قبيل مؤتمر المناخ كوب 27 الذي أقيم في مدينة شرم الشيخ بجمهورية مصر العربية، خرج رأس النظام عبد الفتاح السيسي مرتبكاً يحذر الشعب من حدوث احتجاجات مماثلة كتلك التي حدثت في ثورة 25 يناير المجيدة.

لم يبد عليه الخوف فقط بل أقر واعترف مع الإعلامي يوسف الحسيني في مداخلة تلفزيونية قائلاً ” أنا خايف يا يوسف”، لكن سرعان ما مر المؤتمر دون أي توترات ميدانية بفعل القبضة الأمنية التي فرضها قائد الانقلاب على مصر وميادينها.

والحقيقة أن هذه المرة ليست الأولى التي يذكر فيها السيسي أحداث ثورة 25 يناير لكنها المرة الأولى التي يذكرها بهذا الشكل المليء بالخوف.. فمن قبل قال السيسي “احذروا اللي حصل من 7 8 سنين مش هيتكرر تاني في مصر” باستعلاء وتكبر كما هدد بنشر الجيش من إسكندرية إلى أسوان في ساعات.

كل ذلك يدل على أن هاجس عودة الأحداث يدور بذهن قائد الانقلاب لكنه لا يدري أنه يعادي قنبلة موقوتة ذرعها بالشعب المصري بنفسه من خلال استعدائه والتحدث بالقوة والكبر كما أنه فعل كل شئ كي لا يواجه أحداث يناير مرة أخرى لكن عودتها قد تكون مسألة وقت لا أكثر.

التاريخ يعيد نفسه

هناك ظاهرة يؤمن بها بعض المؤرخين والكتّاب ألا وهي أن التاريخ يعيد نفسه بمعنى أن الأحداث التي حدثت بالماضي قد تحدث بالمستقبل بنفس الطريقة وتؤدي لنفس النتائج.

وبعيداً عن أن إيمان البعض بتلك الظاهرة أو رفضها فإن من المنطقي أنه عندما يفعل الشخص نفس الأسباب فإن النتائج غالباً ستكون من جنس العمل وستصبح المخرجات نفسها.

وبتطبيق تلك النظريات على الحالة في مصر فإن أليكساندر كلاركسون  المحاضر في الدراسات الأوروبية في جامعة كينغز كوليدج في لندن تحدث في تقرير عن الحالة المصرية في عهد عبد الفتاح السيسي ووجد أن هناك تشابهاً كبيراً بين الحالة المصرية في عهد قائد الانقلاب والحالة المصرية في أواخر عهد المخلوع محمد حسني مبارك.

الجالس على البارود

تحت عنوان “السيسي يجلس هعلى برميل من البارود” تحدث كلاركسون عن وصول مصر لحالة متردية اقتصادياً كتلك التي أججت ثورة 25 يناير وجعلت الشعب أن يهتف “عيش – حرية – عدالة اجتماعية”.

كما أنه لاحظ نفس حالة التبجح للشرطة المصرية والقبضة الأمنية المفرطة لدى الدولة والتي جعلت من مصر دولة بوليسية بامتياز، علاوة على ذلك فإن انهيار الجنيه المصري أدى إلى ارتفاع معدلات الفقر والبطالة إضافة إلى التضخم.

أما سياسياً فهناك غياب تام للمعارضة المصرية بسبب القوة الضاربة كل تلك الأحداث تكررت بين عامي 2011 وبين 2022 اختلف خلالها رأس النظام فقط بين المخلوع والانقلابي لذلك فإن أمر الثروة الجديدة يعد مسألة وقت لا أكثر.

الخلاصة أن السيسي يظن أنه من خلال القبضة الأمنية يستطيع قمع الشعب إلى ما لا نهاية من الزمان وهو زعم خاطئ خاصة إذا أصاب ذلك الكبر المصريين في قوت عيشهم، فإن الرصاص لن يمنعهم من أن يعودوا ليهتفوا عيش حرية كرامة إنسانية عدالة اجتماعية.

اقرأ أيضاً :  نظرة في رؤية الصحف العالمية تجاه العاصمة الإدارية الجديدة في مصر