كشفت وثيقة مسربة لمدير عام مطار الملك عبدالعزيز الدولي في جدة عن مساوئ تنظيم موسم الحج لهذا العام خاصة في استقبال الحجاج بالمطار وإنهاء إجراءاتهم.

الوثيقة المسربة والتي تم نشرها عبر حساب “مجتهد” على تويتر تأتي بعد ساعات من تصريحات لأمير مكة ورئيس لجنة الحج خالد الفيصل والتي زعم فيها بنجاح موسم الحج لهذا العام.

ووفقا للوثيقة المسربة فإن أمير مكة أخبر المسؤولين في مطار جدة بوجود مشاكل ضخمة في المطار أبرزها إنزال أكثر من رحلة في صالة واحدة في نفس الوقت ما أدى إلى تكدس الحجاج بها.

ومن بين الملاحظات التي أبداها أمير مكة سوء تنظيم إنزال الحجاج إلى منطقة الجوازات وسوء التنسيق بين المشغل للصالة والجهات ذات العلاقة والبطء في إنهاء إجراءات الجوازات وتكدس الحجاج، وعدم توفير عربات لكبار السن بالعدد الكافي في الصالات، وتأخر وصول العفش للصالات وتعطل سير العفش، بالإضافة إلى تعطل التكيف في الصالات رقم 2 ، 5 ، 6 ، 8.

كما أشارت الرسالة المسربة إلى عدم وجود مياه مبردة في الصالات والمنطقة العامة فضلا عن تعطل إنهاء إجراءات وصول الحجاج والتي استغرق بعضها أكثر من 9 ساعات لإنهاء الإجراءات ما تسبب في تكدس الحجاج وبقائهم لساعات طويلة داخل تلك الصالات دون تكييف أو مياه مبردة.

وتثبت الوثيقة زيف تصريحات أمير مكة الذي أعلن في وسائل الإعلام نجاح المملكة في تنظيم موسم الحج في الوقت الذي أرسل فيه رسالة إلى مطار جدة يخبرهم فيه بوجود كوارث وقعت بحق حجاج بيت الله الحرام.

الوقائع التي سردتها الوثيقة المسربة لم تشر إلى الكثير من المشاكل التي واجهها الحجاج خلال أدائهم المناسك لهذا العام كونها موجهة إلى جهة رسمية إلى أخرى تخبرهم فيها عن المشاكل الموجودة في نطاقهم.

2015 عام المأساة

فالعام 2015 كان العام الأبرز في سوء تنظيم المملكة العربية السعودية لموسم الحج، حيث بدء الموسم بسقوط رافعة خلال تأدية الحجاج مناسكهم ما أدى إلى وفاة أكثر من مائة وإصابة أكثر من مائتي حاج.

كما شهد موسم الحج حادث اندلاع حريق في أحد الفنادق بمكة، ما دفع السلطات إلى إجلاء أكثر من ألف حاج من نزلاء الفندق الواقع بحي العزيزية.

لكن حادثة التدافع التي وقعت أثناء رمي الجمرات والتي أوقعت بحسب رصد لوكالة رويترز نحو ألفي شخص من جنسيات مختلفة كان بينهم 400 إيراني، كشفت عن سوء التنظيم الواضح من السعوديين القائمين على التنظيم.

كما أن تلك الوقائع كشفت في هذا العام عن مشاكل أعمق داخل المملكة العربية السعودية وهو ما دفع الكثير حينها للتساؤول حول إن كانت السعودية من الناحية التقنية ومع كل ما تملكه من ثراء قادرة على تأمين موسم الحج من عدمه.

حوادث سابقة

لم يكن العام 2015 هو الوحيد الذي يسقط فيه ضحايا خلال موسم الحج، ففي موسم الحج عام 2006 انهار فندق متداع في مكة المكرمة وأدى إلى وفاة 76 شخصا.

لم تمر أيام على حادثة انهيار الفندق لتقع حادثة مأساوية أخرى خلال تدافع الحجاج في موقع رمي الجمرات ليلقى 364 حاجا حتفه في منى.

وفي عام 2004، قتل 251 حاجا في تدافع بمنى في أول أيام رمي الجمرات.

وفي 1990 وقع تدافع كبير في نفق بمنى بعد ترجيحات بتوقف نظام التهوية داخله عن العمل، وحينها لقي نحو 1426 حاجا مصرعهم، ومعظمهم مات اختناقا.

وفي موسم الحج عام 1987 قمعت قوات الأمن السعودية مظاهرة محظورة للحجاج الإيرانيين، وقُتل في تلك الحوادث 402 من الحجاج بينهم 275 إيرانيا، حسب حصيلة رسمية سعودية.