في وقت مبكر من صباح الجمعة (14 مايو/أيار) صرح مسؤولون عسكريون إسرائيليون لوسائل الإعلام المختلفة أن القوات البرية [الإسرائيلية] تمكنت من اقتحام قطاع غزة، في خطوة بالتأكيد كانت ستؤدي إلى تصعيد كبير في الصراع الجاري بين إسرائيل وحركة حماس كما وصفته الصحف الأجنبية.

لكن بعد حوالي ساعة، وفي تصرف غير مفهوم تراجع المسؤولون الإسرائيليون عن تصريحاتهم، ليتضح للجميع أنه لم يكن هناك أي توغل بري إسرائيلي داخل غزة أو ناحيتها.

 الجيش الإسرائيلي نفسه قام بالتغريد في تمام الساعة 01:22 صباحاً حسب التوقيت المحلي بأن “القوات الجوية والبرية للجيش الإسرائيلي تهاجم حالياً قطاع غزة”، ليعتبر البعض أن هذا يعني وجود القوات البرية في غزة، بينما فسره آخرون على أن القوات تقوم بإطلاق النار على غزة، لكن حوالي الساعة 02:13 نفى الجيش الإسرائيلي ذلك قائلاً “لا توجد حاليًا قوات برية تابعة للجيش الإسرائيلي داخل قطاع غزة”، مما تسبب في تراجع المنافذ في جميع أنحاء العالم عن تقاريرها الأولية.

 مع بداية انتشار خبر التوغل البري، قام الصحفيين الأجانب المتواجدين في إسرائيل، بما فيهم صحفيو واشنطن بوست، بنقل الخبر على المنصات التابعة لهم، لينتشر الخبر في العالم كله باعتبار أن غزة تم اقتحامها من قبل القوات الإسرائيلية، ليتم تكذيب تلك الأخبار من قبل نفس المصادر الإسرائيلية التي أخبرت الصحفيين الدوليين أن سوء تفاهم قد وقع لكن لا يوجد أي تواجد بري في غزة.

 اللافت للنظر أن المصادر الإسرائيلية التي قامت بتسريب خبر تواجد الجيش الإسرائيلي البري في قطاع غزة لم تخبر به سوى الصحافة الدولية والصحفيين الأجانب، إذ لم يتلق الصحفيون الإسرائيليون نفس التصريحات من الجيش، وفقاً لصحيفة “هآرتس” الإسرائيلية.

 بالإضافة إلى ذلك، لم يقدم الجيش الإسرائيلي تفسيراً واضحا لسبب حصول المراسلين الأجانب على معلومات خاطئة.

 من جانبهم، يرى بعض المحللين أن هذا “الخطأ” كان مقصوداً، أو بمعنى أدق كان ضمن تكتيكات الحرب التي سعى الإسرائيليون لاتباعها لتوجيه ضربة قوية لحركة حماس في محاولة لشل حركتها بعد إيهامها أن الجيش البري في طريقه لاقتحام غزة، وبالتالي يقوم المقاتلون بالتمركز في أماكن معينة ويسهل على الإسرائيليين قصفهم.

 ما يدلل على ذلك أنه في الوقت الذي بدأت فيه الإنذارات الصحفية من وجود هجمات برية مباشرة، شن الجيش الإسرائيلي هجوما جويا على غزة شمل 160 طائرة وأكثر من 400 قنبلة استهدفت شبكة الأنفاق المتواجدة تحت الأرض التابعة لحماس.

 تم التأكيد على هذه النقطة في مقال نشر في جيروزاليم بوست، عنوانه، “هل أدى خداع الجيش الإسرائيلي إلى هجوم جوي مكثف على أنفاق حماس؟”، وجاء في المقال أن التكهنات أفادت بأن التغريدة الأولية باللغة الإنجليزية والتغطية الأجنبية للهجوم البري كان عبارة عن محاولة من جانب الجيش لدفع مقاتلي حماس للتجمع في الأنفاق وهم يجهزون أنفسهم لغزو بري على وشك الحدوث، مما يجعلهم أكثر عرضة للهجمات التي وجهتها القوات الإسرائيلية.

 الجدير بالذكر أنه على مدار الأيام القليلة الماضية تحولت فلسطين إلى ساحة حرب -إن جاز التعبير- حيث قامت حركة حماس بإطلاق وابلاً من الصواريخ تجاه القوات الإسرائيلية بسبب ما يحدث في القدس، وفي المقابل، ردت القوات الإسرائيلية على تلك الصواريخ بضربات جوية مدمرة على المناطق الحيوية والسكنية ما تسبب في وقوع عشرات القتلى من المدنيين الفلسطينيين في القطاع.

 للاطلاع على النص الأصلي من المصدر اضغط هنا