدث عن سعي “بن سلمان” للاستحواذ على شركة “سعودي أوجيه” التي تعد ثاني أكبر شركة مقاولات في المملكة والشرق الأوسط حيث أشار “مجتهد” إلى أن “بن سلمان” حرم الشركة من مستخلصاتها لإجبار “الحريري” على تسليمها لشركته “نسما” ولكن الحريري رفض، مما اضطر الشركة للإفلاس.

“بن سلمان” و “سعد الحريري”

وعن الطريقة التي استقطب بها “بن سلمان” “الحريري” للقدوم إلى المملكة يشير “مجتهد” إلى تلك الحيلة التي استطاع ولي العهد أن يحبكها على “الحريري حيث أقنعه بالقدوم للرياض مع وعد منه (بن سلمان) بدفع كل مستخلصات الشركة وإعادتها لنشاطها الكامل، وهو ما جعله يأتي متحمسا ومسرعا.

لكن الصدمة التي عاشها “الحريري” وظلت مسيطرة عليه لمدة طويلة بسبب التعامل معه أمنيا، وإجباره على الاستقالة لحرمانه من الحصانة الدولية ظنا منه أن “بن سلمان” لا يحتاج إلى غير ذلك لإبقائه محتجزا لحين التنازل عما لديه من مليارات، كما يفعل “بن سلمان” مع أمراء المملكة.

تقول التسريبات إن الوضع النفسي للحريري في الفترة الأولى من احتجازه في الرياض كانت بمثابة صدمة عنيفة، ووضع نفسي سيئ، وشعر أنه على حافة الانهيار، لأنه لم يتعود على مثل هذا التعامل طول حياته، وكان يشعر بالخوف من أن يسجن في المملكة، وأنه لن يشعر أحد به بعد قيام “بن سلمان” بعزله عن العالم تقريبا، حتى إنه كاد أن يقدم التنازل عن جميع ما طلب منه إلا أن التحرك الذي أقدمت عليه كل من أمريكا وفرنسا.

صفقة “سعودي أوجيه”

ويوضح التسريب كيف كان لزيارة كل من السفيرين الأمريكي والفرنسي العامل الرئيسي لاسترجاع الحريري معنوياته بسرعة، وأن تحسنا كبيرا طرأ على موقفه، ليصبح في موقف الأخوة، خاصة بعد أن وعده السفيران بأن دولتيهما لن تقبلا باحتجازه، لكنهم في الوقت نفسه يرفضان أن يتم حل المشكلة بصورة تجعل المسألة تتحول في النهاية إلى فضيحة دولية تحرجهما مع المملكة، وهو ما جعله يطمئن تماما أنه لن يصيبه أي سوء أو غدر إلى أن يغادر السعودية.

“الحريري” بعد عودته إلى لبنان

وبعد أن شعر الحريري بقوة الموقفين الأمريكي والروسي الداعم له، وأنهما سيرغمان “بن سلمان” على إعادته إلى لبنان، وإلغاء تلك الاستقالة التي أجبره عليها، قرر أن يقلب الطاولة على ولي العهد، ورفض التنازل مطلقا عن حساباته المالية أو المنقولات، وبدأ في تنفيذ عملية ارتدادية باتجاه “بن سلمان” حيث هدده بأنه سيبوح بكل ما حصل له إن لم يبادر ولي العهد بحل مشكلة شركة “سعودي أوجيه” ويدفع كامل مستحقاتها، بالإضافة إلى السماح للشركة بالعودة لنشاطها.

وأضاف مجتهد، “لم يجد ابن سلمان بدا من الخنوع، ووافق على سداد كامل مستحقات “سعودي أوجيه” شرط أن لا يتكلم الحريري عما حصل ووافق الحريري على ذلك”.

كما وعد “بن سلمان” بأن يعيد شركة “سعودي أوجيه” لنشاطها إذا حرص الحريري على نفي الأخبار التي تحدثت حول احتجازه بالكامل، وعلى ما يبدو فإن الحريري تردد في اتخاذ ذلك القرار وطلب مهلة للتفكير.

وتوقع مجتهد أن يحمل المستقبل القريب علامات سكوت الحريري عما حصل له وسداد كامل رواتب العاملين في في الشركة بالإضافة إلى رواتب المقاولين بالباطن والشركات المساندة.