كشف وزير الدولة السابق بوزارة الخارجية السودانية “كمال إسماعيل”، تفاصيل الاجتماعات التي أسفرت عن مشاركة قوات بلاده في التحالف العربي باليمن.

وقال خلال لقاء مباشر بثه تليفزيون “الشروق” (خاص مقرب من الحكومة)، إن قوات بلاده لم تشارك ضمن التحالف العربي لاستعادة الشرعية في اليمن، من أجل دافع مادي، مشددًا على أن حكومة بلاده “لا تتاجر بأرواح أبنائها”.

وكان “إسماعيل” موجودًا على رأس عمله بالخارجية السودانية وقت اتخاذ بلاده قرارًا بإرسال قوات إلى اليمن، في 2015، وشارك في بعض الاجتماعات التي بحثت القرار.

وأضاف أن “موقف المشاركة (في التحالف العربي) بُني على حيثيات، ومبدأ قائم على (وجود) تهديد للأمن العربي واستعادة الشرعية، ولم نشترط دفع مقابل مادي من أجل المشاركة، ولا يوجد اتفاق معلن أو غير معلن يقضي بتلقينا مبالغ مالية نظير مشاركة جنودنا”.

ومضى قائلا: “كانت مبررات المشاركة ضمن التحالف مقنعة لنا، ولو قبلنا بدفع مبالغ مالية نظير أرواح جنودنا نكون غير محترمين”، وفق قوله.

وأرجع الوزير السابق، ربط البعض المقابل المادي بمشاركة القوات السودانية في اليمن إلى “أزمة المحروقات التي يشهدها السودان منذ نحو شهر”.

ويعاني السودان، من أزمة خانقة في المواد البترولية دخلت شهرها الثاني، تزامنا مع دخول مصفاة الخرطوم فترة الصيانة السنوية الدورية.

وأشار “إسماعيل” إلى أن “الجهات المختصة في وزارة الدفاع تدرس الآن معدل الخسائر ووجود الحيثيات التي بني عليها قرار إدخال القوات السودانية ضمن التحالف، هل هي موجودة حتى الآن؟ هل تغيرت؟ وهل الأمر يقتضي تغير وجهة النظر السودانية؟”.

واستدرك قائلًا: “يمكن أن تصل وزارة الدفاع في دراستها وتقيمها لوضع القوات في اليمن لقرار استمرار القوات أو انسحابها”.

وكانت أعلنت وزارة الدفاع السودانية، الأربعاء الماضي، أنها تُقَيّم إيجابيات وسلبيات مشاركة قواتها في الحرب الدائرة باليمن.

ومنذ 26 مارس 2015، ينفذ التحالف العربي (السودان عضو فيه وتقوده السعودية)، عمليات عسكرية في اليمن، دعمًا للقوات الحكومة، في مواجهة مسلحي الحوثي، المتهمين بتلقي دعم إيراني، والذين يسيطرون على محافظات يمنية، بينها العاصمة صنعاء، منذ عام 2014.

ولم يعلن السودان رسميًّا عن تعداد قواته المشاركة في عمليات التحالف، لكنه سبق أن أبدى استعداده لإرسال 6 آلاف جندي إلى اليمن.

وخلال الأيام الماضية، تزايدت دعوات أحزاب وبرلمانيين سودانيين، لسحب قوات جيش البلاد من اليمن، حفاظًا على أرواح جنوده، ولتأثير هذه المشاركة على العلاقات بين الشعبين اليمني والسوداني.