في عام 2014 وصل حزب بهاراتيا جاناتا للسلطة في الهند، ومنذ ذلك الحين وارتفعت حدة العنصرية والتمييز وتم اضطهاد الأقلية المسلمين، كان أخرها أحداث مارس / آذار الماضي حينما تم انتخاب نفس الحزب للولاية الثانية.

 

حيث اقتحمت مجموعات كبيرة من المتطرفين الهندوس عدد من المدن والقرى المسلمة، وقامت بأعمال قتل وتخريب وتمت الدعوة علناً لقتل المسلمين، ومقاطعتهم اجتماعياً واقتصادياً.

 

ليس ذلك فحسب، فقط هاجمت شخصيات مسؤولة بالحزب رموز المسلمين، وقامت باستفزازات جسيمة كالتطاول على رسول المسلمين سيدنا محمد ﷺ، ما أدى إلى مسيرات غاضبة قمعتها الشرطة الهندية وأدت إلى مقتل عدد من المسلمين.

 

وبالتالي فإن التحريض لا يأتي من أفراد من العوام، ولكنه منهج ينتهجه أعضاء ومسؤولي حزب بهاراتيا جاناتا بالتحريض على المسلمين، حتى أنهم اتهموا المسلمين بالتسبب في فيضانات مدمرة اجتاحت البلاد، وارتكزت على هذا الادعاء في القبض على عدد المسلمين.. فكيف تؤجج الحكومة الهندية والحزب الحاكم الفتنة بين المسلمين والهندوس؟! وكيف تواطأت بعض الحكومات العربية في تلك المؤامرة؟!.

 

 

حجة واهية! 

اجتاحت فيضانات عارمة ولاية آسام شمال شرقي الهند، وخلفت قتلى وجرحى ودماراً كبيراً، لكن الهندوس ادعوا أن السبب في ذلك الدمار هم المسلمين لذلك قامت الشرطة الهندية بالقبض على شخص يدعى حسين لاسكار، والذي عمل لفترة طويلة في القطاع الإنشائي، وشارك في بناء بعض السدود.

 

ويحكي لاسكار أنه تفاجأ بعد أيام قليلاً من الفيضانات بقوة من الشرطة، تقتحم منزله فجر الثالث من يوليو/ تموز الماضي، وقبضت عليه بتهمة الإضرار بالممتلكات العامة، وتحديداً أحد السدود التي شارك في بنائها وبناءاً عليه تم حبسه لمدة عشرون يوماً منعزلاً عن العالم الخارجي.

 

وبعد إطلاق سراحه بكفالة مالية تفاجأ لاسكار بعاصفة على مواقع التواصل الإجتماعي، تهاجمه وتتهمه بالإضرار بالسدود والتي عمل بها لمدة 16 عاماً متواصلة حتى أنه صرح لوكالة “بي بي سي”، أنه أصبح يخشى الخروج من منزله وقد منع أولاده من الذهاب للمدرسة، خشية الجموع الغاضبة أن تفتك بهم، كذلك أقر أنه يذهب متخفياً لقضاء حاجيات المنزل.

 

وعند الحديث عن الفيضانات المدمرة التي خلفت 195 قتيل تقريباً، فإنها تنتج بشكل موسمي بسبب الأمطار، وقد والتي جاءت غزيرة نسبة ما عن ما قبلها، وهو ما أقره بعض الخبراء الهنود.

 

علاوة على ذلك فإن ولاية آسام تشتمل على 4000 كيلو متر من السدود، والتي اعترف الخبراء أن أغلبها هش وآيل للسقوط، وقد حدث الفيضان هذا العام بعد تصدع سداً في منطقة تدعى بيثوكاندي بمدينة سيلشار.

 

إذاً فإن الحكومة الهندية تتخفي خلف رداء العنصرية، وتخفي فشلها في إنقاذ مدنها من الفيضانات عن طريق إلقاء الاتهام على المسلمين الأقلية، التي تحرض عليهم منذ وصولها للحكم.

 

 

تواطؤ عربي 

 

وفي هذا العام ارتفعت حدة التحريض من قبل الحزب الحاكم الهندي بقيادة رئيس الوزراء مودي، خاصة بعد التطاول على الرسول ﷺ ما أدي إلى غضب عارم بعدة عواصم عربية وإسلامية خرجت للتعبير عن استنكارها للواقعة.

 

كما قامت عدة حكومات بإدانة تلك التصريحات المسيئة، لكن موقف حكومة الإمارات العربية المتحدة بدا غريباً ومستفزناً لمشاعر المسلمين، بيد أن الرئيس الإماراتي محمد بن زايد قام في خضم الأحداث واشتدادها باستقبال رئيس الوزراء الهندي مودي استقبال الملوك.

 

وقد دعا هذا الاستقبال رئيس الوزراء الهندي إلى شكر الرئيس الإماراتي، وهو من قلده وسام “بن زايد” من قبل، تقديراً على مجهوداته كما ادعى محمد بن زايد آنذاك وهو أعلى وسام تمنحه الإمارات إلى الرؤساء والملوك.

 

الخلاصة أن حكومة الهند مازالت تحرض على الأقلية المسلمة في البلاد، وتتهم المسلمين اتهامات واهية من أجل التنكيل بهم، كما أن المسلمين في الهند أصبحوا يخشون على أنفسهم من الغضب الهندوسي، في ظل تواطؤ دولة الإمارات العربية المتحدة التي تستقبل المحرض على المسلمين استقبال الملوك.

 

اقرأ أيضاً : استفزازات متواصلة لمشاعر المسلمين.. مسئول هندي يتسبب في سخط كبير لتطاوله على الرسول ﷺ