استولى محمد بن سلمان ولي العهد السعودي على الحكم في المملكة من خلال الانقلاب على ابن عمه الأمير محمد بن نايف وفرض على السعودية قبضة أمنية صارمة وقام باعتقال الآلاف.
افتتح سجله باغتيال الصحفي السعودي في واشنطن بوست جمال خاشقجي عندما أرسل له فرقة الموت التي قضت عليه بعد استدراجه إلى قنصلية بلاده في مدينة إسطنبول التركية وقاموا بتقطيع جثته.
أما خارجياً فقد اتخذ محمد بن سلمان قرار الحرب على اليمن سعياً منه إلى استعراض القوة ونهب موارد الدولة لكنه فشل في ذلك على الرغم من امتلاكه كل معايير القوة وبسط النفوذ.
مؤخراً اقحم محمد بن سلمان نفسه في النزاع الدائر في السودان بين قوات الجيش النظامي بقيادة الجنرال عبد الفتاح البرهان وبين قوات الدعم السريع والتي يرأسها محمد حمدان دقلو حميدتي.. فما هي دوافع محمد بن سلمان لتصدر ذلك المشهد؟!
ذو الوجهين
منذ منتصف إبريل الماضي يدور صراعاً مسلحاً بين رئيس المجلس الانتقالي الجنرال عبد الفتاح البرهان وبين قائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو حميدتي والذي راح ضحيته المئات علاوة عن نزوح الآلاف من أبناء الشعب السوداني.
عرضت السعودية الوساطة في مفاوضات بين الطرفين على الرغم من كونها تميل إلى كافة عبد الفتاح البرهان وقد تسبب ذلك في خرق كلا الطرفين أي هدنة أقيمت من ذلك الحين حتى الآن.
لكن الإعلام السعودي احتفى بحنكة وروية ولي العهد محمد بن سلمان الذي يسعى للإصلاح ولحقن الدماء العربية في السودان لكن على الجهة الأخرى كان محمد بن سلمان يعيد تلميع سفاح سوريا الذي قتل الآلاف وشرد الملايين وقصف شعبه بالأسلحة الكيماوية المحرمة دولياً.
غسيل سمعة
بعيداً عن لعبة “حقن الدماء” التي روج لها الإعلام السعودي وهي لن تنطوي على كل من يعرف إجرام محمد بن سلمان فإنه قد وجد فرصة سانحة لغسل سجله الإجرامي عن طريق حرب السودان.
بن سلمان الذي عرفه العالم أجمع قاتل خاشقجي والذي ينفذ أحكام الإعدام بلا هوادة والذي اعتقل الآلاف من الناشطين والمدافعين عن حقوق الإنسان وأساتذة الجامعات والصحفيين والدعاة والمصلحين يريد أن يظهر في زي المصلح الذي يحاول حقن الدماء في السودان.
علاوة عن ذلك فإن تقارير أكدت أن مصالح محمد بن سلمان الذي قصف أبناء اليمن في البحر الأحمر هي من جعلته يهرع إلى محاولة إيجاد حل للحرب في السودان لا من أجل حقن الدماء.
الخلاصة أن محمد بن سلمان يحاول أن يظهر في زي الحاكم الإصلاحي الذي يريد أن يحقن دماء أهل السودان وهو من أراق دماء أهل اليمن علاوة عن ذلك فهو يسعى للحفاظ على مصالحه في البحر الأحمر.
اقرأ أيضًا : سئ السمعة.. كيف يحاول ولي العهد السعودي تحسين صورته؟
اضف تعليقا