كشفت وسائل إعلام عبرية عن دور وزير الخارجية الأمريكي، أنتوني بلينكن، في تعطيل مفاوضات وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى بين إسرائيل وحماس في قطاع غزة. وفقًا لما نقلته صحيفة “يديعوت أحرونوت”، ألقى بلينكن بظلال سلبية على المفاوضات بعد تصريحاته التي أفادت بأن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو قد قبل بالمقترح الأمريكي، محملًا حركة حماس مسؤولية تعطيل الصفقة.

واعتبرت المصادر الإسرائيلية المطلعة أن بلينكن ارتكب خطأً كبيرًا من خلال تصريحاته، واصفة إياها بأنها تعكس سذاجة وعدم فهم عميق للواقع. وذكرت هذه المصادر أن تصريحاته لم تكن سوى محاولة لبث التفاؤل لتحقيق مكاسب سياسية داخلية في الولايات المتحدة، حيث تزامنت مع مؤتمر الحزب الديمقراطي في شيكاغو. ومع ذلك، أكدت المصادر أن كبار المسؤولين الإسرائيليين في فريق التفاوض شعروا بالإحباط من تلك التصريحات، معتبرين أنها أضرت بفرص التوصل إلى اتفاق.

من جانب آخر، أشارت المصادر إلى أن إصرار إسرائيل على نشر قواتها على طول محور فيلادلفيا، الذي يفصل قطاع غزة عن مصر، كان أحد العقبات الرئيسية التي تعترض طريق أي اتفاق. واعتبرت أن تصريحات بلينكن بدت وكأنها تدعم هذا الموقف الإسرائيلي، مما أثار استياء حماس والمصريين، وأدى إلى تعقيد المفاوضات.

بلينكن، عقب لقائه مع نتنياهو في تل أبيب، أكد أن إسرائيل وافقت على المقترح الأمريكي، محملًا حماس مسؤولية إفشال المفاوضات. إلا أن حماس ردت بأن تصريحاته تنم عن انحياز واضح لنتنياهو. وأشار نتنياهو في تصريحات لاحقة إلى أن إسرائيل لن تتخلى عن سيطرتها على محور فيلادلفيا وممر نتساريم، رغم الضغوط الدولية المتزايدة، مما زاد من تعقيد الوضع.

في السياق نفسه، نقلت صحيفة “تايمز أوف إسرائيل” عن مسؤول عربي، أن عقد اجتماع في القاهرة سيكون بلا جدوى ما لم تمارس واشنطن ضغوطًا على نتنياهو. وأكدت الصحيفة أن دعم بلينكن لنتنياهو وضع حماس في موقف صعب، حيث ظهرت على أنها المعطل الرئيسي للصفقة، مما أثار تساؤلات حول جدوى التدخل الأمريكي في هذه المرحلة الحرجة.

يستمر جيش الاحتلال الإسرائيلي في شن حربه على قطاع غزة منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول، ما أدى إلى مقتل الآلاف، معظمهم من النساء والأطفال، وتدمير البنية التحتية في القطاع، وسط حالة من الجمود في المفاوضات ومحاولات التوصل إلى وقف لإطلاق النار.

اقرأ أيضًا : الاقتصاد الإسرائيلي يتراجع بعد 10 أشهر من الحرب على غزة