سافر وزير الخارجية الألماني “هايكو ماس”، الخميس، إلى ليبيا من أجل لقاء اللواء المتقاعد “خليفة حفتر”، في محاولة لدعم الجهود الرامية لضمان وقف إطلاق النار في هذا البلد العربي.

وقبل توجهه إلى بنغازي شمال شرقي ليبيا، قال “ماس”: “من خلال عملية برلين لدينا الفرصة الأفضل منذ فترة طويلة لإتاحة البدء في مباحثات السلام لأجل ليبيا”.

ذكر “ماس” أنه “منذ شهور نتفاوض بشأن الطريقة التي يمكننا من خلالها وقف التدفق المميت للسلاح والمقاتلين من الخارج إلى ليبيا. وللتوصل لاتفاق حول هذا الأمر، أحضرنا جميع الأطراف الفاعلة ذات الصلة إلى طاولة مؤتمر برلين المقرر الأحد”.

وقالت وزارة الخارجية الألمانية أن “ماس” سيجري المباحثات المقررة مع “حفتر” بناءً على تكليف من وزراء خارجية دول الاتحاد الأوروبي.

وأضاف “ماس”: “رسالتنا واضحة: هذا النزاع لا يمكن كسبه عسكريا بالنسبة لأي أحد”.

ولفت إلى أن وجود نافذة تنفتح حاليا من أجل تحرير النزاع من أي نفوذ دولي.

كما أوضح أنه يمكن بذلك تمهيد الطريق لعملية سياسية ولمفاوضات داخلية بليبيا حول نظام ما بعد الحرب تحت رعاية المبعوث الأممي لليبيا “غسان سلامة”.

وتابع “ماس” قائلا: “آمل أن تدرك الأطراف هذه الفرصة في إعادة مستقبل ليبيا مجددا إلى الأيادي الليبية”.

ورأى أن تحقيق ذلك يحتاج حاليا إلى الاستعداد لهدنة حقيقية وإلى مشاركة طرفي النزاع في صيغ الحوار التي اقترحتها الأمم المتحدة.

واستطرد: “هذا ليس توقع وزراء خارجية دول الاتحاد الأوروبي فحسب، إنه هو في مصلحة الشعب الليبي في المقام الأول”.

ويزور “ماس” ليبيا قبل يومين من انعقاد مؤتمر برلين في العاصمة الألمانية، الأحد؛ بهدف بحث سبل إيجاد حل للأزمة الليبية وضمان وقف إطلاق النار.

ودعت برلين 11 دولة للمشاركة في المؤتمر، هي: الولايات المتحدة وبريطانيا وروسيا وفرنسا والصين وتركيا وإيطاليا والإمارات ومصر والجزائر والكونغو، بجانب “حفتر” ورئيس حكومة “الوفاق الوطني” الليبية المعترف بها دوليا “فائز السراج”.

وأفادت وسائل إعلام بأن “السراج” أكد حضوره المؤتمر، فيما لم يصدر عن “حفتر” موقف بهذا الخصوص حتى الساعة.

وبمبادرة تركية روسية، يتواصل منذ الأحد، وقف هش لإطلاق النار بين قوات الحكومة الليبية وقوات “حفتر”، الذي ينازع الحكومة على الشرعية والسلطة في البلد الغني بالنفط.

وتشن قوات “حفتر”، منذ 4 أبريل/نيسان الماضي، هجوما للسيطرة على طرابلس، مقر حكومة “الوفاق”؛ ما أجهض جهودا كانت تبذلها الأمم المتحدة لعقد مؤتمر حوار بين الليبيين.