في سياق الحرب المأساوية التي تعصف بقطاع غزة، سلطت شبكة CNN الأمريكية الضوء على قصة مؤلمة لطفل فلسطيني يدعى سامي عياد، الذي نجا لأكثر من عام من الهجمات الإسرائيلية، لكنه استشهد بطريقة مأساوية على يد الإمارات بعد سقوط صندوق مساعدات على رأسه.

هذه الحادثة تتجاوز مجرد كونها حدثًا فرديًا، بل تكشف عن قضايا أعمق تتعلق بكيفية تقديم المساعدات الإنسانية في سياق الأزمة الفلسطينية، وعن المسؤوليات الأخلاقية للدول العربية تجاه شعوب المنطقة.

تزامن مقتل الطفل سامي مع إعلان دولة الإمارات عن إسقاط مساعدات جوية على نفس المنطقة، وهو ما أثار سخط عائلته وأبناء شعبه. خلال تناول الأسرة لوجبة الإفطار، سقطت منصات خشبية من الطائرات، وتسببت في مقتل الطفل على الفور، مما أظهر بوضوح عدم تقدير المعاناة الإنسانية في غزة

معاناة أسرة عياد

قال جد الطفل، “كنا نأمل في مساعدات ترفع عنا المعاناة، لكن بدلاً من ذلك جاء الموت من السماء.” عائلة الطفل عبرت عن استيائها من هذه الطريقة في إيصال المساعدات، حيث أكد الجد أنهم لا يريدون مساعدات تأتي على شكل قذائف تقتل الأطفال، بل يريدون كرامة.

وأدان والد الطفل، محمود عياد، بشدة تصرفات الدول التي تسقط المساعدات من السماء وكأن الفلسطينيين ليسوا سوى كائنات لا تستحق الاحترام. “أريد كرامتي، لا أريد مساعدات تُلقي علينا وكأننا حيوانات.” تعكس هذه التصريحات واقعًا مريرًا يعاني منه الشعب الفلسطيني، حيث تتداخل معاناة الفقر والحرمان مع الإذلال المتواصل من الدول التي ينبغي أن تكون حليفة.

لقد استخدمت العديد من الدول، بما في ذلك الإمارات، أسلوب إنزال المساعدات جويًا، وهو أسلوب أثبت فشله مرارًا. وكما أشار التقرير، فإن هذا النوع من المساعدات أدى إلى مقتل وإصابة العديد من المدنيين، حيث أكدت وكالات حقوق الإنسان أن عمليات الإنزال الجوي ليست فقط غير فعالة، بل تمثل وسيلة غير إنسانية لإيصال المساعدات.

تشير التقارير إلى أن القيود الإسرائيلية المستمرة على المعابر البرية أدت إلى تفاقم الأوضاع الإنسانية في غزة، مما يزيد من معاناة 2.2 مليون فلسطيني يعيشون تحت وطأة المجاعة وعدم الأمان الغذائي. إن تقديم المساعدات بطريقة غير مسؤولة، كما حدث مع سامي، يطرح تساؤلات جدية حول نية تلك الدول ومدى إدراكها للنتائج الكارثية لتصرفاتها.

إمارات العار: تواطؤ مع الاحتلال

ما يزيد الأمر سوءًا هو التورط الإماراتي في هذه المأساة، حيث أكدت تقارير استخباراتية أنها شاركت في عمليات إنزال المساعدات التي أدت إلى قتل مدنيين فلسطينيين. إن مثل هذه الأفعال تضع الإمارات في خانة التواطؤ مع الاحتلال الإسرائيلي، وتعتبر انتهاكًا صارخًا للقوانين الإنسانية.

التحقيقات تكشف عن أن الطائرات التي قامت بعمليات الإنزال الجوي لم تكن سوى طائرات إماراتية، مما يثير تساؤلات حول موقف الإمارات من القضية الفلسطينية. فهل أصبح الدعم الإنساني وسيلة لتجميل صورة النظام الإماراتي في عيون العالم، بينما يتسبب في قتل الأبرياء في الواقع؟

إن مأساة الطفل سامي عياد ليست سوى واحدة من العديد من القصص المؤلمة التي تجسد المعاناة المستمرة للشعب الفلسطيني. من المهم أن نتساءل: لماذا لا تستجيب الدول العربية لهذا النداء الإنساني بطرق تضمن كرامة الفلسطينيين وحقوقهم الإنسانية؟

يجب على العالم العربي أن يتحمل مسؤولياته تجاه القضية الفلسطينية، وأن يرفض أساليب المساعدات المهينة. يجب أن تكون هناك استراتيجيات جديدة تراعي كرامة الإنسان وتعزز من حق الفلسطينيين في حياة كريمة.

الخلاصة يظل الطفل سامي عياد رمزًا للمأساة المستمرة في غزة، وشاهدًا على الفشل الذريع للنظم العربية في التعامل مع الأزمات الإنسانية. يجب أن نكون صوتًا للحق ونرفض الممارسات التي تسهم في إذلال الإنسان، علاوة عن تواطؤ دولة الإمارات مع قتلة الأطفال من أجل مصالح واهية.

اقرأ أيضًا : الإمارات تتعمد تعقيد الأزمة السودانية.. ما هي أغراض محمد بن زايد؟