ربما يُوجعك بعض الجمال ؛ ليس لشئ سوي أنه ما كان عدًلا أن تمر بنفس طرقاته و لا يعرفنك وقد لا تعرفه من فرط عدم تصديقك بحقيقة وجوده
مرّرت بنظري على أحدث ما قد تم نشره من مقالات ، كان هناك عنوان آخاذ كان كالتالي ” من الحب ما حرّر ”
ولجت إلى أسطر ذاك المقال ؛ الشعور موجع و الكلمات مهوّنة
الكاتب مُثقل و القصص مؤلمة
لكنني كنت أتوجع لشئ آخر ولا أنكر أنني تألمت لأبطال المقال
الذاكرة تعود بسرعة جنونية تكاد تفوق سرعة الضوء
عن حينها :
آذان الظهر يعلو؛ افترش سجادتي للصلاة
و أجلس بعدها لقراءة وردي من القرآن ؛ خطوات سريعة و تبدو أنه لا يرافقها خير أبدًا
” هاجر ، هاجر ”
إذًا فالأمر يخصني تمامًا ؛ أغلقت مصحفي و ارتديت نقابي
خرجت خارج الغرفة و تساؤلي يسبقني
” أيوة يا أبو سيف ؛ خير في حاجة ؟! ”
” إنتي مطلوبة القبض عليكي من أمن الدولة دلوقتي و انسي إنك ترجعي البيت تاني لحد ما الوضع يهدي ”
كانت تلك أول ما نطق به زوج بنت الخالة
ربما كان يجدر بي الخوف ؛ لكنني عدت إلي سجادتي و سجدت شكرًا لله
فاليوم وجدت شيئا يبيض وجهي إذا سألني أولادي يومًا عن هذه الأيام
بدأت الحرب عليّ من أمن الدولة ، أبي ، إخوتي ، خالاتي ، بناتهن وأزواجهن
كانت الحرب شرسة لدرجة أنني شككت في صدق طريقي ومنهاجي
شرسة لدرجة أنني لما قرأت فعل حبيبة كاتب المقال بكيت
هي – وإن كان طيفها – رافقته و آنسته و هوّنت و شدت أزره
أما عني رافقتني سباب والدي المتوالية فمثلًا كل نصف ساعة يتصل يكيل إلي السباب و يغلق في وجهي الخط
و صمت أمي ، و سكون أخي ، ولوم أختي الحاد اللاذع ،
أما الأّمر الغريب هو لطم خالتي وجهها
لا أخفيكم أمرا كنت أضحك ؛ فيزيد لطمها
فأحاول التماسك قدر ما أستطيع و أفشل أخيرًا فتخرج الضحكات تباعًا
لكنني لم أضحك لشئ سوي أنني حواء مغلفةً بالوحدة جدًا حد إنصهار أنوثتي لتصنع جدارًا يحميني
تنص سيناريوهات العالم أن المرأة تخاف فيشملها آدم بأمانه
إلا أنا ؛ كنت آدم نفسي وحواءها
بكيت لتلك المقالة وكأنني أبكي لنفسي ما حدث بالأمس
أبكيها لما حُرمت من صوت أمها نظرًا لأنه تم تحويلي اتصالاتي
الواردة لصالح زوار الفجر
أبكي لأنني لم أجد كفًا حنونًا يربت حينها علي كتفي
هم خائفون لا أنكر ذلك ؛ لكنني أستحق أن أُطمئن
أستحق كفًا آدميًا يمسح تلك العبرات التي تماسكت ولم تسقط خوفًا أن يُقال هُزمت
أما عن الكاتب و عني ؛ تشابهت ظروفنا و اختلفت مصائرنا
الآن أستطيع أن أقول أننا حواءات خيرٌ من كل آدم
سل السجون عنّا وعن انتظارنا أمام بوابات طرة ، العقرب ، أمام كل مقابر مصر شوقًا للقيا تدوم لـعشر دقائق فقط
سلها تُخبّرك اليقينا ؛ بأنا ذهب لآخر المجرة شوقًا للقياهم ، حُبًا في لحظات تعزلنا عن الواقع وتجمعنا بهم
لكنهم هيهات أن يشعروا ؛ إلا إن كانوا هم المكروبين
صدقًا نود لو أن نؤمن بكم ؛ إيمانًا يقينًا
لكنه أيضًا هيهات
اضف تعليقا