قالت صحيفة واشنطن بوست الأمريكية إن المملكة العربية السعودية ما زالت غارقة في العصور المظلمة، التي تداس فيها حقوق الإنسان، وتسحق حرية الرأي والتعبير.

وأشارت الصحيفة إلى أن انتهاكات حقوق الإنسان في المملكة تعطي سببا للتشكيك في الرؤية التي أطلقها ولي العهد الجديد محمد بن سلمان التي تعرف باسم رؤية السعودية 2030 حيث تتناقض مع ما جاء بها من طموحات لخلق دولة مزدهرة وحديثة.

وختمت الصحيفة تقريرها بالقول إن ملف انتهاك حقوق الإنسان في السعودية يعطي سببا للتشكيك في مدى التزام ولي العهد محمد بن سلمان بأهداف رؤية 2030.

ما ذهبت إليه واشنطن بوست يتماهى مع ما ذكرته منظمة العفو الدولية في تقريرها الصادر مطلع العام الجاري والذي وصفت فيه أوضاع حقوق الإنسان بالخطيرة بسبب الاضطهاد المستمر للمدافعين عن حقوق الإنسان في المملكة واعتبرت ما يحدث بها حملة صارخة تهدف إلى ردعهم عن الحديث بشأن أوضاع حقوق الإنسان في البلاد، والعمل من أجل ضحايا الانتهاكات.

وطالبت العفو الدولية في تقريرها بالإفراج الفوري وغير المشروط عن نشطاء حقوق الإنسان المحتجزين بسبب عملهم من أجل حقوق الإنسان.

وقالت لين معلوف، نائبة مدير قسم البحوث في المكتب الإقليمي لمنظمة العفو الدولية في بيروت: “إن سلسلة الاعتقالات الأخيرة أطلقت المخاوف من أن يكون عام 2017 مجرد عام مظلم آخر بالنسبة لحقوق الإنسان في السعودية، حيث تستمر السلطات في محاولاتها الرامية إلى قمع أي مظهر من مظاهر حركة حقوق الإنسان في البلاد.”

وأضافت: “إن نشطاء حقوق الإنسان في السعودية مهددون بالانقراض؛ إذ أنهم يختفون واحداً تلو الآخر-حيث يتعرضون للملاحقات القضائية أو السجن أو الترهيب لإسكاتهم، أو يُرغمون على العيش في المنفى-الأمر الذي يُظهر منهج عدم تسامح السلطات مطلقاً مع حرية التعبير.

الانتهاكات السعودية لحقوق الإنسان لم تتوقف عند حدودها لتمتد إلى جيرانها في اليمن، فمنظمة هيومن رايتس ووتش دعت مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة منتصف العام الماضي لتعليق عضوية السعودية لارتكابها انتهاكات جسيمة ومنهجية لحقوق الإنسان خلال فترة عضويتها بالمجلس.

وقالت “رايتس ووتش” في بيان لها بتاريخ 29 يونيو 2016 “إن المملكة وظفت موقعها في المجلس لتحصين نفسها في وجه المساءلة عن انتهاكاتها في اليمن” بعد شنها هجمات جوية عشوائية وغير متناسبة قتلت وجرحت العديد من المدنيين، وأنها “دأبت وبصورة متكررة، على استعمال الذخائر العنقودية المحرمة دولياً، بما في ذلك في المناطق المأهولة بالسكان المدنيين”.