يبدو أن هوة الخلاف بين تحالف الشر في القاهرة وأبو ظبي ما زالت تتسع، حيث ذكرت تقارير إخبارية عن وجود غضب إماراتي بسبب اتصالات متكررة بين المسؤولين في كل من أنقرة والقاهرة على المستويين الأمني والاستخباري بخصوص الملف الليبي.

وأوضحت التقارير أن الاتصالات التي أعقبت زيارة الوفد المصري إلى العاصمة الليبية طرابلس، تخللها لقاء بين مسؤولين أمنيين رفيعي المستوى في البلدين، وشهدت ربما لأول مرة نقاط تنسيق وتوافق مبدئي بشأن بعض ملفات المنطقة، وعلى رأسها الملف الليبي.

تأتي هذه الاتصالات مع تركيا والتنسيق بخصوص ليبيا كنوع من الضغط الذي يستخدمه نظام السيسي على الإمارات بعد المصالحة الخليجية التي تمّت من دون الأخذ بالمطالب والملاحظات المصرية.

خلاف يتزايد

وخلال الفترة الماضية برزت العديد من نقاط الاختلاف بين السيسي وبن زايد أبرزها كان بعد تطبيع الإمارات مع إسرائيل وعزم أبو ظبي تشغيل خط للسكك الحديدية لنقل البضائع مع إسرائيل.

خط السكك الحديدية يضر بقناة السويس المصرية حيث اعترضت عليه القاهرة صراحة وقال رئيس هيئة قناة السويس إنه يمثل خطرا على الأمن القومي المصري.

في حين نوّهت مصادر إلى أن القاهرة تتحرك بعيداً عن منطق الاستسلام التام للضغوط الإماراتية والسعودية، في ظل توقف دعم الدولتين لنظام السيسي على كافة المستويات.

غضب من المصالحة

من جهته، أعلن وزير الخارجية التركي، مولود جاووش أوغلو أخيراً، أن بلاده ومصر تسعيان إلى وضع خريطة طريق بشأن علاقاتهما الثنائية. 

وأوضح في نهاية شهر ديسمبر الماضي، أن التواصل مع مصر على الصعيد الاستخباراتي مستمر لتعزيز العلاقات، والحوار قائم على مستوى وزارتي الخارجية”. وأفاد بأن “التواصل بين البلدين يتم أيضاً عبر ممثليها في أنقرة والقاهرة”.

من ناحية أخرى، سلطت صحيفة “هآرتس” العبرية الضوء على الغضب المصري من الإمارات والمصالحة الخليجية، مؤكدة أن رئيس النظام المصري عبد الفتاح السيسي غاضب جداً من ولي عهد أبو ظبي محمد بن زايد ومن إتمام المصالحة بعيداً عن القاهرة.

وأوضحت الصحيفة، أن المعطيات تشير إلى أن القاهرة غير موافقة بشكل تام على التعاون الإسرائيلي الإماراتي خاصة في ظل تدخل الإمارات في تعزيز التطبيع بين إسرائيل والسودان.