ما الذي يجري في الخفاء على الأراضي السعودية؟ وهل تعرض محمد بن سلمان ولي العهد السعودي لمحاولة اغتيال ثانية خلال الأسابيع القليل الماضية؟ ومتى كانت محاولة الاغتيال الأولى؟ ومن يقف وراء تلك المحاولات الفاشلة؟ وهل ستغير تلك المحاولات بعض مجريات الأمور داخل المملكة خلال الأيام المقبلة؟

تساؤلات كثيرة ومتنوعة يطرحها البعض في العلن عبر مواقع التواصل الاجتماعي، ويطرحها كثيرون في السر داخل جلسات الحوار والنقاش في المملكة كالعربية السعودية هذه الأيام، خصوصا وأن حسابات معارضة سعودية شهيرة كـ”مجتهد و .”   تتحدث هذه الأيام عن اختفاء ملحوظ لمحمد بن سلمان عن الظهور.

وفي ظل التكتم الإعلامي الشديد في السعودية وغياب المعلومة الرسمية، لا أحد يستطيع توثيق المعلومات الدقيقة حول عمليات اغتيال تعرض لها بن سلمان مؤخرا، إلا أن شواهد عدة تؤكد أن شيئا ما غير طبيعي يجري في السعودية هذه الأيام.

 

لماذا تغضب الأسرة الحاكمة

الحديث عن حالة الغليان في العائلة المالكة لها أسباب مختلفة، أبرزها هو عدم رضاهم عن الصعود السريع لـ”محمد بن سلمان” إلى قمة السلطة، وسيطرته شبه المطلقة على الاقتصاد والجيش السعودي بدعم من والده الطاعن في السن، الملك سلمان بن عبد العزيز.

أضف إلى ذلك شعور الكثيرون من أبناء عمومة بن سلمان أن لهم أحقية في السلطة والملكة، وأن “بن سلمان” لا يزيد عنهم في شيء، وهم لا يقلون عنه في شيء.

Image result for ‫الامير احمد بن عبدالعزيز‬‎

الأمير أحمد بن عبدالعزيز

Image result for ‫بن نايف‬‎

الأمير محمد بن نايف آل سعود

Image result for ‫متعب بن عبدالله‬‎

الأمير متعب بن عبدالله

السخط ارتفع ضد “بن سلمان” كذلك بعد إقالة محمد بن نايف من ولاية العهد في يونيو الماضي، وتجريدة من جميع المهام التي كان يتولاها، بل وفرض إقامة جبرية عليه وعلى بناته وفقا لمصادر سعودية مختلفة.

وتعزز الغضب بعدما  فرض “بن سلمان” الأمر نفسه على أعضاء آخرين بالأسرة الحاكمة إذ تم تحييد كل من وزير الحرس الوطني السابق، متعب بن عبدالله، وأحمد بن عبدالعزيز آل سعود، كبير أمراء الأسرة المالكة.

لم يتوقف إغضاب “بن سلمان” للأسرة الحاكمة إلى هذا الحد، لكنه استغل زيارة الأمير السعودي وابن عمه “عبد العزيز بن فهد” للملكة لأداء فريضة الحج هذا العام، حيث يقيم في بريطانيا، ليتم اعتقاله والقبض عليه دون توجيه أي تهمة رسمية له، حيث يعرف عنه أنه ناقم على محمد بن زايد الأب الروحي لمحمد بن سلمان.

وبالإضافة لما سبق فإن إعلان بن سلمان الحرب على التيار الديني، وتوسيع صلاحيات هيئة الترفيه على حساب تقليل  صلاحيات الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر،  واعتقال عشرات العلماء والدعاة والقضاة،  عزز حالة الغضب ضد “بن سلمان” داخل الأسرة المالكة.

أيضا فإن استمرار التورط في حرب اليمن  الذي بات يكلف السعودية مليارات الريالات دون طائل أو فائدة عزز كذلك من السخط ضد “بن سلمان”.

عقب كل هذا وجد “بن سلمان” نفسه وحيدا هو وأخوته وعدد آخر من المقربين إليه داخل المملكة، حيث رصدت تقارير إعلامية غربية مختلفة تفاصيل حالة العزلة التي يعيشها بن سلمان خلال الفترة الأخيرة.

Image result for ‫بن عبدالعزيز بن فهد‬‎

بن عبدالعزيز بن فهد

محاولة الاغتيال الأولى

أحد التحليلات التي تفترض صحة أخبار تلك المحاولات الفاشلة ترى أن الغليان ضد “بن سلمان” ربما دفع بعض أفراد الأسرة المالكة، إلى التفكير في التخلص منه، قبل أن يودي بالأسرة جميعا في المهالك، فأصبح بن سلمان يتعرض لأكثر من محاولة اغتيال خلال الفترة الماضية.

المحاولة الأولى التي تعرض لها بن سلمان، وفقا لما نشرته مواقع إيرانية وخليجية، وتناقلته بعض الحسابات السعودية الشهيرة جرت في شهر أغسطس الماضي، أي بعد أسابيع من تولية “بن سلمان” ولاية العهد في المملكة.

وقد جاءت تفاصيل عملية الاغتيال في خبر أوردته وكالة أنباء فارس الإيرانية شبه الرسمية استنادا إلى موقع مرآة الجزيرة.

و حسب الخبر فإن الشخص الذي حاول اغتيال الأمير محمد بن سلمان هو أحد أمراء العائلة المالكة.

وأوضح الخبر آنذاك أن محاولة الاغتيال وقتها باءت بالفشل ولم يتعرض بن سلمان لإصابة فيها.

لكن السعودي “حزام الحزام” المعارض والمختص في الشؤون الدولية والشأن السياسي،  أوضح أن “بن سلمان” تعرض لإصابة في تلك المحاولة.

وقال إن محاولة اغتيال بن سلمان التي جرت في أغسطس الماضي، كانت عبارة عن حادث إطلاق نارٍ من قبل أحد أفراد الأسرة الحاكمة.

وقال “الحزام” في تغريداته على موقع “تويتر” : بؤره الخلافِ بين الأجنحة المتصارعة داخل أسره الحُكم قد تفاقمت بعد تعيين (محمد بن سلمان)، وما حدث بعد ذلك أن أحد أبناء “مقرن بن عبد العزيز”، قام بإطلاق النار على “بن سلمان” وأحد إخوته، فأصيب الأخ إصابة بالغه، بينما تعرض “محمد” لطلقةٍ في ساعدهِ الأيسر”.

تزامن الحديث عن محاولة اغتيال “بن سلمان” وقتها مع تقرير مطول للصحفي البريطاني “روبرت فيسك” قال فيه “إن الملك سلمان بن عبد العزيز سيتنازل عن العرش خلال فترة أقرب من المنتظر، وأنه جرى تصوير شريط فيديو للملك سلمان وهو يعلن عن تنازله عن العرش وعن جميع مسؤولياته و صلاحياته لابنه الأمير محمد ، وإنه يتم انتظار الوقت المناسب لإذاعة هذا الشريط”.

أما جريدة رأي اليوم فقد ذكرت أن الملك سلمان سيتنازل عن العرش ما بين أكتوبر وديسمبر  ليخلفه ابنه الأمير محمد قبل حلول نهاية العام الجاري.

Image result for ‫قصر السلام الملكي‬‎

قصر السلام الملكي

محاولة الاغتيال الثانية

لم يمض سوى شهرين على محاولة “الاغتيال” الأولى التي تعرض لها “بن سلمان” حتى أعلنت وزارة الداخلية السعودية في السابع من أكتوبر الجاري، عن مقتل رجلي أمن وإصابة ثلاثة آخرين في هجوم على القصر الملكي في جدة بالإضافة لمقتل منفذ الهجوم.

الداخلية  السعودية قالت وقتها إن المهاجم قاد سيارته نحو باب قصر السلام الملكي وبدأ في إطلاق النار قبل أن يلقى مصرعه برصاص عناصر الحرس الملكي، مضيفة أن المهاجم يدعى منصور العامري (28 عاما)

وكانت السفارة الأميركية في السعودية قد دعت قبيل الحادث بساعات قليلة مواطنيها في جدة إلى توخي الحذر بشأن ما وصفته بالتحركات في المنطقة المحيطة بقصر السلام الملكي.

لم تقنع رواية الداخلية السعودية، الكثير من المتابعين للشأن السعودي، حيث أكدوا أن الهجوم على “قصر ملكي” لا يمكن أن يكون بهذه السهولة، خصوصا وأن قصر السلام بجدة، هو أحد أهم قصور الحكم وصناعة القرار في المملكة، ويوجد فيه مقر الديوان الملكي، وهو كذلك مكان انعقاد مجلس الوزراء، ومن غير المعقول أن يقوم شخص واحد بقتل وإصابة أكثر من فرد حراسة في تلك المنطقة الحساسة.

حادث قصر السلام الملكي بـ”جدة” كانت غامضة ومثيرة بالنسبة لكثير من المتابعين للشأن السعودي، حتى أن بعض المصادر السعودية أكدوا أنها كانت محاولة اغتيال ثانية لمحمد بن سلمان، الذي كان متواجدا في جدة أثناء وقوع الحادث>>

Related image

مجتهد يكشف التفاصيل

وعبر حسابه الشخصي بتويتر، كشف المغرد الشهير “مجتهد” عن تفاصيل الهجوم الذي تعرض له قصر السلام بجدة، ومحاولة الاغتيال الثانية لـ”بن سلمان”

وبدأ “مجتهد” أول أمس، سلسلة تغريداته قائلا: ”وعدتكم بالحديث عن الرعب الذي يعيشه محمد بن سلمان والتحولات في شخصيته وتنامي العداء له في العائلة وأين يختفي معظم الوقت وإليكم التفصيل”

وتابع مفصلا “بداية أود التأكيد أن ابن سلمان لم يتعرض لإصابة في الهجوم الذي حصل على القصر الملكي لكنه كان موجودا في القصر ولم يكن بعيدا عن الحادث، الجدير بالذكر أن تعامل الحرس مع الهجوم لم يكن مهنيا وهناك تفاصيل استأمنني عليها مصدرها أدت بابن سلمان أن لا يعتبر القصر مكانا آمنا”

وأكد مجتهد أن “ابن سلمان” قبل الاعتداء كان يعيش حالة من الرعب والقلق والاضطراب، وجاء هذا الحادث ليزيده رعبا واضطرابا بسبب اعتقاده وقوف أطراف في الأسرة خلفه.