يثير ولي العهد محمد بن سلمان جدلاً واسعاً بشأن محاولاته بناء صناعة سينمائية ضخمة في السعودية، رغم التحديات الثقافية والبيئية ورغم التكلفة الباهظة التي يتكبدها الشعب السعودي.
منذ سنوات، استحوذ بن سلمان على مئات الملايين من الدولارات لدعم هذا المشروع الضخم في العلا، حيث تُبنى مجمعات سينمائية بميزانيات هائلة وسط الصحراء.
هذا المشروع الذي يسعى لتحويل السعودية إلى وجهة عالمية لإنتاج الأفلام، أثار تساؤلات حول أولويات ولي العهد في استخدام أموال الشعب واستغلال الثروات العامة لتحقيق طموحات شخصية قد لا تحقق عائداً حقيقياً للبلاد.
تبديد الثروات باسم السينما
مع إنشاء مجمعات استوديوهات باهظة في العلا، تتجلى رؤية بن سلمان لتحدي هوليوود. فقد خصصت السعودية ميزانيات ضخمة لهذا المشروع، بينما يُعاني المواطنون من تردي الأوضاع الاقتصادية وارتفاع الأسعار.
ويستند هذا المشروع إلى جذب صناع السينما بتقديم خصم مالي يصل إلى 40٪ من النفقات، بينما يبدو أن الهدف الرئيسي ليس دعم الفن أو إثراء الثقافة السعودية بقدر ما هو إشباع طموحات شخصية.
وتتضح هذه الرؤية في دعم ولي العهد لإنتاج أفلام أجنبية مثل “Desert Warrior” بميزانية تجاوزت 140 مليون دولار، في وقت تحتاج فيه البلاد إلى مشروعات اقتصادية حقيقية تعود بالنفع على حياة المواطنين.
أحلام بن سلمان
يعاني مشروع بن سلمان السينمائي من عدة عوائق، منها صعوبة توفير بنية تحتية كافية، ودرجات الحرارة المرتفعة، إضافة إلى تحفظات الشركات الأجنبية تجاه العمل في بلد يفتقر لحرية التعبير ويعاني من قمع الحريات.
وتأتي جريمة اغتيال الصحفي جمال خاشقجي كأحد أبرز الأسباب التي تدفع العديد من الشركات العالمية للتردد في الدخول إلى السوق السعودي. على الرغم من محاولات ولي العهد لإغراء الشركات بالاستثمار، إلا أن المخاوف بشأن سمعة النظام وحقوق الإنسان تعيق التطور الحقيقي لهذا القطاع.
وبرغم هذه التحديات، يواصل بن سلمان دعم هذا المشروع الذي يبدو بعيداً عن تلبية تطلعات الشعب في تحسين معيشتهم.
الخلاصة أنه يتضح من سير المشروع أن ولي العهد أقل اهتماماً بتحقيق عوائد مالية أو إنشاء صناعة سينمائية محلية راسخة، وأكثر حرصاً على إثبات حضوره على الساحة العالمية بأفلام قد لا تعكس هوية وثقافة المجتمع السعودي.
ورغم الأموال الطائلة التي تُهدر على هذه المجمعات، فإن الشعب السعودي لا يزال بعيداً عن الاستفادة الفعلية منها. إن حلم بناء صناعة سينمائية سعودية قد يبدو جميلاً على الورق، لكنه في الواقع، لا يتجاوز كونه حلماً شخصياً لولي العهد يحقق فيه طموحاته الخاصة على حساب مصالح الشعب السعودي.
اقرأ أيضًا : أموال الإمارات في أوروبا.. استثمارات تُلطخها دماء الأبرياء
اضف تعليقا