يبدو أن اليمن على موعد مع كارثة جديدة في الأيام القليلة المقبلة بعد بدء انتشار وباء كورونا في البلاد بصورة لا يمكن السيطرة عليها في ظل النظام الصحي المتهالك التي تعاني منه اليمن التي مزقتها الحرب على مدار الأعوام الخمس الماضية، حيث تتزايد حالات الوفيات المصابة بأعراض كورونا بصورة كبيرة، وفي المقابل يتزايد إغلاق المستشفيات أيضاً، ما يدفع باليمن إلى حافة الهاوية.
نقلاً عن منظمة “أنقذوا الأطفال” الدولية فإن 385 شخصاً على الأقل لقوا حتفهم خلال الأسبوع الماضي بأعراض مشابهة لأعراض الإصابة بفيروس كورونا في مدينة عدن الجنوبية، مضيفة أن عدم القدرة على تشخيص المرض يضاعف من الكارثة المنتظرة.
وكانت منظمة “أنقذوا الأطفال” قد أصدرت بياناً الخميس حذرت فيه من الكارثة التي تقف اليمن على أبوابها بعد تزايد حالات الوفاة المصابة بأعراض فيروس كورونا، مؤكدة أن الوضع الحالي يثير مخاوف من أن الإصابات بالفيروس أعلى بكثير من الأرقام الرسمية.
حتى يوم الأربعاء، كان عدد الحالات المصابة بفيروس كورونا في عدن وفقاً للإحصاءات الرسمية 41 حالة بينهم 5 وفيات، ضمن 72 حالة إصابة في جميع المحافظات مع 13 حالة وفاة.
يرجع التباين الحاد في الأرقام جزئياً على الأقل إلى النقص الحاد في أدوات إجراء “اختبار الفيروس” في اليمن، أفقر دولة في العالم العربي.
من ناحيته قال إيرين تايلور، المتحدث باسم منظمة “أنقذوا الأطفال”: “إن 803 اختبارًا فقط قد تم إجراؤها حتى الآن، وأنبوبات الاختبار تنفد بالفعل”.
وأضاف تايلور إنه في المناطق الشمالية من البلاد، التي يسيطر عليها المتمردون الحوثيون، تم الإبلاغ عن عدد قليل من الحالات، ولكن عدم اجراء اختبارات كافية يعني أن عدد المصابين هناك من الممكن أن يكون أعلى بكثير.
يخشى العاملون الصحيون في عدن من الذهاب إلى المستشفيات بسبب نقص المعدات الوقائية اللازمة، ولهذا فمن الصعب القيام بإجراء الفحوصات المطلوبة أو أخذ عينات اختبار من الأشخاص المشتبه في إصابتهم بالفيروس، وعليه، فعلى مدار الأسبوع الماضي مات مئات المرضى بعد إصابتهم بأعراض مثل ضيق في التنفس وارتفاع في درجة الحرارة، تلتها إغلاق العديد من المستشفيات.
في سياق متصل، أعلن كزافييه جوبيرت، مدير منظمة “أنقذوا الأطفال” في اليمن، في بيان” فيروس كورونا تدفع هذا البلد إلى ما وراء حافة الهاوية”، وأضاف “تشير الوفيات المتزايدة في عدن إلى أن الفيروس ينتشر بشكل أسرع بكثير وأكثر من عدد الحالات المؤكدة… المستشفيات تغلق والمرضى يُبعدون أو يُتركون ليموتوا”.
منذ أكثر من خمس سنوات، يعاني اليمن من صراع بين الحوثيين المدعومين من إيران وبين الحكومة اليمنية المعترف بها دوليًا، والتي يدعمها تحالف دول المنطقة بقيادة السعودية بدعم من الولايات المتحدة، وعلى الرغم من محاولات عديدة لوقف إطلاق النار، لم يتوقف القتال، حتى مع ظهور تفشي الفيروس التاجي.
لقد عمقت الحرب الكوارث في اليمن، مخلفة أكبر أزمة إنسانية شهدها العالم، والتي تعتبر الآن الأكثر خطورة في العالم.
ما يقرب من 24 مليون شخص، أي ما يعادل من 80٪ من السكان، يعتمدون على المساعدات بسبب الفقر المنتشر، فضلاً على انتشار المجاعات والأمراض بسبب ضعف المناعة.
تضررت البنية التحتية الصحية في اليمن بسبب النزاع، حيث لم تستثن الغارات الجوية المستشفيات والعيادات، بل كان يتم استهدافها عمداً في كثير من الأحيان، ليعمل الآن نسف المرافق الصحية في البلاد، وبصورة جزئية.
وفقاً لـ “أنقذوا الأطفال” لا يوجد سوى 500 جهاز تهوية في البلد، كما لا يوجد سوى أربعة مختبرات فقط قادرة على إجراء اختبار “كورونا”، ومع تقلص مرافق العلاج، فمن المتوقع ارتفاع عدد المصابين بفيروس كورونا في البلاد.
وأشارت المنظمة إنه على الرغم من ان المستشفيين الحكوميين الرئيسيين في عدن لا يزالان مفتوحين، إلا أنهما لا يقدمان سوى خدمات الطوارئ، ويعالجان المرضى المصابين بالحمى العادية فقط، أما المرضى الذين تظهر عليهم أعراض الإصابة بالفيروس أو أي أمراض متعلقة بالجهاز التنفسي فلا مكان لهم في المستشفى، وهو ما تفعله المستشفيات الخاصة أيضاً، التي أغلق معظمها بالفعل، أما التي ما زالت تعمل فلا تعالج سوى الحالات المزمنة فقط.
من جانبه قال محمد الشماع مدير برامج إنقاذ الطفولة في اليمن في بيان “فرقنا على الأرض ترى كيف يتم طرد الناس من المستشفيات حتى مع تدهور الحالة الصحية لهم…نسمع عن عائلات فقدت اثنين أو ثلاثة من أحبائهم في الأسابيع القليلة الماضية”.
للاطلاع على النص الأصلي من المصدر اضغط هنا
اقرأ أيضاً: كارثة حقيقية .. اليمن لا تعلن عن أرقام الإصابات الحقيقية بفيروس “كورونا”!
اضف تعليقا