من المؤكد أنه لتحفظ شيء يجب أن تُكرره ، و لتسلك درب يجب أن تُقرره ، و لتتيقن من ملكية أحدهم يجب أن تُحرره
أما عن الأولي : فـهلّا كررت لي قول ” أحبك ” حتي يحفظها قلبك و تعيها روحك و تسري في نظراتك و تتجسد في أفعالك و أهنئ أنا
لا أُشكك في حُبك البتة ولكن ليطمئن قلبي
و أما عن الثانية : فهلّا سلكت إليّ الدروب ؛ و ألقيت روحك في طرقاتي ، و صافحت ابتساماتك صباحي
أقصد هلّا قررتني وجهتك و خط سيرك ؟!
هلّا وضعتني خارطة قارات عالمك ، ووجهة سفرك ، و من ستكون هاجر الساعية بين صفا روحك ومروة قلبك يا إسماعيلها إن كانت الأيام إبراهيمًا عليك و طُرحت في وادٍ غير ذي سكينة ؟!
و أما عن الثالثة : فإياك و فعلها
ففي حضرتك لا أروم إلي حرية ، ولا أخطط لانتفاضة ، وليس لدى النية بالتظاهر أو التجمهر أمام قلبك و رفع لافتات الاعتراض
هل تعلم ؛ حتي في غياباتك
سأصادق الطير و أغازل طيفك ، و أعانق وساداتي و أتمايل مع الصباح الباكر علي إيقاع قطرات الندي وأقص خيباتي و أفراحي علي القمر ، و أرسل العبرات نهرًا في زوايا غرفتي و أعاتب خيالاتي
مهلك ليس هذا ضربًا من جنون ؛ لكنه طبقًا لمفهوم الوفاء لدي الصغيرة مضغتي
ألا يشاركني غيرك أي شيء قد يُشارك يومًا
نعم أريدك أنت أنت ؛ أن تُصادق أيامي و تُغازلني و جُل عناقاتى ستكون لك ، و ألا يشهد تمايلي إلا إيقاعاتك
و ألا تَسمع شكواي إلا أنت و ألا يُشاركني المبهجات إلا أنت أيضًا و ألا يرى عَبراتي إلا مُقلتيك و لا تنطلق حروفي عتابًا أو هيامًا إلا لك
أؤمن بأن الحب ملكية لا يُعمم حق امتلاكها ؛ ولا يُشرك مالكها في ملكه شيء
أريدك لي ألفًا و كُلًا و حُبًا و عُمرًا و حقًا غير قابل لتعدد مُلاكه
و إلا فلا لك أو لحبك كيل عندي ولا تقربون
قُل لي مثلًا في الصباح أحبك و في عملك ابعث لي عبقك مع الشوق المحمول إليّ و أرفقه بـ اشتقتك
و ابحث عني بعينيك حين العودة و اقترب مني حين انهماكي في صنع ما قد يرسم علي ثغرك ولو بضع ابتسامة و لمعدتك ولو شبه شبع و لتذوقك ولو أثر تلذذ
اقترب و اهمس بـ اقتراح إجازة تعوض شوقك لي في ساعات العمل لأن العمل يبدو ثقيلًا وتركيزك مشتت بسبب طيفي الزائر لك كل التفاتة لعقارب الساعة الكسولة
سأخجل و اتبسم ربما ضاحكة من قولك
غازل ضحكتي ، اعشق ترددات و ذبذبات انتشارها في الأجواء
ألقي اعتراف حينها بأنها أجمل من أجمل موسيقي و أعذب سيمفونية قد تسمع يومًا
ثم إذا ما التففنا حول مائدة ؛ اجلس قبالتي و ضع في فمي لقيمات و لأبادلك أنا الفعل
شاركني أشيائي كإهتماماتي ، كتاباتي ، صوري ، حتي تُرهاتي
ولأشاركك أنا حياتك وما تحوي ، صمتك وما يحمل ، صخبك وما يفعل ؛ حتي ملابسك أود مشاركتك إياها
فيختلط العبقين
حدثني عن الجنة ؛ وعن منزل يجمعنا ، عن زيارتنا لبيت رسول الله فيها
لكن لا تذكر لي حرفًا عن الحور العين ؛ فتنفجر براكين غيظي
لا تُصلي قيامًا إلا إن كُنت إمامي ، و لا تقل ذكرًا إلا إن كنت أردد من بعدك
و لا تسبقني لصلاة ؛ فتختلف منزلتانا في الجنة فإني وربي لا أطيق الفراق
وانصحني وارفق بي ؛ و اغلظ إن لزم الأمر ولكن تذكر أني صغيرتك المدللة
فهونًا عليّ
هل تعلم أيضًا لن نشرى مرآة ؛ ستكون أنت مرآتي و في الحب أول و آخر مرّاتي
قُص لي تفاصيل يومك ؛ شاركنيها
مثلًا ضغط الأعمال ، رؤسائك و وزملائك حتي العمال
و احذر أن تُطرب أذنيك ولو حتي لتحية صباح ما دامت أنثوية
شاركني الرأي و الافكار و الكلمات والأشعار ؛ و احفظني و كرر أحبك كل صباح وكل مساء
لا أُشكك في مصداقية قلبك أو حبك ؛ ولكن ليطمئن قلبي
• إليك من كنت و أينما كنت وكيفما كنت
اضف تعليقا