قال ماكس بوت، الكاتب والمحلل الأمريكي، إن مستشار الأمن القومي الأمريكي جون بولتون قد يدفع إيران لإطلاق الرصاصة الأولى، لكونه أثار مشاعر قوية في إدارة الرئيس ترامب ضد طهران.

وتابع بوت في مقال له بصحيفة “واشنطن بوست” بالقول: “يشك بولتون في التعامل مع الدكتاتوريين، لكنه يعلم أنه لا يستطيع ببساطة معارضة المفاوضات مع كوريا الشمالية بالنظر إلى مقدار رأس المال السياسي الذي استثمره رئيسه ترامب في تلك المحادثات غير المثمرة، فحتى بعد اختبار الرئيس الكوري الشمالي، كيم جونج أون، للصواريخ قصيرة المدى الأسبوع الماضي، غرد ترامب قائلاً: أنا معه”.

ويرى الكاتب أن بولتون كان له تأثير كبير في قيادة دفة واشنطن في التعامل القاسي مع إيران، بالنظر إلى سجله الطويل في الدفاع عن العمل العسكري ضدها، فقد أثار بولتون مخاوف في البنتاغون العام الماضي عندما حاول إثارة نزاع بعدما طالب بخيار عسكري ضد إيران.

وفي الذكرى الأربعين للثورة الإيرانية، نشر بولتون شريط فيديو يحذر ملالي إيران من أنه “لن يكون هناك العديد من الاحتفالات السنوية التي سوف تستمتعون بها”.

الرئيس دونالد ترامب، بحسب الكاتب، كان أكثر تقبلاً لأفكار بولتون المتشددة تجاه إيران، حيث تخلص من صفقة النووي التي وقعها سلفه باراك أوباما، والآن وبناء على طلب بولتون كثف ترامب العقوبات عليها، وألغى الإعفاءات التي سمحت لبعض الدول بشراء النفط الإيراني وصنف الحرس الثوري كمنظمة إرهابية.

لكن رغم ذلك لم يصل ترامب حتى الآن إلى ما يريده بولتون، ففي سبتمبر الماضي قال الأخير إن القوات الأمريكية ستبقى في سوريا طالما بقيت القوات الإيرانية، وبعد ثلاثة أشهر أعلن ترامب الخروج الفوري من سوريا، الذي كان من شأنه أن يؤدي إلى تسليم البلد لإيران وروسيا، حينها تظاهر بولتون بأنه تمكن من إقناع الرئيس بضرورة الحفاظ على قوة صغيرة في سوريا.

لقد اتخذت المواجهة الأمريكية مع إيران منعطفاً “مشؤوماً” ليلة الأحد، كما يقول الكاتب، عندما أعلن بولتون أنه “استجابة لعدد من الإشارات والتحذيرات المقلقة والمتصاعدة”، فإن البنتاغون سيرسل فرقة عمل حاملة طائرات إلى الخليج العربي، وقال: “الولايات المتحدة لا تسعى إلى شن حرب مع النظام الإيراني، لكننا على استعداد تام للرد على أي هجوم”.

هذا النوع من الأعمال العدائية ربما تمكن وزير الدفاع السابق جيم ماتيس من منعها، لكن مع مغادرته الوزارة يبدو أن الطريق أصبح معبداً أمام بولتون، يقول الكاتب.

الإدارة الأمريكية سربت معلومات محدودة قالت عنها إنها ذات مصداقية، ربما تكون من “إسرائيل”، حول التهديدات الإيرانية ضد القوات الأمريكية في المنطقة، كل هذه المعلومات يمكن أن تكون دقيقة، لكن من الصعب أن تؤخذ على محمل الجد دون أن يكون هناك تفسير أكبر لتحركات واشنطن الأخيرة في مياه الخليج.

المشكلة أن بولتون سبق له أن زور معلومات استخباراتية تتعلق بالعراق وكوبا، وهو ما ذكرنا بما يقوم به حالياً بشأن التهديدات الإيرانية، كما يقول الكاتب.

ويضيف: “في الحقيقة أن ترامب أكثر تردداً في الانضمام إلى حرب في الشرق الأوسط من جورج بوش، لذلك، ربما يحاول بولتون أن يستفز إيران لتقوم بالضربة الأولى، فحادثة عسكرية في الخليج يمكن لها أن تدفعنا جميعاً إلى حرب كبيرة”.