أصدرت مؤسسة الرئاسة الجزائرية بياناً يخص اعتذار ولي العهد السعودي محمد بن سلمان عن حضور القمة العربية المرتقبة والتي من المزمع عقدها في أوائل الشهر القادم نوفمبر 2022.

كما أكدت المؤسسة أن الاعتذار تم من جانب الأمير بسبب حالته الصحية قبل أن تصدر وكالة الأنباء السعودية بياناً تؤكد فيه سبب تأخر ولي العهد عن القمة المرتقبة التي تأتي في ظل توترات عربية على رأسها الخلافات المغربية الجزائرية.

وأشارت وكالة الأنباء إلى أن الأمير الشاب الذي بلغ الأربعينات من عمره لم يستطيع السفر بعد نصح الأطباء له وتخوفهم من ضغط الأُذن على الأُذن الوسطى خلال مسافات السفر البعيدة.

لكن ناشطون تعرضوا لتلك الأخبار مؤكدين أنه يكمن ورائها أسباب خفية لا يستطيع ولي العهد ولا إعلامه الإفصاح عنها، هي ما جعلته يعتذر عن لقاء القمة المرتقبة ومنها الهواجس التي تصيب محمد بن سلمان من انقلاب داخلي قد يتم حال خروجه خارج البلاد.. فكيف تمكنت هواجس محمد بن سلمان منه وما دلالة على ذلك؟!.

 

المُنقلِب والمُنقلَب عليه

بالعودة للوراء قليلاً وتحديداً في عام 2017 قبيل إعلان محمد بن سلمان ولياً للعهد بالمملكة العربية السعودية، دبر ابن الملك مكيدة للانقلاب على نظيره ولي العهد الأسبق محمد بن نايف وذلك من خلال أحد العسكر المقربين من الأخير.

تحدثت تقارير عن ذلك الانقلاب الذي نجح فيه محمد بن سلمان من خلال لواء يدعى عبد العزيز الهويريني والذي عمل تحت أمرة محمد بن نايف بعدما أصيب في تفجير نظمته “القاعدة” وتحدث إلى وزير الداخلية حينئذ وروى له كيف خرج من الموت المحقق، فأعجب به محمد بن نايف وجعله من المقربين له.

ومع مرور الوقت ازدادت ثقة بن نايف بالهويريني أكثر حتى جاءت ليلة الانقلاب والذي تأمر فيها الأخير مع محمد بن سلمان فتم استدراج محمد بن نايف إلى حفل ماجن وتم تصويره ومن ثم نقل محمد بن سلمان تلك الصور لأبيه الملك ليقوم بتشويه سمعة بن نايف.

وبالفعل أصدر الملك أوامره باستدعاء محمد بن نايف وأجبره على قبول إعفاءه من ولاية العهد وإلا فإنه سيفضحه أمام الجميع واتخذ قرار بأن يكون ولي العهد هو محمد بن سلمان الذي ما إن وصل إلى سدة الحكم ونكل ببن نايف وقام بتعذيبه وإذلاله.

 

هواجس الانقلاب 

عادة ما يشعر المتآمر بالحرص والحذر الزائد الذي يرتقي لدرجة الهاجس وهو ما تحقق عند محمد بن سلمان الذي انقلب على محمد بن نايف فبات يخشى من انقلاب وشيك عليه.

كما أن حدث القمة العربية بالجزائر جاء في الوقت الذي يخشى فيه محمد بن سلمان من الغضب الأمريكي بسبب قرار خفض إنتاج النفط ولذلك تعلل بوضعه الصحي كي لا يغادر المملكة.

علاوة على ذلك فإن بيان وكالة الأنباء السعودية هذه المرة جاء غريباً من نوعه في المملكة التي ينتابها الغموض وإخفاء التفاصيل.. فالبلد التي تخفي الحالة الصحية التي يمر بها العاهل السعودي الثمانيني من أين لها تلك الشفافية عن ولي العهد الأربعيني؟! فهو غريب من نوعه.

الخلاصة أن محمد بن سلمان المنقلب يخشى من الانقلاب عليه لذلك يصر على عدم مغادرة المملكة العربية السعودية متعللاً بوضعه الصحي.

اقرأ أيضاً : موسم الرياض.. انسلاخ مجتمعي وغسيل لسمعة المملكة!