كتب- باسم الشجاعي
بالرغم من مرور أكثر من عام على تولي “دونالد ترامب”، السلطة في الولايات المتحدة الأمريكية، إلا أن الانتخابات الرئاسية التي جرت فى نوفمبر 2016، وانتهت بفوزه لها أثرها الممتد حتى الآن، وكان آخر ضحاياها موقع التواصل الاجتماعي الأشهر “فيسبوك”.
فقد كشف موقع “فيسبوك” مؤخرًا عن أن 87 مليون مستخدم تضرروا من فضيحة اختراق البيانات التي حصلت عليها شركة “كامبردج أناليتيكا” للاستشارات، ويزيد هذا الرقم بكثير عما تم إعلانه سابقا، والذي أثار الجدل في الولايات المتحدة.
وحاولت “كامبردج أناليتيكا” تبرئة ساحتها وقالت إنها اشترت المعلومات من منشئ تطبيق “This Is Your Digital Life” دون معرفة أنه تم الحصول عليه بطريقة غير صحيحة.
وتقول الشركة إنها “حذفت جميع البيانات بمجرد علمها بملابسات الموقف”.
لكن قناة “نيوز4″، ذكرت منذ ذلك الحين أن بعض البيانات المعنية ما زالت قيد التداول على الرغم من إصرار الشركة على أنها دمرت المادة.
إذن، فما هو مستقبل عملاق التواصل الاجتماعي؟ وهل لازال “زوكربيرج” الأقدر على إدارة “فيسبوك”؟ وهل سيتعافى الموقع قريبًا أم أن “مارك” كتب النهاية بيده؟ وهل أنظار المستخدمين ستتجه صوب منصات اجتماعية أخرى؟.
“مارك” أمام مجلس النواب!
وبناءً على ما تم كشفه، من المنتظر أن يقدم الرئيس التنفيذي في “فيسبوك”، “مارك زوكربيرج”، شهادة أمام مجلس النواب الأمريكي في 11 أبريل الجاري.
ويأتي ذلك لمحاولة توضيح ما الذي حصل بالضبط خلال أخذ بيانات المستخدمين، في سياق ما بات يُعرف بفضيحة “كامبريدج أناليتيكا”.
ومن المقرّر أن يتم تسجيل شهادة “زوكربيرج”، في الساعة العاشرة صباحًا بتوقيت شرق الولايات المتحدة، وستتناول كيفية استخدام الشركة بيانات المستخدم وكيف تحميها.
وتأتي الشهادة في وقت بات فيه “فيسبوك” موضوع انتقاد واسع وتساؤلات قانونية، حول الكيفية التي وصلت بها بيانات 50 مليون مستخدم إلى يد شركة تحليل بيانات عملت مع الحملة الانتخابية للمرشح الجمهوري آنذاك، “دونالد ترامب”.
وكان “زوكربيرج” قد قال في تصريحات صحافية، إنه منفتح على تقديم شهادته، والإجابة على الأسئلة المتعلقة بالفضيحة التي هزت سمعة شركة التواصل الاجتماعي الأشهر، كما اعتذر عدة مرات، سواء عبر التليفزيون أو من خلال إعلانات في الصحف.
هل سيستقيل “مارك”؟
ورغم استمرار الأزمة المحيطة بعملاق مواقع التواصل الاجتماعي “فيسبوك”، يقول مؤسسه “مارك زوكربيرج”، إنه أفضل شخص لتولي إدارته.
وعند السؤال عما إذا كان مجلس إدارة الموقع قد ناقش استمراره في منصبه، رد “زوكربيرج”: “لا، على حد علمي”.
وحتى سيناريو إمكانية النقاش حول استمراره في منصبه لم يكن ليخطر ببال عدد قليل قبل شهر مضى.
لكن التقارير المنشورة مؤخرًا حول جمع طرف ثالث بيانات المستخدمين، إضافة إلى مشكلتي الأخبار المزيفة والدعاية، دفعت عددًا إلى التشكيك في قدرة “زوكربيرج” على قيادة الشركة التي يعتقد بعضٌ بأنها نمت حتى خرجت عن سيطرته.
وقد يتغير الزخم الذي يحيط بمسألة قيادة زوكربيرج “فيسبوك” بصورة دراماتيكية في الأشهر المقبلة، وذلك بالتزامن مع بدء تحقيقات ستجريها هيئات، لاسيما لجنة التجارة الفيدرالية، للتحقيق في طرق تعامل “فيسبوك” مع بيانات المستخدمين .
وفي حالة إثبات تقصير الشركة في تحمل مسؤوليتها، وتعرضها ربما لغرامة هائلة، قد يزيد هذا الضغط على “فيسبوك” لإدخال تغييرات هائلة في هيكل إدارته.
خسارة رغم الاعتذار
وحتى الآن، وعلى الرغم من كل الاعتذارات والاعترافات بسوء التقدير، قال “زوكربيرج” للصحفيين إنه لم يفصل شخص واحد عن الشركة بسبب أزمة كامبريدج أناليتيكا.
لكنه يقول إنه يتحمل كامل المسؤولية، وهو ما قد يحدث بالفعل.
ولم يشفع الاعتذار الذي تقدم به “زوكربيرج” للمستخدمين، حول انتهاك خصوصياتهم وحصول شركة “كامبريدج أناليتكا”، على بيانات ومعلومات أكثر من 50 مليون مستخدم معظمهم من الأمريكيين لصالح حملة الرئيس “دونالد ترامب” الانتخابية في 2016.
فقدت شركة “فيسبوك” 58 مليار دولار من قيمتها السوقية في أسواق المال الأمريكية، في شهر مارس الماضي، وذلك بعد اعتراف “مارك زوكربيرج”، مؤسس موقع التواصل الاجتماعي الشهير بارتكاب أخطاء أدت لاختراق بيانات المستخدمين.
وواصل المستثمرون بيع أسهم “فيسبوك”، وظهر الكثير من التساؤلات حول مدى الأضرار التي قد تلحق بشبكة التواصل الاجتماعي بعد خسائر الشركة المالكة.
وطرحت “فيسبوك” أسهمها للاكتتاب في أسواق المال الأمريكية لأول مرة في 2012، وبلغ سعر السهم وقتها 38 دولارًا لتصل القيمة الإجمالية للشركة إلى ما يقرب من 104 مليارات دولار.
وشهدت قيمة الأسهم نموًّا كبيرًا لتصل إلى 190 دولار للسهم في فبراير الماضي، وذلك بفضل تزايد أعداد المستخدمين والهيمنة على سوق الإعلان الإلكتروني مما أدى لزيادة العائدات.
استخدام تطبيقات بديلة
وفي الوقت الذي يعاني “فسيبوك” من أزمة كبيرة وموجة غضب من المستخدمين بسبب تورط عملاق التواصل في تسريب البيانات، فأطلق البعض حملة تدعو لحذف التطبيق، واستخدام تطبيقات بديلة له.
فبالنسبة للأشخاص مدمني التقاط الصور الفوتوغرافية وتسجيل لحظات حياتهم المختلفة من خلال الصور، يعتبر تطبيق “إنستجرام” خير بديل لـ”فيسبوك”.
تطبيق “تويتر” يعتبر واحدًا من أوائل المرشحين بقوة لأن يأخذ مكانة “فيسبوك”، خاصة وأنه يمتلك تصميمًا مشابهًا للأول، فيما يتعلق بكتابة المنشورات، والتي تأتي في شكل تغريدات، مع قدرة باقي المستخدمين على التفاعل معها أو التعليق عليها، كما يوفر “تويتر” ميزة الرسائل المباشرة، التي تعطي المستخدمين القدرة على التواصل والتفاعل.
شبكة Pinterest، هو واحد من أشهر مواقع كتابة ونشر المقالات والصور وروابطها، وتمكن المستخدم من أن يصل لمصدر الصورة أو المقال بسهولة، كما أنه يوفر قدرًا كبيرًا من الخصوصية وهو يتكون من نوافذ مختلفة ذات تصميم جذاب، ويتيح للمستخدمين الاطلاع على كمية كبيرة من الصور المميزة بشكل كبير ومميز.
اضف تعليقا