تعرض”وزير الخارجية البريطانيبوريس جونسون” لانتقادات لاذعة بسبب تصريحاته المسيئة عن انتشار الجثث في شوارع مدينة سرت الليبية ومكان وطريقة مقتل القذافي.

جاء ذلكخلال مؤتمر لحزب المحافظين المنتمي إليه”بوريس جونسون”، ردا على سؤال عن دوره كوزير خارجية بريطاني في ليبيا، فأجاب قائلا: “هناك مجموعة من رجال الأعمال البريطانيين الرائعين الذين يريدون الاستثمار في سرت، على نفس الساحل الذي قتل القذافي بالقرب منه كما رأى بعضكم”.

وأكمل قائلا: “إن لديهم مخططا رائعا ليجعلوا من سرت دبي أخرى بالتعاون مع المحلية في سرت، وأن الشيء الوحيد الذي عليكم فعله لاستقبال هؤلاء المستثمرين الرائعين هو رفع وتنحية جثث القتلى جانبا”.

تصريحات “جونسون” تسببت في غضب بين الجالسين، وتعالت الدعوات لتجريده من الوزارة حتى من بين أعضاء حزبه، حيث قالت هايدي ألين عضو البرلمان عن حزب المحافظين إن “بوريس لابد أن يعزل بسبب هذا التصريح وهو لا يمثلني”.

فيما قالت سارة وولاستون”إن على جونسون أنيراعي منصبه” وإن “إطلاق النكات على مئات القتلى سيكون سخيفا حتى من ممثل كوميدي، وإنني أشعر بالفزع إذ أسمع تصريحات كهذه من وزير خارجية بلادي”.

فيما هاجم حزب العمال المعارض تصريحات “جونسون” وطالب بإقالته من الحكومة، ووصف تصريحاتهبأنها “قاسية بشكل لا يصدق”.

وكانت مدينة سرتالليبية، قد شهدت معركة دامية، بين القوات الليبية وقوات تنظينم داعش، وقوات مؤيدة للجنرال الليبي خليفة حفتر، وقتل الآلاف فيها.

من جانبه دافع “بوريس” عن كلامه قائلا”أولئك الذين ينتقدونني لا يفهمون طبيعة ليبيا”.

وأضاف “في الحقيقة إن نقل جثث قتلى داعش أصبح أصعب من نقل الألغام والعبوات الناسفة، ولهذا فإن بريطانيا تدعم إعادة الإعمار في ليبيا، ولهذا زرت ليبيا مرتين خلال السنة الماضية”.

ومن الجدير بالذكر أنه تم التشكيك مسبقا في أهلية “بوريس جونسون” لأسباب عدة من بينها تصريحاته غير اللائقة المعتادة مما يدل على عدم فهمه الجيد للدور الذي يقوم به.

وقد كان “بوريس” أحد الذينقادوا حملات لدعم خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي على الرغم من دعمه مسبقا لبقاء عضويتهم، وقد ظل طوال الحملة يحذر من انضمام تركيا للاتحاد الأوروبي ومن تدفق اللاجئين من تركيا إذا حصلت على عضوية الاتحاد الأوروبي”.

وبعد الاستفتاء ذهب بوريس إلى أنقرة ليخبر الحكومة التركية أنه دعم موقفها في الانضمام للاتحاد الأوروبي.

وقد خاطر جونسون كذلك عندما كتب قصيدة بذيئة عن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في مجلة ذا سبيتاكور، حيث عمل جونسون كمحرر مسبقا، والذي أنشأ مسابقة شعرية عن أكثر قصيدة مسيئة للرئيس التركي حيث فاز جونسون بجائزة قدرها 1000 جنيه استرليني.

ويعرف جونسون بقيادته لحزب المحافظين وتطلعه لرئاسة الوزراء، وقد عبر بعض المعلقين أن تيريزا ماي رئيسة وزراء بريطانيا تعتبره غير قابل للتنحية نظرا لأهميته الحزبية، إلا أن تخبطه الأخير قد يجعلها تغير وجهة نظرها، بحسب مراقبين.