كشفت وكالة “أسو شيتد برس” الأمريكية عن أن الحكومة اليمنية الشرعية التابعة للرئيس “عبدربه منصور هادي” تدرس طرد الإمارات من تحالف دعم الشرعية، وذلك في أعقاب الأزمة التي فجرتها أبوظبي باحتلالها لجزيرة “سقطرى” خلال تواجد رئيس الوزراء أحمد عبيد بن دغر فيها.

وقال مسؤول يمني للوكالة إن حكومته تدرس بعث رسالة إلى الأمم المتحدة تطالب بطرد الإمارات من التحالف العربي، في وقت انتهى الاجتماع الأول بين اللجنة السعودية والحكومة اليمنية بأرخبيل سقطرى اليمنية دون نتائج، وذلك عقب نشر الإمارات المئات من قواتها في الجزيرة دون موافقة الحكومة اليمنية.

وأضاف المصدر أن اللجنة السعودية غادرت “سقطرى” بالفعل، وأن الحكومة اليمنية أبلغت اللجنة السعودية بضرورة مغادرة القوات الإماراتية لأرخبيل.

وفي وقت لاحق، قالت الحكومة اليمنية – في بيان لها نشره متحدثون باسم الرئاسة اليمنية ورئيس الوزراء “بن دغر” على حساباتهم على مواقع التواصل قبل أن يتم حذفه لاحقًا- إن الإجراء العسكري الإماراتي في جزيرة سقطرى غير مبرر، وأن ما حدث يعد انعكاسًا لحالة الخلاف بين الشرعية والإمارات وخللًا في العلاقة بينهما، وأن تصحيحه مسؤولية الجميع.

ويذكر أنه عقب سيطرة الحوثيين وقوات صالح على الحكم في صنعاء في سبتمبر 2014، طلب الرئيس اليمني في رسالة إلى الأمم المتحدة السماح للتحالف العربي -الذي تقوده السعودية- بالتدخل في اليمن عسكريًّا لإعادة الشرعية، وهو ما وافقت عليه المنظمة في قرار تحت رقم 2216.

وفي سياق متصل، ذكر مصدر يمني أن الحكومة اليمنية أبلغت اللجنة السعودية بضرورة مغادرة القوات الإماراتية “سقطرى”، التي تبعد نحو 350 كلم عن السواحل الجنوبية لليمن في المحيط الهندي، وأضاف أن الحكومة لديها أوامر رئاسية بالبقاء في “سقطرى” حتى إنهاء المشكلة.

وكان مصدر حكومي يمني قال في وقت سابق إن قوات إماراتية احتلت مطار سقطرى وميناءها، أثناء وجود مسؤولي الحكومة، معتبرًا ما قامت به الإمارات في “سقطرى” عملًا عدائيًّا.

 

ونشرت الإمارات -وهي عضو أساسي في التحالف- في الأيام القليلة الماضية قرابة ثلاثمائة جندي ودبابات ووحدات من المدفعية في “سقطرى”، التي ظلت منذ اندلاع الحرب اليمنية بعيدة عن جبهات القتال بين قوات الحكومة والتحالف، وبين الحوثيين وقوات “صالح”.

وقد التقى رئيس الحكومة اليمنية أحمد عبيد بن دغر، اللجنة السعودية بقيادة اللواء أحمد عبدالرحمن الشهري، فور وصولها إلى أرخبيل سقطرى، الجمعة، للاطلاع على الإجراءات العسكرية التي اتخذتها الإمارات حديثًا في الجزيرة.

وقد خرجت في مدينة حَديبو، العاصمة الإدارية لمحافظة أرخبيل سقطرى، مظاهرة نسائية مؤيدة للرئيس هادي والحكومة الشرعية، ومنددة بسيطرة القوات الإماراتية على المطار وإشعال أزمة في الجزيرة المسالمة، وجابت المظاهرة شوارع المدينة، ووصلت إلى أمام مقر إقامة رئيس الحكومة وأعضائها، ورفعت المشارِكات الأعلام الوطنية اليمنية وصور الرئيس “هادي” ولافتات كتب عليها “سقطرى يمنية”.

ويشار إلى أن الخلاف بين الحكومة اليمنية والإمارات بدأ يتفاقم منذ عام، بعد إقالة الرئيس “هادي” محافظ عدن(جنوبي اليمن) عيدروس الزبيدي، المحسوب على الإمارات، في حين اتهم عدد من وزراء الحكومة في الأشهر الماضية القوات الإماراتية بدعم ما أسموها “الجيوش المناطقية” خارج إطار الدولة.