قال هاميش فالكونر -الوزير البريطاني لشؤون الشرق الأوسط – إن سمعة إسرائيل كدولة ديمقراطية سوف “تتضرر بشدة” إذا مضى الكنيست قدما في اعتماد مشاريع القوانين والتي من شأنها أن تنهي كل تعاون الحكومة الإسرائيلية مع وكالة الإغاثة الفلسطينية الأونروا.

وقال فالكونر إن مثل هذه الخطوة في وقت تعتبر فيه الأزمة الإنسانية في غزة كارثية ومتفاقمة “لن تكون في مصلحة إسرائيل ولا تتصف بالواقعية”.

وتعد تصريحاته أقوى انتقاد لهذا القانون حتى الآن من قبل وزير في حكومة غربية، والذي قد يتم التصويت عليه في وقت مبكر من هذا الأسبوع ما لم يتدخل رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو.

وكان فالكونر يتحدث في الوقت الذي صدرت فيه سبع وزارات خارجية أوروبية، بما في ذلك المملكة المتحدة، بيان مشترك حثت فيه إسرائيل على إسقاط مشروع القانون المقترح، قائلة: “من الأهمية بمكان أن تكون الأونروا والمنظمات الأخرى التابعة للأمم المتحدة قادرة بشكل كامل على تقديم المساعدات الإنسانية ومساعداتها لأولئك الذين يحتاجون إليها أكثر، والوفاء بولاياتها بشكل فعال”.

جاءت هذه التصريحات خلال مؤتمر في لندن نظمته صحيفة هآرتس الإسرائيلية، مؤكدًا في حديثه أن التدابير التي اتخذتها حكومة حزب العمال حتى الآن لا تشير إلى أي تراجع في دعم الحزب لدولة إسرائيل، لكن تصريحاته كانت حادة مثل أي تصريحات أدلى بها وزير من حزب العمال.

وقال: “نحن قلقون للغاية بشأن التشريع الذي ينظر فيه الكنيست الإسرائيلي حاليًا والذي من شأنه أن يقوض الأونروا بشكل خطير… إنه ليس في مصلحة إسرائيل ولا واقعي”، وتابع “نظرًا للدور الحيوي الذي تلعبه الوكالة في تقديم المساعدات والخدمات الأساسية في وقت حيث يجب أن تصل المزيد من المساعدات إلى غزة، فإن اتخاذ المشرعين خطوات من شأنها أن تجعل توصيل الغذاء والمياه والأدوية والرعاية الصحية أكثر صعوبة يشكل ضررًا عميقًا لسمعة إسرائيل الدولية كدولة ديمقراطية”.

وأضاف: “إن المجتمع الدولي واضح في أن الأونروا والمنظمات الإنسانية الأخرى يجب أن تكون قادرة تمامًا على تقديم المساعدات”.

وتحدث فالكونر عن زيارته للحدود بين مصر وغزة، لافتًا أن وصول المساعدات الإنسانية إلى غزة غير كافٍ تمامًا، مضيفًا “لقد رأيت بنفسي آلاف الشاحنات تنتظر عبور الحدود… كان بعضها منتظرًا هناك منذ أشهر… كانت هناك مستودعات مليئة بالمواد الأساسية للحياة مثل المعدات الطبية وأكياس النوم والقماش المشمع لفصل الشتاء، في الوقت ذاته، كانت هناك هجمات متكررة على القوافل الإنسانية ومستوى المساعدات التي يُسمح لها بالدخور منخفض للغاية”.

وشدد على أنه يجب على الحكومة الإسرائيلية اتخاذ جميع الاحتياطات اللازمة لتجنب وقوع إصابات بين المدنيين، لضمان تدفق المساعدات إلى غزة وبكل حرية عبر جميع الطرق البرية الإنسانية”.

وانتقد عدم مساءلة المستوطنين الإسرائيليين المتطرفين على الهجمات العنيفة التي يتم شنها ضد المواطنين الفلسطينيين في الضفة الغربية، محذرًا من أن خطر التصعيد الإضافي ستكون عواقبه وخيمة، داعيًا إلى التهدئة واتخاذ القرارات الحكيمة، حيث أكد أن الأزمة لن تُحل بالحلول العسكرية.

للاطلاع على النص الأصلي من المصدر اضغط هنا