كشفت وثائق مسربة أن إيران كانت على اطلاع مسبق بموقف الرئيس الأمريكي دونالد ترامب من التوقيع على الاتفاق النووي، الذي ينص على تجميد طهران برنامجها النووي، قبل ستة شهور من الإعلان عنه.

وأظهرت الوثائق أن وزير الخارجية الإيراني جواد ظريف حذر فى رسالة – نشرها موقع ميدل إيست أي – وجهها لمفوضة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي، فيديريكا موجيريني من سلوك الإدارة الأمريكية، مشيرا إلى أن هذا السلوك يجعل الاتفاق النووي بلا معنى.

وقال الموقع إن الرسالة المسربة، أرسلت لـ”موجيريني” بعد شهرين من تولي دونالد ترامب الرئاسة فى 20 يناير 2017، وتحديدا فى 28 مارس 2017 أي بعد 15 شهرا من رسالة روحاني لأوباما.

“جواد ظريف” و “موجيريني”

 

أعذار واهية

وكتب ظريف في رسالته التحذيرية أن إيران لا يمكنها الاستمرار فى الالتزام ببنود الاتقاقية من جانب واحد، بينما يستمر أحد المشاركين الرئيسين فيها، بانتهاك الأحكام الرئيسية للاتفاق بشكل منهجي، من خلال التذرع بأعذار غير ذي صلة ودخيلة وواهية.

وأضاف ظريف أن الإدارة الأمريكية تتعامل بعدائية واضحة من شأنها جعل الاتفاقية بلا جدوى وغير متوازنة، وغير مستدامة”.

ولفت وزير الخارجية الإيراني إلى أن موقف أوباما من الصفقة ربما كان باهتا، ولكن بعد شهرين من إدارة ترامب بدا واضحا أن الإدارة الجديدة تهدف بخبث منذ البداية لمنع تطبيع التجارة مع إيران لحرمانها من تحقيق المكاسب الاقتصادية.

وذكر أن العقوبات المقترحة ضد إيران بجانب العقوبات الحالية، تخلق حالة من عدم اليقين غير المحدود فى المجتمع الاقتصادي العالمي حول مستقبل العلاقات مع إيران، ما يشكل انتهاكا واضحا للاتفاقية، الأمر الذي سيكون له عواقب وخيمة، وتحتفظ إيران بالحق فى اتخاذ التدابير اللازمة للرد على ما يعرضها للخطر ويؤثر سلبا على تنفيذ الاتفاقية بشكل متوازن.

وأشار الموقع إلى أن رسالة ظريف التحذيرية للمسؤولة الأوروبية تأتي على النقيض تماما من رسالة أخرى احتفالية بعثها الرئيس الحالي حسن روحاني، إلى الرئيس الأمريكي فى 16 يناير 2016 أي بعد توقيع الاتفاق النووي.

وتظهر الرسالتان وفقا للموقع مدى الانهيار الذي حدث فى العلاقات بين البلدين بالتزامن مع وصول ترامب لسدة الحكم، والتداعيات الخطيرة التي ربما تنتج بسبب سياسته نحو إيران.

وتُتهم إيران بانتهاك روح الاتفاقية النووية، ودعم الجماعات المسلحة فى منطقة الشرق الأوسط وتطوير تكنولوجيا لصنع صواريخ بعيدة المدى، ومع ذلك فقد توافقت الآراء المشاركة فى توقيع الاتفاقية أن القيادة الإيرانية الحالية تمثل أفضل فرصة للاتفاق الذي يجعل إيران بلدا خاليا من الأسلحة النووية.

“روجاني” و “ترامب”

 

سيناريو متوقع

من جانبه رأى محلل الشؤون الإيرانية “ماهان عابدين” أن رسالة ظريف تظهر مدى سرعة تحرك الإيرانيين فى العمل على افتراض جدية تهديدات ترامب حول إنهاء الصفقة.

وأضاف: “ما تخبرك به هذه الرسالة هو أن الإيرانيين توقعوا هذا السيناريو الذي بدأ يتكشف الآن، وقاموا بالأعمال التحضيرية قبل ستة أشهر”، مؤكدا أن إيران ستكون مستعدة على الأقل دبلوماسيا فيما يهمها ضربه.

وعن استراتيجية إيران فى المرحلة الحالية قال مؤسس ورئيس المجلس الوطني للعلاقات “الأمريكية – الإيرانية” تريتا بارسي، إن الإيرانيين لن يكونوا عدوانيين فى العلن، لأنهم لا يعتقدون أن لديهم قضية.

ورأى أن الايرانيين قرروا أن يلعبوا دور الطرف العاقل، عبر عدم إثارة الكثير من الضجيج حول انتهاكات ترامب للاتفاقية، بل جعل ترامب يضيف مزيدا من السوء لموقفه.