أقال رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس أركان القوات المسلحة الإماراتي الفريق الركن حمد الرميثي، بعد أن أمضى 18 عامًا في ذلك المنصب.

تضاربت الأقوال وازدادت التكهنات حول سبب الإقالة الحقيقي خاصة بعد تعيين الرميثي مستشاراً للشؤون العسكرية بدولة الإمارات، وتعيين الفريق عيسى المزروعي خلفاً له.

أشارت الأصابع إلى الأزمة التي نشأت في مايو الماضي بعد وفاة الرئيس الإماراتي السابق الشيخ خليفة بن زايد وصعود أخيه الأصغر الذي شغل منصب ولي العهد لمدة 18 عاماً إلى منصبه رئيساً للجمهورية، وأصبح منصب ولي العهد شاغراً.

لاحت في الأفق أزمة إماراتية تخص الصراع على ذلك المنصب والذي يتسابق إليه كل من مستشار الأمن الوطني ورجل الاستخبارات القوي وصاحب الإمبراطورية الاقتصادية طحنون بن زايد، ونائب رئيس مجلس الوزراء ورئيس ديوان الرئاسة منصور بن زايد، ورئيس جهاز أمن الدولة خالد بن محمد بن زايد ابن الرئيس الذي يسعى لخلافته.. فلماذا أقال بن زايد الرميثي وما علاقته بما سبق؟!.

حرب في الخفاء 

توجه قادة ومسؤولو دول العالم إلى الإمارات في مايو 2022 من أجل التعزية في وفاة الرئيس الإماراتي ولقاء إخوته الذين ظهروا كأبناء عائلة واحدة لكن الجميع يعلم أن قلوبهم شتى.

بعد تلك الحادثة انتظر هؤلاء إعلان محمد بن زايد عن خليفته، والذي تأخر حتى هذه اللحظة، وانحصر المنصب بين متسابقين ثلاثة طحنون ومنصور أخوة الرئيس وابنه خالد الصاعد بقوة، فيما خرج أبناء الرئيس الراحل خليفة بن زايد من المعادلة على الإطلاق.

اشتد الصراع في الآونة الأخيرة بين طحنون وخالد على وجه الخصوص فحاول طحنون رجل الاستخبارات السيطرة على بعض الشركات الدفاعية والاقتصادية، وعلى رأسها شركة إيدج وقام بعزل بعض الأشخاص الموالين للرئيس وابنه.

في المقابل، أقال محمد بن زايد الفريق الركن الرميثي والذي عمل لمدة 18 عاماً في ذلك المنصب، وهو يعتبر من أهم المقربين من مستشار الأمن الوطني طحنون بن زايد وهو ما كشف عنه موقع تاكتيكال ريبورت.

صعود مريب 

الصراع القائم في الخفاء بين طحنون بن زايد وخالد بن محمد بن زايد لم يبدأ بعد وفاة الشيخ خلفية فعلى ما يبدو أن الرئيس الإماراتي قد أعد ابنه لخلافته من زمن طويل.

على الصعيد الدبلوماسي فقد ترأس خالد بن زايد وفداً دبلوماسياً زار دولة اليابان لإبرام اتفاقيات تجارية علاوة عن تقديمه التعازي في وفاة الرئيس الياباني السابق شينزو آبي، وهو ما وضع علامة استفهام كبيرة لأنه يرأس جهاز أمن الدولة الإماراتي فهو منصب أمني وليس دبلوماسي.

قبل ذلك، صعد خالد بن زايد في المناصب داخل الدولة بقوة فقد ترأس مجلس أبوظبي التنفيذي عام 2019 ولم يمر سوى عام واحد وأضاف منصباً آخر وهو رئيس مجلس الإدارة التابع للمجلس الأعلى للشئون المالية والاقتصادية في عام 2020.

أما في العام الماضي وقبيل وفاة الشيخ خليفة عُين خالد بن زايد رئيساً لمجلس إدارة شركة النفط الوطنية في أبوظبي والذي يعتبر أحد أسرار ثروة البلد الغني، ثم ترأس المكاتب التنفيذية لقطاعي السياحة والبترول في الإمارات.

الخلاصة أنه في خلال ثلاثة أعوام فقط صعد خالد بن محمد بن زايد بقوة وترأس أماكن حساسة بالدولة، تمهيداً لخلافة والده الذي جهزه لهذا المنصب منذ زمن بعيد لكن رجل الاستخبارات القوى طحنون لا يسمح حتى الآن بوصول محمد بن زايد إلى مراده.

علاوة عن ذلك فأن خطوة إقالة رئيس الأركان حمد الرميثي والمعروف بولائه تجاه مستشار الأمن الوطني طحنون بن زايد هي إحدى خطوات إبعاد محمد بن زايد لأخيه كما إنه يسعى لإبعاده عن مفاتيح إدارة الدولة تمهيدًا لتوريث الحكم لنجله.

اقرأ أيضاً : يجيد صناعة المؤامرات والألاعيب القذرة.. مستشار الأمن الوطني طحنون بن زايد