قالت صحيفة “يديعوت أحرونوت” إن ولي العهد السعودي محمد بن سلمان فتح أبواب المملكة أمام الحفلات الموسيقية والفعاليات الرياضية، مخالفًا بذلك كل من سبقوه من حكام، حتى يجعل بلاده مركزًا ثقافيًا حقيقيًا في الشرق الأوسط، إلا أن المحللين يرون في هذه الخطوة حيلة وستارًا لإخفاء انتهاكات حقوق الإنسان في المملكة أي أنها تحاول تنظيف سمعتها السيئة مثلما تفعل إسرائيل.

الرياض وتل أبيب يواجهان حملات مقاطعة لأسباب مختلفة

أشارت الصحيفة إلى أنه، “في السنوات الأخيرة، كان هناك الكثير من الحديث حول الشراكة السياسية بين إسرائيل والسعودية، واللقاءات غير المعلنة رسميًا بينهما في مواجهة إيران، ومع ذلك حتى على الجبهة الثقافية، فإن كلا البلدين يجدان نفسيهما في معركة مع عملية عزل دولية ضدهما، حيث تجد كل من الرياض وتل أبيب نفسيهما يواجهان حملات مقاطعة، الأولى بسبب ما تقترفه ضد حقوق الإنسان والثانية بسبب ما ترتكبه ضد الفلسطينيين”.

وأضافت الصحيفة أنه، “رغم استخدام هذه الحفلات لستر الجرائم التي ترتكب ضد المواطنين والنشطاء السياسيين، لا تجد أكبر الأسماء الفنية في العالم مشكلة في تلك الجرائم وتوافق على إحياء حفلات في السعودية، وكلمة السر هي المال أو بالأحرى الكثير من المال الذي سيحصلون عليه من الرياض مقابل تلك الفعاليات الفنية”.

وذكرت الصحيفة أنه، “في نوفمبر 2018، كانت أولى تجليات سياسة بن سلمان لتغيير السعودية، من خلال مهرجان موسيقى استمر 3 أيام في العاصمة الرياض، بعدها كان الفرنسي ديفيد جيتا والمصري عمرو دياب من بين الموسيقيين العالميين الذين تمت دعوتهم ليحيوا حفلاتهم في المملكة”.

حيلة لإخفاء أخطاء الديكتاتورية

وواصلت الصحيفة، “لسنوات، كانت المملكة السنية واحدة من أكثر الدول الدينية المحافظة في العالم العربي، ولم تكن العروض التي قدمها المغنون الدوليون مدرجة في الأجندة العامة للمواطنين الذين يفضلون الحج إلى مكة والتجمع هناك لأغراض العبادة، في الآونة الأخيرة تغير شيء ما هناك، في أعقاب ظهور محمد بن سلمان الذي يشبه أحد نجوم الروك الأمريكيين”.

وتابعت الصحيفة، “رغم  أن الأمير البالغ من العمر 34 عاما نشأ وترعرع في البلاط الملكي ، إلا أنه يمثل الجيل الجديد في البلاد؛ الجيل الذي يتصفح شبكة الإنترنت ولا يهتم كثيرا بالأمور الدينية والعقائدية، والأهم من ذلك لديه احتكاكات بالولايات المتحدة والغرب، ومع ذلك  فإن خصوم الأمير يقولون إن الانفتاح الذي يروج له ليس أكثر من حيلة يخفي بها أخطاءه كديكتاتور”.

واستدركت، “لأول مرة في تاريخ المملكة، يسمح للرجال والنساء بقضاء بعض الوقت معا، ولم يعد رجال الدين السعوديون يزعجون المشاركين بتلك الحفلات بفتاويهم، بينما كان نفس هؤلاء في الماضي يكررون عظاتهم التي تعارض الفساد الأخلاقي”.

مقتل خاشقجي كشف بن سلمان

استكملت الصحيفة، “رغم التغيير الذي ينشده بن سلمان في بلاده؛ بإحياء الحفلات واستدعاء كبار الفنانين والمطربين والراقصين، محاولًا إظهار عهده بالأكثر ميلًا للتحديث والتغريب، إلا أن جريمة فظيعة كشفت أن كل ما سبق ليس إلا ستارًا لإخفاء قبضة ولي العهد وجرائمه بحق المواطنين والنشطاء السياسيين”.

وأوضحت الصحيفة أنه، “قبل عام، تم قتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي في قنصلية بلاده بإسطنبول، وقادت التحقيقات إلى مسؤولية ولي العهد عن الأمر، الأمر الذي كشف عن  وحشية بن سلمان في التعامل مع أعدائه، وأظهر كم هو بعيد عن الليبرالية الديمقراطية التي يتشدق بها ويحاول تصوير نفسه كأحد أقطابها”.

ولفتت إلى أنه، “في الوقت نفسه لم يجد الفنانون مشكلة في إحياء حفلات ببلد تنتهك فيه الحقوق، ما داموا سيخرجون من المسرح بجيوب ممتلئة ومثقلة بالدولارات؛ في وقت دعوا فيه في الماضي ومن خلال أعمالهم الفنية إلى الكفاح من أجل العدالة الاجتماعية وحقوق الإنسان، ورغم الفظائع المسؤول عنها ولي العهد أعلنت عدة فرق عن إحيائها حفلات في المملكة من بينها (باك ستريت بويز) و(جانيت جاكسون) و(تايجي) و(فوتشر) و(دي جي ستيف أوكي) وغيرها”