العدسة – باسم الشجاعي
يطوي الجزائريون صفحة عام 2017، التي كانت حُبلى بالأحداث الداخلية بصفة خاصة، حيث كان أبرزها الإقصاء من سباق مونديال روسيا 2018، والجدل السياسي الدائر حول إشاعات تدهور الوضع الصحي، التي دأبت الحكومة على نفيها.
لكن توقعات المراقبين الجزائريين ترى في العام 2018 أنه محطة لحسم مسألة خلافته، بعد دخول ولايته الرابعة عامها الأخير.
صحة “بوتفليقة”
ظل الوضع الصحي للرئيس الجزائري عنوانا للجدل السياسي في البلاد، خلال السنوات الأخيرة، وخاصة في 2017؛ حيث كان تعرض بوتفليقة (81 سنة)، في أبريل 2013، لجلطة دماغية أفقدته القدرة على الحركة ومخاطبة شعبه، لكنه واصل الحكم وفاز بولاية رابعة العام 2014، كما يستقبل الضيوف الأجانب والمسؤولين المحليين باستمرار.
وطيلة هذه المدة، بقيت البلاد ساحة لجدل سياسي حاد، بين معارضة تعتبره غير قادر على الحكم وأن هناك من يدير البلاد باسمه، وموالية تنفي وتؤكد أنه بكامل قواه الذهنية رغم معاناته جسديا، كما يدير البلاد بصفة عادية وقد يترشح لولاية خامسة العام 2019.
” بوتفليقة “
وتعد سنة 2017 بمثابة عام “غلق” السلطات الجزائرية لملف انتخابات الرئاسة المبكرة، الذي ظلت عدة أقطاب معارضة تطالب به، بسبب الوضع الصحي للرئيس .
وفي رسالة للجزائريين بمناسبة ذكرى اندلاع الثورة التحريرية، غرة نوفمبر 1954، أكد “بوتفليقة” أن من يريد الوصول إلى الحكم، عليه الانتظار لعام 2019، تاريخ تنظيم انتخابات الرئاسة، فيما رفضت قيادة الجيش- من خلال عدة تصريحات- دعواتٍ للتدخل وعزل الرئيس.
ويرجح- وفق رُزْنَامَة المواعيد الانتخابية في الجزائر- أن تنظم انتخابات الرئاسة القادمة في النصف الأول من العام 2019، لكن سنة 2018 ستكون- وفق مراقبين- “سنة الحسم”، في مسألة الرئيس القادم، داخل مراكز الحكم بالبلاد.
وتصنف تقارير دولية النظام الجزائري من بين الأكثر تعقيدا في العالم، من حيث طبيعة نظام الحكم وشبكات النفوذ فيه، وعنونت مجلة “لاكروا” الفرنسية عددها لشهر نوفمبر الماضي، والذي خصص للجزائر بـ “تحقيق حول البلد الأكثر غموضا في العالم”.
وفي الوقت نفسه، يعتبر آخرون أن النظام الحاكم في البلاد أطلق إشارات، خلال الأشهر الأخيرة، مفادها أن الرئيس “بوتفليقة” سيواصل مسيرة قيادة البلاد لولاية خامسة في انتخابات الرئاسة لعام 2019، مادام أن المانع الدستوري غير موجود.
ثلاثة سيناريوهات للانتخابات
مع انتهاء عام 2017 واستقبال 2018، يتوقع مراقبون أن يكون العام الجديد محطة لحسم مسألة خلافة الرئيس الجزائري الخامسة؛ حيث حددوا في تصريحات لوكالة “الأناضول”، ثلاثة سيناريوهات للانتخابات الرئاسية المقبلة في البلاد، وذلك وفق رؤية “نصير سمارة”، أستاذ العلوم السياسية بجامعة الجزائر.
السيناريو الأول: أن يترشح الرئيس “بوتفليقة” لولاية خامسة، وهذا الأمر وارد إن رغب هو بذلك وكانت صحته تسمح له بالمواصلة؛ حيث إنه لا يوجد من يعارضه في النظام، بما في ذلك المؤسسة العسكرية.
السيناريو الثاني: أن مؤشراتٍ ظهرت في الساحة، خلال الأشهر الأخيرة، تفيد بإمكانية أن يرشح “بوتفليقة” أحد أشقائه لخلافته، وفي مقدمتهم شقيقه ومستشاره الخاص “سعيد”.
السيناريو الثالث: أن تحسم قيادات في الجيش هذه المسألة، على طريقتها، ووفق ما شهدته الجزائر سابقا باختيارها لمرشح لخلافة “بوتفليقة” وتقديمه للسباق، وهذا هو السيناريو الأكثر ترجيحا، رفقة السيناريو الأول، الخاص بترشح الرئيس لولاية خامسة”.
ورغم ترجيح أن الكلمة الأخيرة تعود لقيادة الجيش في حسم مسألة الخلافة، إلا أن العقيد المتقاعد في القوات المسلحة “رمضان حملات” قال: “قناعتي هي أن المؤسسة العسكرية ستكون محايدة، وبدور الضامن للاستقرار خلال سباق الرئاسة القادم، بالنظر إلى إصلاحات داخلية شهدتها، خلال السنوات الأخيرة، جعلتها تتجه نحو الاحترافية”.
حلم مونديال روسيا يتبخر
كان عام 2017 مخيّباً للآمال، بالنسبة للرياضة الجزائرية بشكل عام، ولكرة القدم بشكل خاص، بعدما شهد العديد من الإخفاقات.
وفشل “الخضر” في التأهل لكأس العالم لكرة القدم في روسيا، بعد مسيرة سيئة في التصفيات؛ حيث تذيل مجموعة تضم نيجيريا زامبيا والكاميرون.
وقبلها خرجت الجزائر من دور المجموعات في كأس الأمم الإفريقية بالجابون، فشل منتخب المحليين في التأهل لكأس الأمم الإفريقية بخسارته أمام نظيره الليبي.
اضف تعليقا