ترجمة عن تحقيق خاص أجرته الصحفية هيدي بلاك لمجلة “ذا نيويوركر”

 

أجريت لقاء مع باشيليت عبر زووم في وقت سابق من هذا العام، بعد أشهر قليلة من تنحيها عن منصب مفوضة حقوق الإنسان في عام 2022. خلال اللقاء أخبرتني أنه بعد أن عرقلت الإمارات مرارًا وتكرارًا طلبات الأمم المتحدة لإثبات أن لطيفة على قيد الحياة، أصبحت قلقة بشأن لطيفة، وقررت المحاولة بصفة شخصية التواصل مع المسؤولين الذين تعرفهم في حكومة الإمارات العربية المتحدة وقالت لهم: “انظروا، هذا لن يختفي كثيرًا… من الأفضل أن تواجهوا هذه المشكلة.”

وبعد فترة وجيزة، ظهرت صور للأميرة على إنستغرام، تظهرها وهي تتواصل مع الآخرين في الأماكن العامة، لكن باشيليت شككت في صحتها. وقالت للمسؤولين: “انظروا، لا نعرف متى تم التقاط تلك الصور… سابقًا كان الناس عندما يُخطفون، وكدليل على أنهم لا يزالون على قيد الحياة كانوا يحملون صحف بتاريخ اليوم… لكن هذا لم يحدث… هذا لا يكفي بالنسبة لنا كدليل على الحياة”.

وفكرت باشيليت في طلب التحدث مع لطيفة عبر تطبيق زووم، لكنها شعرت بالقلق من أن السلطات قد تراقب هذه المحادثة، وبدلاً من ذلك، اقترحت عقد لقاء خاص مع لطيفة على أرض محايدة. اتفق الأطراف على باريس، واختار فريق باشيليت فندقًا لم يعلنوا عن اسمه إلا في اللحظة الأخيرة خشية أي محاولات للمراقبة والتجسس من قبل الإمارات، واقترحوا أن يتم عقد الاجتماع داخل غرفة نوم باشيليت، لتحقيق أقصى قدر من الخصوصية.

قالت لي باشيليت “مهمتنا الرئيسية كانت أيضًا مطلب وسائل الإعلام: هل الأميرة لطيفة لا تزال على قيد الحياة أم لا؟”

وفي الموعد المحدد، ظهرت لطيفة بسترة باللون الكاكي، وكانت تضع الماكياج، وكان برفقتها محامٍ يُدعى نيري شان، من شركة تايلور ويسينغ العالمية، وكان شان قد كتب إلى أنصار الأميرة في وقت سابق من ذلك العام، يأمرهم بالتوقف عن الدفاع عنها، ويقول إن لطيفة الآن تريد “أن تعيش حياة طبيعية وخاصة إلى أقصى حد ممكن”. وقالت باشيليت إن هدف شان في الاجتماع كان واضحا: “أن تظهر لوسائل الإعلام أن ما يقولونه لم يكن صحيحا، وأنها في حالة جيدة”.

بدأت باشيليت بالتحقق من هوية لطيفة، وفحص الأوراق، قبل أن تطلب من مساعديها وشان أن يتركوها مع الأميرة، “للتأكد من أنها ستشعر بالحرية قدر الإمكان لتتمكن من فتح قلبها”.

 قبل أن تفقد لطيفة الاتصال بمؤيديها، كتبت لهم: “لن تكون هناك نتيجة مفادها أن لطيفة سعيدة مع عائلتها في الإمارات العربية المتحدة”، لكن تغيرت لهجتها خلال اللقاء مع باشيليت.

قالت باشيليت إنها عندما كانتا بمفردهما، أخبرتها لطيفة أنها “تصالحت مع والدها” وأنها تعيش بحرية في دبي… وأنها «سعيدة بحياتها»، وأصرت على أنها «حرة في فعل كل ما يحلو لها»، إذ يمكنها السفر والتسوق والعيش بمفردها، وعرضت مقاطع فيديو لحيواناتها الأليفة، وأشارت إلى حذائها الجديد المصنوع من الجلد النباتي.

ومع ذلك، شكت باشيليت في صحة ما تقوله لطيفة وشعرت بعدم ارتياح… لكنها قالت: “حسنًا، إنها على قيد الحياة، يمكننا أن نقول ذلك… لكن طريقتها لم تكن طبيعية.. لا أعرف ما الذي يدور في ذهنها، داخلها… هل هي سعيدة حقا بهذا الوضع؟ هل حصلت على اتفاق تريد حمايته، ولهذا أخبرتني بما تريد أن تقوله لي؟ أم أنها قررت للتو أنه لا مجال لتكرار ما فعلته في الماضي؟ … من الممكن أنها أدركت أن ما تريده لن يحدث أبدًا، لأنها ستكون دائمًا تحت سيطرة معينة، لذلك قررت اتباع هذا السيناريو: لن أحصل على ما أريده ليس ما تريده، ولكن ما يحدث حاليًا ليس سيئًا مثل ما كنت أمر به…. من المحتمل أنها فقدت الأمل.”

أضافت باشيليت إن “أسلوب” لطيفة خلال المقابلة تحول بشكل ملحوظ حين بدأنا الحديث عن شقيقتها الكبرى شمسة…. قبل أكثر من عقدين من الزمن، حاولت شمسة الفرار خلال إجازة في إنجلترا، لكن رجال والدها اختطفوها من أحد شوارع كامبريدج، في انتهاك لقوانين المملكة المتحدة ضد الاختطاف. ومنذ ذلك الحين، تم احتجازها بمعزل عن العالم الخارجي وتحت التخدير القسري. في كل مرة حاولت لطيفة الفرار، كانت تحاول الحصول على مساعدة لأختها، التي اعتبرتها “بمثابة والدتها وأفضل صديقة لها”.

ولكن عندما سألت باشيليت عن سلامة شمسة، أوقفتها لطيفة بقوة قائلة: “لا، هذا شيء لن نقترب منه… نحن هنا للحديث عن وضعي، وهذا كل شيء… وأكدت أن أختها على قيد الحياة، لكنها لم ترغب في رؤيتها أو التحدث معها”.

 

يُتبع>>