كتبه- هادي أحمد
سلطت صحيفة واشطن بوست الأمريكية، الضوء على الأسباب التي دفعت متطرفين للقيام بعملية إرهابية تستهدف مسجد الروضة بمدينة بئر العبد بشمال سيناء ما أدى إلى وقوع 235 شهيدا و109 مصابين، حسبما أعلن التليفزيون المصري .
وقالت الكاتب “أماندا إريكسون” إن تنظيم الدولة سبق أن هدد بالقضاء على المسجد وأتباعه في المجلة التي ينشرها مشيرة إلى غالبية الجماعات المتطرفة، على سبيل المثال تنظيم القاعدة لا يستهدفون المواقع الصوفية، على النقيض من تنظيم “داعش”.
يأتي ذلك في الوقت الذي لم تعلن أي جهة مسؤوليتها عن الهجوم، لكن قوات الأمن تحارب منذ عام 2013 جماعة موالية لتنظيم الدولة الإسلامية في شمال سيناء، تعد أحد الفروع الباقية من التنظيم بعد الهزائم التي ألحقتها به قوات تدعمها الولايات المتحدة في العراق وسوريا.
وإلى نص المقال
في حادثة هي الأكثر دموية في تاريخ البلاد، أقدم إرهابيون على قتل ما لا يقل عن 305 مصريا، عندما قاموا بتفجير مسجد الروضة المزدحم الواقع بمدينة بئر العبد بشمال سيناء، ثم أمطروا المصلين الفارين من الانفجار بوابل من النيران خارج المسجد.
وقال إبراهيم شتيوي “كان الأمر مروعا، كانت الجثث متناثرة على الأرض وخارج المسجد “.
وصدمت الهجمات المصريين لسبب آخر وهو أن استهداف المساجد أمر غير معتاد، في هذا الصدد يقول رجل دين في بئر العبد: “لا استطيع أن أصدق أنهم هاجموا مسجدا”.
لكن لكي نفهم سبب استهدف هذا المسجد، من المهم أن نفهم كيف يرى المتطرفون الإرهابيون السنة التصوف.
مجزرة مسجد الروضة
فالتصوف مذهب من الدين الإسلامي، يتجنب المادية، ويؤكد على البحث الداخلي عن الله، وأتباع الصوفية هم أصحاب الأدب الأكثر شهرة ومحبة في الإسلام، بما في ذلك قصائد “الرومي”، ويعزز الأتباع قيم التسامح والتعددية.
وقد يكون أتباع الصوفية من السنة أو الشيعة، على الرغم من أن الأغلبية من السنة، فهم يرون التصوف أقل من أن يكون طائفة، ولكنه طريقة حياة، تتضمن مجموعة من المعتقدات والممارسات التي تجعل أتباعه أقرب إلى الله .
وقال الإمام فيصل عبد الرءوف ” الأمر ليس أكثر من البعد الروحي، إنه الإسلام، ولكننا نركز على التأمل خلال حلقات الذكر، والتي تمكن المسلم من فتح قلبه، والخرافات التي يرددها الناس على الصوفية تشبه الأساطير التي يعتقدها البعض عن المسلمين.
وقد لخص الكسندر د. كنيش الباحث في الدراسات الإسلامية بجامعة ميشجان، مبادئ الصوفية على النحو التالي ” الحب والسلام والتسامح”.
وهو تفسير للإسلام يختلف جذريا عما يعتقده المتطرفون السنة، وكثير من المتطرفين يرون التصوف هرطقة وأتباعه من أهل الردة.
على الرغم من عدم ادعاء أي جماعة لهجوم يوم الجمعة، إلا أن المهاجمين حملوا رايات تنظيم الدولة المعروف إعلاميا باسم تنظيم “داعش”.
وقال “كنيش”: ” المتطرفون مستعدون لاستهداف المزيد والمزيد من المساجد الصوفية، فمعارضي الصوفية يرون الأضرحة والأولياء بمثابة الأصنام، ووجودهم وعبادتهم تنتهك المبدأ الرئيسي للإسلام، وهو تفرد الله بالعبادة”.
وعندما استولي تنظيم القاعدة على شمال مالي عام 2012، دمر مسلحون الأضرحة القديمة للأولياء الصوفيين في تمبكتو، وفي خريف 2016، ادعى تنظيم محلي لداعش أنه أعدم رجل دين صوفيا يبلغ من العمر 100 عام في مصر، وهو سليمان أبو حراز، وفي فبراير الماضي، هاجم مسلحون ينتمون إلى تنظيم الدولة المصلين الذين يأتون للصلاة على قبر أحد الحكماء الصوفيين في جنوب باكستان، وقتل أكثر من 80 شخصا.
هدم الأضرحة
ولا يعتقد أغلبية المتطرفين أنه يجب استهداف الصوفية، ففي مالي تصرف المهاجمون دون إذن من قادتهم وتم توبيخهم.
وبوجه عام، فقد تخلى تنظيم القاعدة عن شن هجمات على الصوفية على الرغم من وجود مجموعات ترغب في تدمير المواقع الصوفية، إلا أن تنظيم الدولة (داعش) يري الأمور بشكل مختلف.
فقد استهدفت عناصر تنظيم “داعش”، أتباع الصوفية، ويدخلونهم في زمرة الكفار.
وفي مقابلة مع مجلة يصدرها “داعش” في يناير، شدد أحد قادمة التنظيم في سيناء على كراهية الصوفية وأتباعها، ووصف مسجد الروضة بأنه إحدى المناطق الثلاثة التي يهيمن عليها الصوفيون، وتأمل الجماعة في القضاء عليها في المستقبل.
اضف تعليقا