الجيش المصري لا يحب الإعلام ، هذا ملخص وضع الإعلام في مصر، منذ الانقلاب العسكري وما قبله، بدأت قصة صدام السيسي مع الإعلام في 2013، بتسريب لوزير الدفاع المصري آنذاك، عبد الفتاح السيسي، الذي قال إن الجيش يشرع ساعتها في إنشاء وترويض أذرع إعلامية ممتدة في وسائل الإعلام للسيطرة على محتواه، تجبرها على السير على السطور التي وضعها من أجل إتمام خارطة الطريق لتظهر قناعة الرجل حول الإعلام بقوله إن الإعلام يحتاج لضبط إيقاع.

لذلك تخلص عبد الفتاح السيسي الأيام الماضية من بعض رموز الإعلام في مصر المحسوبين على الفريق أحمد شفيق، الذي يتوقع أن ينافس السيسي في الانتخابات الرئاسية المقبلة.

وائل الابراشي

ومنذ أسابيع قليلة أوقف السيسي برنامج وائل الإبراشي خاصة وأن المذيع الذي يقدم العاشرة مساء اعتاد استضافة أحمد شفيق في برنامجه ومنحه الحق لمهاجمة السلطة الحالية واتهامه السيسي بالتفريط في جزيرتي تيران وصنافير.

عبدالرحيم علي

عبد الرحيم علي، المقرب من جهاز المخابرات العامة، والممول من الإمارات بشكل واضح والذي يلعب في مساحة متضادة لمساحات المخابرات الحربية وتوجهات عباس كامل ، هو الآخر طاله أذى السيسي حيث تعرض لحملة تشويه غير مسبوقة في وسائل الإعلام  المؤيدة للسيسي، بالإضافة إلى حملة توقيعات داخل مجلس النواب لإسقاط العضوية عنه، استغلالا لتقرير هاجم فيه النظام بسبب السماح لوزير الداخلية الأسبق حبيب العادلي بالهروب من حكم قضائي.

إبراهيم عيسي المحسوب على جهاز الأمن القومي

في الوسط الإعلامي، يعرف الجميع الجهة التي تحرك إبراهيم عيسى في الإعلام ، لا المخابرات العامة ولا المخابرات الحربية ولا أمن الدولة، إنما جهاز الأمن القومي، وهو جهاز استخباراتي يعمل مستقلا بعيدا عن كل الأجهزة السابقة.

ومع ارتفاع صوت عيسى بضرورة التوقف عن تعديل الدستور، جاء القرار من عباس كامل بإغلاق البرنامج وتهديد طارق نور بغلق القناة بالكامل إذا لم يتم الاستجابة لرغبة السيسي.

تطويع الإعلام قبل وصول السيسي للسلطة

 حتى قبل وصول عبدالفتاح السيسي إلى السلطة، حينما كان وزيرا للدفاع وبعدها حينما كان مرشحا للانتخابات الرئاسية ، استطاع الرجل بأجهزته الأمنية أن يطوع الاعلام له وظهر ذلك حينما تم تسجيل كل المقابلات التي أجرتها قنوات تلفزيونية كبيرة خاصة مع السيسي.

في حين كانت اللقاءات مع حمدين صباحي، في استوديوهات على الهواء مباشرة مع محاورين من الطراز الاستقصائي المقاتل المعتاد، حيث عنفوه بشأن برنامجه الرئاسي وتصريحات كان قد أدلى بها مؤخرا.

بل إن السيسي حينما كان وزيرا للدفاع، كان مما أصدره بعد الانقلاب هو إغلاق صحيفتين وتسع محطات تلفزيونية خاصة مؤيدة لمرسي تبث من داخل مصر.

نهاية إعلاميين آخرين 

طالت القائمة إعلاميين آخرين قبل وصول السيسي إلى السلطة كان على رأسهم  ريم ماجد وعلاء الأسواني ويسري فودة فضلا عن بلال فضل وجمال الجمل.

تأميم الصحف والمواقع

وسبق وفقا لبيان المرصد العربي لحرية الإعلام أن انتهك السيسي حرية الصحافة في مصر ومازال بشكل واضح حيث تم التحفظ على أموال عدة منابر صحفية من بينها موقع مصر العربية وبوابة القاهرة، مع استمرار حجب المواقع، والذي بلغ في شهر أغسطس 405 موقع.

محمد حامد الباحث في العلاقات الدولية قال في تصريح خاص للعدسة بوست : أن السلطة تحاول إرسال رسائل الى أحمد شفيق بأنه غير مرغوب فيه ولن يستطيع خوض الانتخابات الرئاسية المقبلة في ظل القضايا المرفوعة ضده في المحاكم المصرية.

كيف استطاع السيسي إعادة خلق خريطة جديدة للإعلام ؟

1. استطاعت الآلة الأمنية تطويع الإعلاميين لسياسات السيسي في البلاد ، وتخوفا من أن ينالوا عقاب الأجهزة الأمنية ويتم إغلاق برامجهم كما الحال مع محمود سعد وعمرو الليثي.

2. تتبع الصحفيين والإعلاميين واعتقال حتى المحسوبين على السلطة وحجب طبعات ومصادرة جرائد كما حدث مع المصري اليوم، والوطن، وصوت الأمة، و”المصريون”، والصباح، وتهديد صلاح دياب صاحب جريدة المصري اليوم ونجيب ساويرس حتى اضطر للتخلص من قناته “أون تي في”.

3. دخول أجهزة المخابرات العامة و الحربية مجال الشراء والإنتاج التلفزيوني كما الحال مع أون تي في، وصحيفة صوت الأمة اللتين استحوذ عليهما رجل الأعمال أحمد أبو هشيمة، وكشراء شركة دي ميديا للإنتاج الإعلامي إحدى الواجهات المخابراتية لقناة الناس.

قوانين وتشريعات جديدة لتطويع الإعلام

في إبريل 2017 أصدر عبد الفتاح السيسى القرارات الجمهورية 158 و 159 و 160 بتشكيل المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام والهيئة الوطنية للصحافة والهيئة الوطنية للإعلام وذلك طبقاً لنصوص ومواد القانون 92 لسنة 2016 والذى نص على تشكيل المجلس والهيئات المذكورة بناء على ترشيحات مجلس الدولة ومجلس النواب ونقابة الصحفيين والإعلاميين والعاملين بالطباعة والصحافة والإعلام والمجلس الأعلى للجامعات ووزارتى الإتصالات والمالية.

وترأس الهيئات الإعلامية الثلاثة المتمثلة فى المجلس الأعلى لتنظيم الصحافة، والإعلام والهيئة الوطنية للصحافة، والهيئة الوطنية للإعلام  كل من  مكرم محمد أحمد رئيساً للمجلس الأعلى لتنظيم الإعلام وكرم جبر رئيساً للهيئة الوطنية للصحافة وحسين زين رئيساً للهيئة الوطنية للصحافة وهي كلها رموز محسوبة على نظام مبارك المخلوع.